"أينما تكونوا يولى عليكم، لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه، من تكلم قتلناه ومن سكت مات بدائه، الفساد أصبح شوكة فى ظهر البحث العلمى فى مصر" .. هكذا بدت أجواء الندوة التى نظمتها نقابة الصحفيين تضامناً مع الدكتور رءوف حامد ساخنة متوترة.
الندوة التى أدارها عبد الخالق فاروق، وبدأها الدكتور عصام الدين جلال، الرئيس الأسبق لهيئة الرقابة على الأدوية والتى أكد فيها تضامنه الكامل ومساندته لرئيس شعبة "الفارما كولوجى" بهيئة الرقابة على الأدوية وطالب فيها بضرورة أن يصوب الوزير قراراته حفاظاً على القيم والقامات العلمية فى مصر وأن يحاول الوزير استيضاح الأمور بشئ من المصداقية والضمير وألا ترتكز قراراته على شكاوى مغلوطة، وقال: "أنت أستاذ جامعى قبل أن تكون وزير صحة وأنت أعلم بحقيقة السرقات العلمية فى جامعاتنا ومؤسساتنا، فلماذا تدافع عنها بهذه الصورة وأنت الآن فى موقعك الوزارى؟".
وقال عبد الجليل مصطفى استاذ طب القاهرة وعضو حركة "9 مارس" إن تاريخ القهر مع العلم طويل، متسائلاً: لماذا تصدر قرارات التنحية لشرفاء هذا البلد؟، ولماذا يأتى السيئون بالأسوأ فى هذا البلد؟.
كريمة الحفاوى ألقت كلمة الدكتور محمد أبو الغار الذى اعتبر فيها أن ما حدث للدكتور رءوف نتيجة طبيعية لسياسات القهر والظلم والاستبداد فى هذا البلد والدليل على ذلك أن وزير التعليم العالى لا يعترض على السرقات العلمية التى تحدث فى الجامعات المصرية ومثله وزير الصحة لا يعبأ بهذه التفاهات بل يساند مرتكبيها ويقضى على محاربيها وقال إنه فى حكومة كهذه التى تحكمنا يجب علينا ألا نندهش عندما نرى غير العادى هو الصحيح وأن رءوف حامد تمت تنحيته من وظيفته لأنه مشاغب، هذه هى نهاية مصر وهذا هو أساس الفساد.
ووجهت كريمة سؤالاً لوزير الصحة قائلة: "لماذا كان أول قراراتك التى اتخذتها منذ توليك المنصب هو ترك الدواء الأردنى بالذات يمر دون تفتيش، ثم تأكدنا بعد ذلك أن الأردن لا تصدر دواء وإنما تستورده من إسرائيل؟".
سخونة الندوة وهتافات التضامن مع رءوف حامد تم تطعيمها بشهادات الزملاء فى شعبة "الفارما كولوجى" بهيئة الرقابة الدوائية الذين وصفوا الفساد فى الهيئة بأنه شوكة فى ظهورنا جميعاً وليس فى ظهر رءوف حامد فقط وأن الدور قادم على آخرين وسوف تصدر قرارات تنحية لشرفاء قريباً.
وأعلنت الباحثة أن شعبة "الفارما كولوجى" أعلنت أنها لن تجتمع تضامناً مع الدكتور رءوف حامد حتى تاريخ انتهاء مدة التمديد له فى 20/7/2008.
وذكرت إحدى الباحثات بالهيئة "أمانى حجاب" أن هناك رسائل ماجستير ودكتوراه لأقارب ومعارف الكبار بالهيئة، وعندما جاء الدور عليها تعرضت لشتى أنواع التعسف والقهر حتى لا تحصل على الدكتوراه لخوفهم من فضح أمرهم، إلا أن الدكتور رءوف حامد وقف إلى جوارها، وكانت النتيجة هى إقالته من منصبه.
الدكتور رءوف حامد، فى تعقيبه، أكد أنه لا يهتم فى هذا الوقت بمسألة الإقالة لأن قرار التنحية جاء قبل خروجه على المعاش بأيام، ولكنه حزين على أن الفساد ظهر أمام الناس، وكأنه الطريق الصحيح فى هذا البلد. وأضاف: انسوا مسألة الإقالة، أنا لم أتكلم لوسائل الإعلام إلا بعدما "غلب حمارى"، فكروا كيف تهزموا الفساد. الهيئة لا تحتاج موارد مالية وإنما كفاءات علمية شريفة، الفاسد "يتبجح" وتحميه القيادات الأعلى.
وذكر حامد الطريقة التى تمت إقالته بها قائلاً: بعد انتهاء اجتماع العمداء برئاسة رئيسة هيئة الرقابة الدوائية استأذنت بالانصراف، ثم تذكرت أننى نسيت مفاتيح مكتبى فعدت لاستعادتها فوجدت رئيسة الهيئة تحرض الزملاء ضدى باعتبارى عنصراً سيئاً فى الهيئة وأسعى لتشويهها عبر وسائل الإعلام، وعندما رأتنى لملمت أشياءها وهمت بالانصراف فقلت لها انتظرى واجهينى بأخطائى فلم تعرنى اهتماماً، ولم يمر سوى أسبوع حتى صدر قرار التنحية.
الندوة حضرها الدكتور نادر فرجانى و د. عبد المنعم عبيد ود. أشرف محمد ود. أحمد فراج وأعضاء من حركة "كفاية" و"صحفيون من أجل التغيير" و"حركة 9مارس" و"أطباء بلا حقوق".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة