حالة من الترقب يعيشها جميع تجار التجزئة لحديد التسليح بعد إعلان المهندس أحمد عز عن الأسعار الجديدة منذ أيام، والتى حددها بـ 5600 جنيه للوكلاء، و5800 جنيه لتجار التجزئة، و5990 جنيهاً للمستهلك، وعلى الرغم من ذلك فإن سعر الطن مازال يباع بـ 8000جنيه للمستهلك حسب تأكيدات بعض التجار.
قرار عز المفاجىء جاء بمثابة الصاعقة على تجار التجزئة الصغار، خاصة أن عدداًً كبيراً منهم أصابته خسائر فادحة نتيجة التسعيره الجديدة التى طرحها عز، وخلت الأسواق من الحديد وأصبح هناك فجوة نتيجة سحب التجار له وتخزينه على أمل رفع سعره مرة أخرى. أسعار الحديد لم يتم حسمها حتى الآن، وأصبح هناك حلقة مفقودة فى تحديد الأسعار منذ خروجه من المصانع مروراً بالوكلاء الكبار، وتجار التجزئة الصغار ونهاية بالمستهلك الذى قد يدفع 8600 جنيه فى الطن وهو ماحدث فى الشهر الماضى، وبناء عليه تقدم النائب مصطفى بكرى ببلاغ للنائب العام ضد مجموعة شركات عز لحديد التسليح، وهو البلاغ الذى ترتب عليه أيضاً إعلان عز عن الأسعار سالفة الذكر.
اليوم السابع وجدت صعوبة فى الحوار مع تجار حديد التسليح بمنطقة سوق العصر ببولاق أبو العلا، حيث رفضوا جميعاً الحديث فى شأن حديد التسليح الذى أصبح عملة نادرة فى السوق وذلك خوفاً من المشاكل مع الحكومة. "بقولك إيه يا استاذ إحنا معندناش لا سؤلات ولا جوابات.. إحنا مش بنبيع حديد"، "قالها عم محمد الذى عرفت اسمه عندما سألت على تجار الحديد فى منطقة بولاق أبو العلا التى تشتهر ببيع الحديد الخردة وحديد التسليح، مضيفاً أنه لا يعرف أى شىء عن الحديد أو سعره، وقال"فيه تجار كتير تقدر تروح تسألهم.. لو حد جاوبك" وهنا عرفت منه أن الطريق للوصول إلى معلومات عن أسعار الحديد من التجار صعب جداً، خاصة أن نفس الكلام سمعته من تاجر آخر بالمنطقة.
سوق العصر الذى يشتهر بجميع أنواع الحديد من حديد تسليح وزوايا وخوص حسب تصنيفات التجار هناك تسوده حالة من الركود، بل إن بعض التجار يفتحون محلاتهم لشرب الشاى والقهوة وذلك كما أكد أحد التجار ـ رفض ذكر اسمه ـ مضيفاً أن حالة تجار الحديد "تصعب على الكافر.. والحكومة لا بتحل ولا بتربط". وفى طريقنا للسوق سألنا عن تجار آخرين للحديد وكانت الإجابة من كل الجالسين أمام المحلات المفتوحة والمغلقة "حديد قديم ولا جديد"، ولم أعرف الفارق إلا عندما قابلت المعلم محمد ـ مكتفياً بالاسم الأول ـ وأخبرنى بأن هناك تجار حديد يبيعون حديد تسليح من بواقى حطام المنازل والعمارات التى تهدمت، وذلك بعد أن يتم "استعداله" أى فرده مرة أخرى وعرضه للبيع بأسعار أقل من الأسعار للحديد الجديد وهناك منها "مشرشر وآخر أملس والأسعار بين الاثنين لا تفرق كثيراً" رفض المعلم محمد الإفصاح عن سعر الحديد القديم.
فى طريق العودة لمنزله تقابلنا مع سلامه الجمل، وقال إن كيلو الحديد الجديد يباع بـ 8 جنيهات يعنى الطن بـ 8000 جنيه، وفيه تجار يبيعونه بـ8200 جنيه، وهؤلاء التجار يتعاملون مع وكلاء عز للحديد. سألته عن الحديد القديم فقال إن سعره كان أقل... ما بين 4.5 إلى 5 جنيهات أى الطن ما بين 4500 جنيه إلى 5000 جنيه، وهو أرخص بكثير من الحديد الجديد وبعض التجار اتجهوا إلى التجارة فى الحديد القديم "لأنه عليه طلب أكتر من التانى".
أخبرنى سلامة أن هناك بعض التجار يقومون بتجميع الخردة من منطقة سوق العصر وغيرها بسعر 3 جنيهات للكيلو، ويتم توريد كل الخردة المجموعة إلى مخازن شخص اسمه "الدسوقى" الذى يوردها إلى مصانع السحب التى تقوم بتصنيع الخوص والزوايا وهى أيضاً تستخدم فى البناء بعد إعادة تصنيعها مرة أخرى، مضيفاً أن هناك كميات يتم توريدها إلى مصانع عز الدخيلة أيضاً ويتم صهرها وإعادة تصنيعها من جديد على شكل أسياخ.
أخبرنا سلامة أيضاً أن هناك بعض التجار بسوق العصر وغيرها من المناطق قاموا بسحب الحديد من الأسواق وقاموا بتسقيعه خاصة بعد الاسعار الجديدة التى أعلنت الأسبوع الماضى، لأن التجار كانوا قد اشتروها بأسعار مرتفعة وإذا باعوها الآن سيخسرون الكثير. نفس الكلام أكده المعلم علاء سعد أحد تجار الحديد بأسيوط وقال إن تجار التجزئة قاموا بجمع الحديد من الأسواق وقاموا بتخزينه فى مخازنهم انتظارا لرفعه أو بيعه بالسوق السوداء أو انتظارا لرفعه مرة أخرى فى الشهور المقبلة.
وأضاف علاء أن تجار التجزئة الذين لا يمتلكون الكثير من كميات الحديد تعرضوا لخسائر كبيرة بعد الأسعار الجديدة، فقد اشترى التجار من الوكلاء بأسعار تتراوح فى الشهر الماضى ما بين 7000 جنيه و7500 جنيه للطن، وعندما يعلن أحمد عز عن بيع الطن بـ6000 جنيه للمستهلك فستكون هناك خسائر تتسبب فى "خراب بيوت ناس كتير"، فقد أعلن عز عن الأسعار دون النظر إلى تجار التجزئة وهو نوع من التهدئة بعد" أن كتر الكلام عليه".
ويتهم علاء الوكلاء المتعاملين مع عز والشركات الأخرى وتجار التجزئة، ويرى أنهم حلقة الوصل بيننا وبين المستهلكين، وبين المصانع الكبرى، وقال إن الوكلاء يأخذون الحديد من المصانع خاصة مجموعة عز بالأسعار التى تم تحديدها بالصحف الرسمية ويبيعونها لتجار التجزئة بأسعار مرتفعة جداً وما على تاجر التجزئة إلا رفع الأسعار على المستهلكين والرقابة يتم فرضها على تجار التجزئة فقط لأن هؤلاء هم الصغار والوكلاء هم الكبار لانهم تابعون لـ "عز" مباشرة !
وأضاف أن الوكلاء هم من يتحكمون فى المعروض من الحديد فى الأسواق كما أنهم المتحكمون فى الأسعار، وقد وصل سعر الحديد إلى 9000 جنيه للمستهلك رغم تحديده، وتوقع علاء أن ترتفع أسعار الحديد فى خلال الأيام والشهور المقبلة إلى 10 آلاف جنيه وأن ما حدث مجرد تهدئة فقط.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة