فى اليوم الأول لاجتياح حزب الله لبيروت، وإعلان حسن نصرالله أن اليوم غير الأمس، "تمطعت" الجماعة الإسلامية بمصر، وحذرت الحزب المذكور، من مغبة تصرفاته، فأضحكت الثكالى!. فالجماعة الإسلامية نظر قادتها فى المرآة، فظنوا أنهم يمثلون أهل السنة والجماعة فى المنطقة، كما أن حزب الله يمثل الشيعة، وتعاملت الجماعة على أن الحزب يخوض معركته لصالح فصيله المذهبى، فى مواجهة الحريرى الابن، الذى تقدمه أطراف الفتنة فى عالمنا العربى على أنه ممثل السنة، مع أن الصراع فى الأصل والفصل بين مشروعين، مشروع المقاومة، والمشروع الأمريكى، ومن سوء الحظ فإن فصيلنا المذهبى يعمل فى خدمة المشروع الثانى، فى لبنان، وإن كانت الأحداث أظهرت أنه ليس كل أهل السنة منخرطين فى مشروع الحريرى الصغير!.
ليس هذا موضوعنا، فقد حدثت المصالحة، وذهبت العروسة للعريس، وبقى الجرى للمتاعيس، إنما يظل تحذير الجماعة الإسلامية لافتاً للانتباه، لمعلوماتنا أن هذه الجماعة انتهت واقعاً، وتقلصت الى أن أصبحت "مدونة" على الانترنت، لا أكثر، وهى التى كانت تظن أن بينها وبين كرسى الحكم، وبيت مال المسلمين، " فركة كعب"، وقد أثبتت الأيام، أنهم كانوا كارثة على الإسلام، ووبالاً على المسلمين، وقد صور لهم خيالهم المراهق سابقاً، أنهم إذا سيطروا على مديرية الأمن بأسيوط، فسوف تسقط الدولة المصرية فى حجرهم، ليقوموا بإعادة الخلافة الإسلامية!.
وقد مكثوا فى كهفهم أكثر من ربع قرن من الزمان، حتى تأكد لهم أنهم كانوا مخطئين، وقد دفع الوطن فاتورة باهظة، حتى يصل القوم إلى هذه الحقيقة، آلاف الشباب ضللوهم وقضوا زهرة شبابهم فى السجون، وضرب للاقتصاد الوطنى فى مقتل، وتشويه لصورة الإسلام فى الداخل والخارج، وكانوا يعلنون أن عنفهم هو رد فعل لعنف الدولة، ولتصفية القيادى بالجماعة الدكتور علاء محيى الدين على يد قوات الأمن ( حسب قولهم)، ولاعتماد سياسة الرهائن فى التعامل معهم. وبعد خراب مالطا، قالوا كنا "عيال" وأعلنوا توبتهم واعتذارهم عن كل ما فعلوه، فاعتذروا لاستخدامهم العنف، واعتذروا لاعتدائهم على ضباط الشرطة، وقالوا إن السادات شهيد وإنه قتل فى معركة الفتنة، واعتذروا عن جرائمهم ضد الأقباط، وضد السياح، ونسوا علاء وقضيته، مما يؤكد علمهم بأنه لم يجر تصفيته على النحو الذى صوروه، ربما مات فى حادث توك توك!.
بعد ربع قرن من الكر والفر، وأحلام إقامة دولة الخلافة على أشلاء المصريين، اكتشفوا أن الإسلام دين السماحة، وتعامل البعض على أن ما توصلوا إليه اختراع فتاك، مع أن شيوخ الأزهر كانوا يرددون على أسماعهم ما توصلوا إليه بعد ربع قرن من الفحص، والتمحيص، والتدقيق، والمراجعات، والتفكير العميق، لكنهم أعرضوا عن هذا، وواصلوا طريق العنف، حتى يتمكنوا من إعلان دولة الخلافة من أسيوط!.
كمال حبيب – أحد قيادات الحركة الإسلامية – قال إن من كرم الله على الإسلام أن مخطط هؤلاء فى الاستيلاء على السلطة لم ينجح، فلم يكن لديهم تصور عن الدولة. كلها تهويمات فى عقول مراهقين، كانوا بحاجة إلى محنة عميقة ليعرفوا أنهم كانوا على خطأ ويعتذروا!.
وإذا كان قادة الجماعة قد اعتذروا عن كل فكرهم السابق، فإن ما لم يعتذروا عنه، هو موقفهم من الشيعة والتشيع، ربما لأن هذا لم يطلب منهم، ولهذا فقد حذر قادة الجماعة فى بيان "نتاوى" حزب الله، وربما تصوروا أن اسمهم لا يزال (يخض) كما كان الحال من قبل، وربما ظنوا أنه بمجرد إعلان بيان التحذير سوف يقطع قادة حزب الله (الخلف) من الخضة.
نصيحة مخلصة لوجه الله، أن يحل ناجح إبراهيم وكرم زهدى التنظيم، وهذا لن يكلفهما أكثر من إزالة موقع الجماعة على الانترنت، لأن وجوده يذكرنا طوال الوقت بتاريخ طويل من القتل والتدمير والإفساد فى الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة