إسرائيل: "التطبيع الطبى" من أجل (حب) العالم

الخميس، 29 مايو 2008 10:25 ص
إسرائيل: "التطبيع الطبى" من أجل (حب) العالم العرب يتلقون العلاج فى تل أبيب
كتب معتز أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتواصل ردود الفعل على الساحة العربية بعد الكشف عن قضية سفر عدد من الأطفال العراقيين إلى إسرائيل من أجل العلاج، وهى القضية التى باتت تتخذ ردود أفعال فى منتهى السخونة فى ظل حالة الغضب العارم سواء العربى أو حتى العراقى الداخلى بعد الكشف عن هذه القضية التى باتت مثل كرة الثلج التى تدور لتكبر يوماً بعد يوم.

والحاصل فإن هذه القضية تفاعلت مع الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة إسرائيل، وهى الذكرى التى حضرها عدد من كبار المسئولين فى العالم وعلى رأسهم الرئيس عبد الله واحد الرئيس الأندونيسى الأسبق ووزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر واللذان عولجا من قبل فى إسرائيل حيث عولج عبد الله واحد فى عينيه فى مستشفى هداسا الإسرائيلى الشهير، وعولج كيسنجر فى القلب بعد إصابته بأزمة ألمت به منذ عدة سنوات.

ومن هنا فإن هذه القضية وقيام هؤلاء المسئولين بالسفر إلى إسرائيل للعلاج أو قيام عدد من المسئولين العراقيين بدورهم أيضاً بتسفير عدد من أطفال بلاد الرافدين المحتلة لإسرائيل للعلاج يفتح الباب نحو مناقشة قضية فى منتهى الأهمية وهى استغلال إسرائيل لإمكانياتها فى القطاع الصحى من أجل القيام بالتطبيع الطبى واستقطابها عدداً كبيراًَ من زعماء العالم من أجل العلاج لديها حيث تمتلك إسرائيل قطاعات اقتصادية متطورة بالفعل تنعكس على القطاع الطبى حتى باتت بالفعل أحد أبرز الدول فى هذا القطاع.

ويزعم موقع أوميديا وهو أحد أشهر المواقع الإخبارية الإسرائيلية أن إسرائيل تعتبر ثالث دولة فى العالم فى معالجة أمراض العظام، والخامسة عبر العالم فى معالجة أمراض العيون والثانية فى أمراض العقم والسادسة فى الأمراض الجلدية وما إلى ذلك من التخصصات الطبية المختلفة، الأمر الذى أنعش ما أسماه الموقع بـ (السياحة العلاجية) لإسرائيل حيث يتوافد العشرات من مختلف أنحاء العالم للعلاج فيها.

اللافت أن عدداً من المسئولين العرب أو حتى الأفارقة يذهبون إلى إسرائيل للعلاج وهو ما يتحول بعد ذلك إلى قضية ساخنة تناقش فى الدهاليز والأحزاب السياسية وأبرز مثال على ذلك الرئيس الإريترى أسياسى أفروقى الذى زعمت عدد من التقارير الصحفية الإسرائيلية أنه تقلى العلاج منذ سنوات فى إٍسرائيل، أو البرلمانى المصرى هشام مصطفى خليل والذى طرحت قضية سفره لإسرائيل للعلاج خلال انتخابات مجلس الشعب التى خاضها خليل فى القاهرة مؤخراً أو عدد من المسئولين الآخرين ومنهم ابنة أحد أرفع المسئولين الراحلين فى مصر ممن كشفت صحيفة كل العرب الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية أخيراً عن علاجها أيضاً فى إسرائيل منذ عدة سنوات،ناهينا عن العديد من رحلات العلاج التى تنظم للأفارقة وبالتحديد من أبناء إقليم دارفور والذى زعمت تقارير إعلامية إسرائيلية أن العديد منهم عولجوا فى إسرائيل بجانب العديد من أبناء الدول الأخرى.

ومن هنا فإن هذا الأسلوب فى العلاج يكسب إسرائيل تعاطفاً كبيراً فى العالم وهو التعاطف الذى يتزايد مع اهتمام إسرائيل الكبير بهذه النقطة والسعى نحو نيل تعاطف وحب العديد من دول العالم، خاصة وأن تل أبيب تسعى إلى تركيز تقديم العلاج وتوفيره إلى ركنين أساسيين وهما الأطفال من صغار السن من جهة أو كبار الزعماء من جهة أخرى ويكفى ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت واسعة الانتشار مؤخراً من قيام إسرائيل بعلاج عدد كبير من الأطفال من أبناء إقليم دارفور وهو ما يعكس ثبات الخطوات الدبلوماسية الإسرائيلية الساعية إلى استغلال إمكانيتها الطبية بالصورة التى تحقق لها المكاسب السياسية وبلورة جو من الحب والقبول بالتعايش معها على مدار السنوات المستقبلية المقبلة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة