سفير د.عبدالله الأشعل

اتفاق الدوحة والأمل فى حلول مماثلة للعراق والسودان

الجمعة، 30 مايو 2008 12:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السبب الرئيسى فى النجاح فى إبرام اتفاق الدوحة هو إدراك كل الأطرف اللبنانية الخطر الحقيقى وأنهم وقود أية فتنة داخلية طائفية أو سياسية أو غيرهما. ورغم أنهم يعرفون ذلك من سوابق الحرب الأهلية إلا أن الشبح الماثل هذه المرة هو الذى دفعهم جميعاً إلى طوق النجاة فى الدوحة أو فى غيرها من العواصم العربية المحايدة التى تريد مصلحة لبنان وشعبه وليس الدوران فى فلك هذه القوة أو تلك بلا إرادة وكان من عوامل الخطر أن اللبنانيين أدركوا أن الساحة العربية قد أصبحت وابلاً عليهم بعد تصميم مصر والسعودية على الاشتباك مع سوريا بحجة المسألة اللبنانية وقلت يومها إن أكبر دولتين أصبحت جزءاً من المشكلة وليس الحل، مما دفع بعض المراقبين إلى توسيع دائرة المأساة فطالبه، بتسوية الخلافات السعودية ـ السورية حتى يمكن تنقية الأجواء اللبنانية. ولذلك كان هاجسى الأساسى، خلال لقاء الدوحة، أن يتدخل أحدهما بالتصريح أو بالتلميح ونحمد الله على أن اللقاء قد نجح بفضل بعدهما التام عن الساحة، هذا فضل منهما يشكران عليه. ولكن هاجس، الباقى هو إسرائيل والولايات المتحدة ولا أصدق أن واشنطن تؤيد الاتفاق وأرجو أن تكون أسس الاتفاق أساساً راسخاً لقوى 14 آذار فلا تسمح بما تسوس به الشياطين. صحيح أن الاتفاق قام على أساس "لا غالب ولا مغلوب"، ولكن الصحيح أيضاً هو أن قوى المعارضة التى غيرت المسرح الفعلى لم تطلب ترجمة سياسية له، وأن إدراك الطرفين أن اتفاقهما هو الحل الأمثل والكريم لهما ولشعبيهما الذى ضاق ذراعاً بلساسة أوردوا بلادهم موارد التهلكة.

بقى بعد ذلك ثلاث قضايا مهمة، الأولى تتصل بإمكانية تطبيق النهج نفسه على المسألة العراقية، فكلهم عراقيون وقد زالت معطيات النظام القديم الذى انقسمت حوله الطوائف وأن أى طرف خارجى له مصالحه التى تناقض حتماً مصالح كل الفئات والطوائف العراقية ولكن نقطة البداية هى تمهيد الساحة العراقية وذلك بالاتفاق على موقف عراقى واحد يطالب بإبعاد كل الأجانب الأمريكيين والإيرانيين، حتى تخلو الساحة لهم وحدهم فيتوافقون على حل يرضيهم جميعاً وفى هذا المقام فإن أية عاصمة عربية تصلح لاحتضان اللقاء فكل العواصم العربية ساهمت فى الغزو الأمريكى وكليهما ناهض إيران، وليكن الاتفاق العراقى شاملاً لإلغاء الدستور الحالى تقريباً لأنه يعكس مرحلة استثنائية فى تاريخ العراق وهو أحد أعراض المؤامرة الأمريكية.

القضية الثانية: تتعلق بالسودان، فالكل سودانيون والمصلحة لا تحتاج إلى عنصر أجنبى، ونأمل ألا ينجر السودانيون مرة أخرى إلى حرب أهلية شاملة ولعل الدوحة مرة أخرى هى أصلح العواصم العربية.

القضية الثالثة: أرجو ألا يكون الحماس للاتفاق سبباً فى تصور قيام نظام عربى من الدول الصغيرة بعد أن كبلت الدول الكبيرة نفسها بارتباطات أفقدتها القدرة على الحركة الصحيحة وتمييز الحق والباطل فى التطورات والقضايا العربية.‏






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة