كشف الرئيس التنفيذى للمجلس الثقافى البريطانى "مارتن ديفيد سون "العديد من أوجة القصور التى شابت حوار الحضارات وجعلته يتسبب فى مزيد من سوء الفهم وفى أحيان كثيرة مزيد من الصراع.
جاء ذلك فى ندوة "حوار الحضارات ليس مجرد كلام " التى أقامها معهد الأهرام الإقليمى مساء الثلاثاء الماضى. وقال سون إنه رغم أننا نعيش فى عصر ينتقل فيه الأشخاص والأفكار والموارد أسرع من أى وقت مضى إلا أنه لم يتم توزيع الثروة والمعرفة بالتساوى، وهو ما يؤدى إلى ضياع الثقة وزيادة سوء الفهم.
ورصد "مارتن" بعض مظاهر التطرف فى الرأى فى بعض بلدان العالم فقال "لقد رأيت فى الشرق الأوسط وفى المملكة المتحدة شباباً يتم استقطابهم بخطاب متطرف ويستغلون رغبتهم المشروعة فى العمل وأن يعاملوا مثل مواطنى دولة المهجر".
وعن برامج حوار الحضارات للمجلس الثقافى البريطانى قال: هى استجابة من جانبنا لبعض التحديات، فنحن نريد أن نعزز الروابط ومستويات الثقة بين الأشخاص فى المملكة والمجتمعات الأخرى وأن نوسع نطاق منح الفرص العمل والحوار، فنحن نريد العمل سوياً لتحدى الخطاب الذى استقطب بعض شبابنا. والذى يقوم بتحويل قلة المعلومات إلى سوء فهم. وأكد مارتن على ضرورة خلق حوار صادق بين الشرق والغرب حتى نصل إلى أن يكون هناك تقدير من كل جانب للآخر.
وأشار مارتن إلى التجارب التى أجراها المركز الثقافى البريطانى على مجموعة من الشباب مصورى الفوتوغرافيا فى بريطانيا لتسجيل أوجه الحياة الإسلامية الحقيقية فى بريطانيا وفى الشرق الأوسط بدون أى توجيه أو رقابة. واتضح من خلالها أن هناك أشخاصاً لم يكن لديهم فكرة عن وجود جالية مسلمة فى بريطانيا بخلاف المئات من المساجد وعشرات المدارس الإسلامية أو أن الإسلام هو ثانى أكثر الأديان شيوعاً فى بريطانيا.
أما الكاتب الصحفى سيد ياسين فقد أكد على أن الحوار الذى يسعى إليه العرب والمسلمون فى هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الإنسانية هو الحوار المبنى على حرية الاختيار و شرعية الاختلاف واحترام الآخر المختلف فى اللون واللغة والعرق والدين والثقافة. وطالب ياسين المثقفين العرب والمسلمين أن يتخلصوا من عقدة الذنب أو الشعور بأنهم متهمون فى خطابهم وأن يتخلوا عن أسلوب الاعتذار والدفاع المستمرعن الذات.
وأضاف أنه لابد أن ندرك أن الحوار الذى يجريه العرب والمسلمون فى عصر العولمة محكوم بظروف دولية معقدة للغاية على جميع المستويات، إذ تصاغ برامج وترسم خطط خارجية تفرض على الشعوب، ومنها العرب والشعوب الإسلامية فى إطار ما يعرف باسم حرب الأفكار وإعادة تشكيل الآخر وفق ثقافة منمطة وموحدة يفرضها القطب الأمريكى الأقوى، الذى يتفرد باتخاذ الكثير من القرارات المصيرية لمستقبل البشرية.
وحدد ياسين مستويات الحوار قائلاً: لابد أن يجرى بين القادة السياسيين وصناع القرار السياسى و ممثلى الأحزاب والمنظمات السياسية وأيضا بين رجال الدين وعلماء الدين والباحثين فى العقائد الدينية والمراكز البحثية الأكاديمية المتخصصة بالشئون الدينية وبين النخب الثقافية والمفكرين والأدباء والفنانين وممثلى منظمات المجتمع المدنى. مؤكداً على الفصل بين الحوار الدينى والحوار الثقافى بحيث يستقل الحوار الدينى بذاته فى ندوات خاصة يشارك فيها رجال الدين والمتخصصون فى الشئون الدينية، حتى لا يستغل الدين أو يستخدم لأغراض سياسية ويتم الخلط بين السياسى والدينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة