مع بداية المصيف ازدياد أزمة "العيش" فى مطروح

السبت، 31 مايو 2008 08:08 م
مع بداية المصيف ازدياد أزمة "العيش" فى مطروح
كتب حسن مشالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"دا ميرضيش ربنا"، قالتها أم حسين وهى على وشك البكاء خلال وصلة طويلة من "الولولة" وندب الحظ وهى تجذب ابنها حسين من تحت الأقدام فى طابور العيش من شدة الزحام والتدافع. "الواد له ساعتين ولسة موصلش شباك العيش وفى الآخر ينداس تحت الرجلين إحنا نلاقيها منين ولا منين.. هو دا يرضى مين "، جاءها الرد من طابور السيدات "يرضى الحكومة والناس اللى فى العلالى ومش عايشة فى الذل بتاعنا ده ولا حاسة بحاجة".

رأت أم حسين أن وقوفها فى طابور السيدات قد يجعلها أسرع وصولاً إلى شباك العيش من ابنها لأن طابور الرجال أطول كثيرا.ً أخرجته من الطابور وطالبت الواقف خلفه بحجز دور ابنها أمامه، وأجلست حسين بجوار سلة الخضار وأكدت عليه بإمساك يد أخيه الأصغر ولا يغفل عنه أو عن الخضار ووقفت هى فى طابور السيدات مشتتة بين سلة الخضار وولديها واحتساب أعداد الواقفات أمامها "قدامى 11 قدامى 10 قدامى 8". تسمع ابنها الأصغر يبكى "امسك أخوك خلاص قدامى 4 ونمشوا". سمعت صرير الفرن عندما بدأ يعلو فلم تصدق أنه سيتوقف ولن تحصل على الخبز.

دفعت من أمامها وأطلت برأسها داخل الفرن والعامل يشير لها بيديه "خلاص شطبنا" .. استعطفت صاحب الفرن كى يعطيها ولو 10 أرغفة عشان العيال دون جدوى فلم تتمالك نفسها وظلت تندب حظها وجلست بجوار طفليها تبكى وتدعو على الحكومة وعلى كل "اللى ممررين اللقمة عن الناس الغلابة".

كل من كان واقفاً فى الطابور أو من المارة تأثر بحالة أم حسين رغم أنهم لم يحصلوا على العيش مثلها، ربما لأنها شرحت حالها "أنا بربى 4 عيال يتامى الصبح بنزل اشتغل أنا والعيال فى شقق المصايف وببعت الواد قدامى للفرن علشان يلحق عيش والنهاردة كان هيموت تحت الرجلين وبرضو ما أخدناش عيش .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..يارب نشوفوا يوم أسود فى كل اللى سودوا حياتنا وجوعونا ".

يبدو أن مفتش التموين خاف أن تصيبه دعواتها فطلب من صاحب الفرن إعطاءها ما تريد لأنها غلبانة. تهلل وجهه أم حسين وظلت تدعو له وللمفتش والناس الطيبة كلها بعد ما وعدها صاحب الفرن بأنه سيعطيها العيش من العيش المخصوص الذى يخبأه فى الداخل للمسئولين والأقارب ويوزعه بعد ما يمشى الناس.

تزداد مخاوف المواطنين من تفاقم الأزمة أكثر مع اقتراب موسم المصيف وتوافد الملايين على مطروح خلال فترة الصيف.. ويتساءلون كيف سيحصلون على العيش بعد أن يتضاعف عدد المقيمين فى مطروح خلال أشهر الصيف وهم يعانون الآن أشد المعاناة ولم يبدأ المصيف بعد؟

تأتى هذه المخاوف الحقيقية فى ظل تركيز مجهودات وأنشطة المسئولين فى الاستعدادات المصيفية ومتابعة الأعمال فى الشواطئ والمصايف، كما أن هناك مخاوف من سرقة أصحاب المخابز لحصص الدقيق لتعويض زيادة التكلفة بعد رفع أسعار السولار الذى تعمل به الأفران فى حالة عدم تشديد الرقابة والمتابعة لهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة