القرار السعودى بمنع سفر نواب البرلمان المصرى لأداء العمرة إلا بضمان الشركات السياحية، أثار غضب النواب، واعتبروه إهانة للبرلمان المصرى، فتقدم 25 نائباً ببيانات عاجلة يطالبون فيها بوقف هذا القرار، والاكتفاء بضمان القنصلية المصرية فى السعودية لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية أو معاملة السعوديين بالمثل.. بينما هدد اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب، بتصعيد الموقف فى حالة فشل الخارجية المصرية فى حل هذه الأزمة، وكان لنا معه الحوار التالى:
بماذا تفسر الموقف السعودى؟
ما تقوم به السعودية محاولة منها لتنظيم رحلات الحج والعمرة بسبب وجود أعداد ضخمة من المتخلفين وصل إلى 175 ألف مصرى، بالإضافة إلى مخاوف أمنية متصاعدة من وجود عناصر أجنبية. وهذا ما تؤكده السلطات هناك. وبناء عليه قاموا بإنشاء موقع إلكترونى تتواصل من خلاله مع شركات السياحة لتكون هى المسئول الوحيد عن تنظيم رحلات العمرة وتحديد الكفيل الخاص وأعداد المعتمرين واستيفاء كل البيانات، لضمان عدم حدوث حالات تخلف أو هروب إلى داخل السعودية وإذا حدثت فتكون المسئولية على هذه الشركات.
ولماذا أثار القرار غضب النواب؟
لأن هذه الإجراءات لا تليق بنواب البرلمان المصرى، فالنائب "قدوة" ولن يهرب، ولابد من وجود قواعد خاصة فى التعامل مع ممثلى الشعب.
وما البديل فى رأيك؟
نحن كلجنة للشئون العربية بمجلس الشعب طالبنا بوجود رابط لنا على الموقع الذى تنوى السعودية إنشاءه، وأن يكون الضامن للنواب هو القنصلية السعودية وليس شركات السياحة. وطالبنا أيضاً باتفاقية مع السعودية تنظم سفر النواب حاملى الجوازات الخاصة والدبلوماسية، وتعفيهم من تأشيرات الدخول لمدة شهر أو شهر ونصف.
ولكن أليست هناك أعراف واضحة للتعامل مع حاملى الجوازات الدبلوماسية؟
فى علاقتنا مع السعودية نعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل، ولا يصح ـ بناء على ذلك ـ أن تتخذ السعودية مثل هذا الموقف. فالسعودى الذى يحمل جواز سفر خاصاً أو دبلوماسياً يعامل أفضل معاملة ونحتفى به كثيراً فى مصر، ونأمل من السعودية تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل معنا.
وما هى الإجراءات التى اتخذتموها للرد على هذه الإجراءات؟
طالبنا الخارجية المصرية بالتدخل لحل هذه الأزمة. والضغط لتتراجع السعودية عن هذا الموقف.
وماذا إن لم تنجح هذه المحاولات ؟
سنصعد القضية لأعلى المستويات وسنعرض الأمر على رئيس الوزراء لحلها مع القيادات السعودية.
كم عدد النواب الذين تم منعهم من السفر ؟
25 نائباً وقد تقدموا لنا ببيانات عاجل لحل هذه الأزمة.
وهل تنفيذ الضوابط السعودية الجديدة صعب أم أنها مسألة كرامة؟
النواب ثائرون جدا ويعيبون على السعودية ما تقوم به لأن النواب لن يهربوا، ولا يصح أن تصل السعودية لمعاملة البرلمان كمعاملة الشركات السياحية.
ولماذا لا يثور النواب عندما تتعرض حقوق العمال المصريين فى السعودية لانتهاكات؟
من قال ذلك، نحن دائما نتحرك للدفاع عن حقوق العمال المصريين، وأى شكاوى ترسل لنا فى المجلس يتم مناقشتها، ولكننا لا نعلن عنها حفاظاً على العلاقات الدبلوماسية بيننا ونسعى دائما على ألا تصل الأمور لأبواب مغلقة لا تمكننا من حل المشكلات.
ولماذا لا نسمع عن هذه الشكاوى؟
على العكس هناك طلبات وشكاوى كثيرة، فأعداد العاملين هناك كثيرة جدا ونحن نسعى لمناقشة الشكاوى وعقد اللجان وحل الأزمات فى محاولة للحفاظ على كرامة المصرى، وفى نفس الوقت إنجاح واستمرارية العلاقات بين البلدين.
ولكن تفاعلكم الهادئ مع مشكلات العمال مقارنة بالضجة الأخيرة توحى بأن كرامة النائب أهم لديكم من كرامة المواطن المصرى فى الخارج؟
بالطبع لا، ولكن النائب هو ممثل الشعب والشعب حريص على كرامة نائبه، ولذلك لابد من التصدى لكل ما يتعرض لكرامة النائب وصورته بجدية.
وهل تعتقد أن وزارة الخارجية ستنجح فى حل الأزمة؟
أتمنى ذلك، أما إذا لم تنجح فسنلجأ إلى مجلس الوزراء
سعد الجمال: سنصَّعد أزمة "نواب العمرة" لأعلى المستويات
الجمعة، 30 مايو 2008 11:13 ص
اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة