أكدت جينا عبدو الخبيرة فى الحركات الإسلامية أن هناك صراعاً بين ما تسميه الحرس القديم والجديد داخل جماعة الإخوان. وكشفت أن هذا الحرس الجديد يعقد لقاءات شبه دورية بالإدارة الأمريكية والكثير من الحكومات الأوروبية، وأن الحركات الإسلامية فى العالم تتمنى أن ينجح أوباما فى الوصول إلى البيت الأبيض لاعتقادها أن هذا سيمكنها من توسيع الحوار مع إدارته وتغيير الصورة السائدة هناك بأنها حركات إرهابية.
لماذا اخترت العمل على ملف الإخوان وإيران؟
- عملى فى الصحافة لمدة 20 عاماً أتاح لى الاقتراب من الحركات الإسلامية فى الشرق الأوسط وفى هذا السياق من الصعب تجاهل تنظيم قوى مثل الإخوان، وإقامتى فى مصر من 1993 إلى 1998 أتاحت لى الاقتراب منهم. ثم سافرت إلى إيران وكان محمد خاتمى وحكومته قد سمحوا لمراسلى الصحف الأجنبية بالعمل، واكتشفت أن الحركات الشعبية هناك ضد حكومة محمد خاتمى ولأننى نشرت ذلك طردونى.
وهل هذا هو السبب فى هجرك للصحافة؟
- ربما، وعملت فى الأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأمريكية فى مشروع "اتحاد حلفاء الحضارات" وهو ضد نظرية صدام الحضارات، ورغم أن هدفه سامٍ جداً إلا أن بعض الدول العربية الخليجية تغدق على المشروع بالأموال من أجل الدعاية لنفسها دون الاهتمام بالمضمون.
ما أسماء هذه الدول؟
- قطر كانت من أولى الدول التى راحت تستعرض قدراتها المالية، فى حين مثلا قامت الملكة نور بدفع أموال كبيرة لأحد مشروعات الأمم المتحدة من أجل نشر الوجه الإيجابى للإسلام، كما وضعت أموالاً أخرى فى هوليود من أجل نفس الأمر ولم يكن هدفها الدعاية لنفسها أو للأردن.
هل تتوقعين ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران؟
- أعتقد أن ما يتردد عن ضربة هو على سبيل الدعاية فقط فى إطار حملة تشويه ضد النظام الإيرانى.
ما هو رأيك فى الإخوان؟
- الإخوان يتغيرون بشكل كبير ولقد تحدثت إلى إبراهيم الهضيبى وهو حفيد المستشار مأمون الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وهو خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ووجدت لديه أفكاراً جديدة خلاف الإخوان وهنا تيقنت أننا بصدد خلاف بين الحرس القديم والحرس الجديد فى جماعة الإخوان المسلمين، واكتشفت أن الحرس الجديد غير راض عن برنامج الجماعة، كم يحاول أن يبنى علاقة جديدة مع الحكومة الأمريكية، كما أن الحرس الجديد راح يقدم نفسه للغرب لتأكيد أن الإخوان ليسوا دعاة تشدد وفى هذا الشأن عقدوا سلسلة لقاءات مع المجتمع المدنى الأمريكى.
كيف يرى الرأى العام الأمريكى الحركات الإسلامية ؟
- للأسف الشديد فإن الناس فى أمريكا ترى أن كل الحركات الإسلامية فى العالم "إرهابية" ولذلك فالجيل الجديد فى الإخوان يسعى إلى تصحيح هذا المفهوم الخاطئ.
وهل ممكن أن تتغير هذه الآراء ؟
- تراهن الحركات أن يصل باراك أوباما إلى الرئاسة، فربما يساعدها هذا على تغيير الصورة السائدة.
كيف ترين العلاقة بين الإخوان والنظام الحاكم فى مصر؟
- العلاقة بينهما الآن تصادمية ودليلى على ذلك كمية الإحالة للمحاكم العسكرية والقضاء الاستثنائى، وذلك بسبب الانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى أحداث غزة. وكل الأنظمة العربية تستخدم ذات الطريقة مستغلين تراجع الإدارة الأمريكية عن مطالبتها بتوسيع الحريات.
جينا عبدو الخبيرة فى شئون الحركات الإسلامية: الحرس الجديد فى الإخوان يعقد لقاءات شبه دورية مع الحكومات الغربية
الخميس، 29 مايو 2008 06:50 م