رئيس الروتارى الدولى: ليست لدينا أية علاقة بـ"الماسونية"..

السبت، 31 مايو 2008 03:30 م
رئيس الروتارى الدولى: ليست لدينا أية علاقة بـ"الماسونية".. السيد ويلفريد ويلكنسون رئيس الروتارى الدولى يتحدث إلى اليوم السابع - تصوير سامى وهيب
حاورته لولا لحام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زار القاهرة فى الأيام القليلة الماضية السيد ويلفريد ويلكنسون، الذى يرأس أكثر من 33 ألف ناد للروتارى منتشرة فى 200 دولة حول العالم. وتأتى الزيارة فى إطار توطيد روابط أندية الروتارى الدولية بالأندية المصرية وتشجيعها على بذل المزيد من الجهد لتلبية احتياجات المجتمع فى مصر، وهى عديدة.

"الخدمة أهم من الذات". هذا هو شعار الروتارى، ماذا يعنى بالنسبة لك؟
يعنى أن الأعضاء، وأنا منهم، يجب أن يكونوا على أهبة الاستعداد لخدمة أغراض مجتمعهم، فى القرية أو المدينة أو على صعيد الدولة أو العالم أجمع. وهذا يتطلب الالتزام الشخصى بتخصيص الجهد والوقت والمهارات الشخصية والموارد المالية من أجل الآخرين.

وكيف وجدت الوقت اللازم لخدمة الأهداف التى ينادى بها الروتارى؟ ألم تكن مشغولا باستمرار، كمعظم رجال الأعمال؟
عن نفسى أنا، أصبحت عضواً فى الروتارى منذ أن كان عمرى 32 سنة وخدمت فى جميع مستويات العضوية. فى البداية، لم يكن لدى مساعدين والآن أصبح لى 17 شريكاً فى أربع مدن. وهذا له معنى واحد: الناس يقدمون على العمل مع الذين يثقون فيهم. فعندما تكون لديك معلومات دقيقة ومتعمقة عن حياة مجتمعك، يمكنك أن توسع دائرة معارفك ومساحة نشاطك. وهذا هو موطن قوة الروتارى، ألا وهو جذب الشخصيات التى لديها قدرة الإنجاز.

تقول إن هدف الزيارة التى تقوم بها إلى مصر والأردن وإسرائيل هو نشر السلام، فى حين أن أندية الروتارى لا تعمل بالسياسة ولا بالدين. قل لى إذاً كيف ستترجم أنشطة الروتارى مفهوم السلام هذا؟
أنا لم آت إلى هذه المنطقة لكى أنشر السلام. عملياً، أنا لا أستطيع أن أقوم بذلك. على شعوب المنطقة أن تقوم هى بذلك. لقد أتيت إلى هنا لكى أتأكد من أن أعضاء الروتارى المصريين يقدمون أقصى ما يستطيعون من أجل تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها. والواقع أن العديد من المشكلات هنا ترجع إلى أسباب اقتصادية. فعندما يفقد المرء أى أمل فى الحياة، عندما لا يجد قوت يومه، يجب ألا نلومه على أعمال العنف التى يقوم بها. طبعاً نحن لا نوافق على ممارسات العنف المنتشرة فى المنطقة، لكن علينا أن ندرك ضرورة أن نمنح هؤلاء الأمل.

كيف ستعطى الأنشطة التى تقوم بها أندية الروتارى "الأمل" فى المنطقة؟
نحن نقوم بعمل ضخم فى مجال محو الأمية. عندما تعلم الأفراد، فأنت تفتح لهم مجالات العمل، فيتمكنون من مساعدة أنفسهم ولا يعودوا يعانون من الجوع ويستطيعون إطعام أطفالهم. وهذه هى نقطة الانطلاق. نقدم أيضاً قروضاً لتمويل مشروعات متناهية الصغر. نقدم كذلك دورات تدريبية وبرامج متنوعة لتبادل الطلاب ونمول الحصول على درجة الماجستير فى السلام وإدارة الصراعات. ونعمل على مد الجسور بين الشعوب والثقافات ليعيش الجميع فى سلام. والواقع أن الروتاريين فى مصر لديهم إنجازات هائلة وأنا فخور بهم.

هذه أول زيارة لك لمصر رغم أنك كثير السفر..
للأسف الشديد. وأود أن تطول فترة زيارتى أكثر. سوف أخصص الجزء الباقى من رحلتى لرؤية المعالم السياحية الرائعة التى ينصحنى زملائى المصريون بعدم "تفويتها". لقد بهرنى نهر النيل بشدة وأعتقد أن مياهه العذبة يمكنها أن تزرع مزيداً من الأراضى. تقولين كثير السفر؟ لقد بدأت رحلتى فى الأول من مايو وشملت حتى الآن 14 دولة فى أوروبا وآسيا وأفريقيا وها أنا ذا فى الشرق الأوسط!

قل لنا رأيك بصراحة فى الروتاريين المصريين..
هذه المنطقة تبدو لى كقرية صغيرة مكونة من رجال ونساء مخلصين ولديهم الرغبة الصادقة فى منح الوقت والمواهب والموارد لمساعدة الأكثر احتياجاً فى المجتمع المصرى. إنهم يدركون حقيقة الاحتياجات ولهذا ركزوا جهودهم فى محو الأمية وكافحوا ونجحوا فى ذلك. ومع هذا، لم ينسوا مكافحة شلل الأطفال، وهو أحد أهداف الدولة فى السنوات الأخيرة. لم تكن المهمة سهلة، لكنهم تمكنوا من تحقيقها بنجاح. نشطوا أيضاً فى مجال توفير المياه النقية فى عدة مناطق خارج العاصمة. وأنا هنا لأهنئهم على إنجازاتهم وأشجعهم على بذل المزيد.

هل كنت تعرف بعضهم قبل الحضور إلى مصر؟
تعود معرفتى بالروتاريين المصريين إلى 1946. ومنذ ذلك الحين وأنا على علاقة طيبة بالعديد منهم. أنا أستعين بخبراتهم الواسعة فى أعمال كثير من اللجان النوعية التى نشكلها لدراسة أو إنجاز مشروع ما. إن الروتاريين المصريين كرماء للغاية فى منح أوقاتهم وتنظيم جهودهم لمساعدة الأكثر احتياجاً وأنا شديد الفخر بهم جميعاً.

لماذا يقوم الكثيرون بربط الروتارى بالجماعات السرية العالمية، مثل "الماسونية" على سبيل المثال؟ ألم يكن عدد من الروتاريين فى بداية القرن "ماسونيين" فعلاً؟
ليس هناك اليوم ما يربط الروتارى بهذه الجماعة ولا بغيرها من الجماعات السرية. لقد تأسس الروتارى فى 1905 فى شيكاجو ولم يكن لديه مكان لعقد اجتماعاته. فاستعار إحدى قاعات الماسونيين حتى وجد القاعة المناسبة لأنشطته. لقد قمنا بزيارة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثانى المعروف بعدائه الشديد للماسونية، فأيد وبارك أنشطتنا البعيدة تماماً عن السياسة والدين. والتقينا فى أنقرة كبار رجال الدين الإسلامى وهم مقتنعون بجهودنا من أجل نشر ثقافة السلام. انظرى: الروتاريون مختلفون فى الثقافات والاتجاهات السياسية، لكن يجمعهم حب خدمة الآخر الأكثر احتياجاً. هذه الدعاوى المغرضة يتبادلها الصحفيون وأجهزة الإعلام ونحن اليوم نعرض على الجميع ما نقوم به. فكل شىء أصبح مكشوفاً وتلاشت هذه الإشاعات.

ما خطط الروتارى المستقبلية فى هذه المنطقة؟
خططنا هى التأكيد على أهمية المضى فى برامج توفير المياه الصالحة ومكافحة الجوع والأمية. نحن نساعد الأفراد ليساعدوا أنفسهم. وهذا بالذات ما أعجب السيد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة فى اجتماعنا معه.

لمعلوماتك..
السيد ويلفريد ويلكنسون هو محاسب قانونى متقاعد وكان رئيس مجلس المحاسبين القانونيين بكندا، ومدة رئاسته للروتارى الدولى عام واحد (2007-2008). متزوج منذ 1953 ولديه أربعة أولاد وثمانية أحفاد.
يبلغ عدد أعضاء الروتارى حوالى مليون و210 آلاف عضو نشط حول العالم، معظمهم من رجال وسيدات الأعمال وأصحاب المهن الحرة، يجتمعون من أجل تحسين العلاقات بين البشر وتعزيز النية الصادقة والسلام.
تعمل هذه النوادى فى حقل الخدمات الاجتماعية وتتبع وزارة التضامن الاجتماعى (ومن قبلها وزارة الشئون الاجتماعية) وتعمل بإشرافها.
يقوم كل ناد بتدبير مصادر تمويله وهى حصيلة اشتراكات وتبرعات ومبالغ ثابتة تحصل فى كل اجتماع أسبوعى، والأسواق والحفلات الخيرية ولا تتلقى عوناً من الخارج، إلا على شكل منح دراسية أو تبرعات من النوادى الغنية.
فى 1929 أنشئ أول ناد روتارى فى مصر وكان رئيسه د. محمد شاهين باشا. وأنشىء أول روتارى للسيدات فى المنصورة فى 1972.
أنشطة الروتارى الرئيسية فى مصر هى: المساهمة فى الحملة القومية للقضاء على شلل الأطفال ومكافحة الأمية والمساهمة فى مشروعات لإمداد المناطق النائية بالمياه والكهرباء.
الرئيسة الشرفية لنوادى الروتارى فى مصر هى السيدة سوزان مبارك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة