العفو الدولية: الطوارئ حجة لقمع المعارضة

انتقدت منظمة العفو الدولية استمرار الحكومات فى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى استغلال الانعدام الشديد للأمن الناجم عن الحرب على الإرهاب لقمع المعارضة، حيث اتهمت المنظمة فى تقريرها لعام 2008 الحكومات فى المنطقة باستخدام الاعتقال السرى والمطول بمعزل عن العالم الخارجى والتعذيب، وغيره من إساءة المعاملة.

بدأت منظمة العفو تقريرها من مصر حيث أكدت وجود نحو 18 ألف معتقل فى السجون المصرية بلا تهمة أو محاكمة بأمر من وزارة الداخلية بموجب قانون الطوارئ، وذلك بعد يومين من إعلان تمديد العمل بقانون الطوارئ فى البلاد، واستناداً إلى المنظمة فإن الكثير من السجناء لا يزالون محتجزين رغم صدور أحكام قضائية ببراءتهم وأوامر متكررة بالإفراج عنهم.

وأوضح التقرير أن الحكومة المصرية قمعت أعضاء فى تنظيم الإخوان المسلمين فى الفترة التى سبقت الانتخابات المحلية والبلدية التى تأخر إجراؤها حتى أبريل 2008، وقبضت على مئات الأشخاص، بينهم مرشحون مرتقبون، وبعد الانتخابات، صدرت أحكام بالسجن على أعضاء قياديين فى الجماعة عقب محاكمة جائرة أمام محكمة عسكرية.

كانت العراق هى التالية فى تقرير المنظمة حيث قالت إنه على الرغم من إخلاء سبيل آلاف المعتقلين المحتجزين لدى القوة متعددة الجنسية التى تقودها الولايات المتحدة فى العراق، يظل أكثر من عشرين ألف شخص محتجزين بدون تهمة أو محاكمة، وأن ممارسة التعذيب وسوء المعاملة ضد المعتقلين ظلت شائعة.

على صعيد آخر، تطرق التقرير إلى استمرار العنف وتعرض الناس للهجمات خاصة فى إسرائيل والأراضى الفلسطينية ولبنان والعراق، وأشار إلى أن السكان المدنيين الذين لم يشاركوا فى النـزاع يتحملون وزر هذا العنف إذ أسفرت المواجهات التى وقعت فى لبنان بين الجماعات التى يقودها حزب الله والقوات الموالية للحكومة عن سقوط ما لا يقل عن 62 قتيلاً، بينهم أربعة مدنيين على الأقل مطلع مايو الجارى.
تطرق التقرير كذلك لمجريات الأحداث فى إسرائيل والأراضى الفلسطينية وقال إنه قُتل ما يزيد على 330 فلسطينياً، أكثر من نصفهم من المدنيين ومن ضمنهم أطفال فى الهجمات الإسرائيلية التى شنت بمعظمها فى قطاع غزة، فى الأشهر الأربعة الأولى من العام 2008".

كما علق التقرير على مواصلة إسرائيل بناء الجدار الفاصل وتوسيع المستوطنات غير القانونية فى الضفة الغربية، وهدم منازل الفلسطينيين فى القدس الشرقية ووادى الأردن وسواهما، وظل أكثر من 500 حاجز عسكرى يقيد حركة الفلسطينيين أو يعيقها بين البلدات والقرى الفلسطينية فى جميع أنحاء الضفة الغربية، مشيراً إلى أن ذلك له تأثير كارثى متزايد على المليون ونصف المليون نسمة الذين يعيشون فيه".

أخيراً طالبت المنظمة الرئيس الأمريكى المقبل إعادة السلطة المعنوية للولايات المتحدة عبر إغلاق معتقل جوانتانامو وحظر أى نوع من التعذيب والامتناع عن دعم الأنظمة المتسلطة، وغيرها.

وبهذا يكون تقرير منظمة العفو الدولية قد أجرى مسحاً لحالة حقوق الإنسان لعام 2008 لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مركزاً على استمرار الأزمات نفسها من عام لآخر فى هذا المجال.

يذكر أن تقرير منظمة العفو يشمل بالإضافة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مسحاً لحالة حقوق الإنسان فى باقى مناطق ودول العالم من أفريقيا لأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا.