قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القطاعات التى تشهد نمواً ضخماً فى الفترة الأخيرة فى مصر. فبعد دخول التكنولوجيا المتقدمة وتكنولوجيا الـ"3G" أصبحنا فى حاجة إلى كوادر على مستوى تقنى عال لتشغيل هذه التكنولوجيا. إلا أن البعض يرى أن الكوادر الماهرة والمدربة على التعامل مع هذه التكنولوجيا غير كافية، مما يهدد مستقبلها. فى حين يرى آخرون أنها متوفرة ولكنها غالباً تهاجر إلى الخارج .. "اليوم السابع" طرحت هذا النقاش على عدد من الخبراء والعاملين فى المجال:
عثمان لطفى رئيس مركز تطوير تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بجامعة القاهرة يقول إن الموارد البشرية الحالية فى القطاع ضعيفة وتحتاج إلى تطوير، وذلك لأن المرحلة الحالية تحتاج إلى موارد أكثر. فهناك تخصصات كثيرة تحتاج إلى تدريب وتطوير وهذه المسألة مهمة جداً إذا كنا نريد أن ننافس على المستوى العالمى، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون الاستثمار فى الموارد البشرية فى هذا القطاع بطريقة انتقائية للتخصصات المهمة التى نريد خلق كوادر بها، وأيضاً العمل على إنشاء مراكز متميزة ومجهزة بأحدث المعدات والإمكانيات، ولابد أن ننتقى مجموعة من التخصصات التى بها ميزة تنافسية والتركيز على التدريب على البرمجيات المختلفة لأن السوق أصبح عالمياً وليس هناك دولة متقدمة إلا ولها استثمار فى تكنولوجيا المعلومات.
وأشار إلى أن استيراد كوادر من الخارج لن يفيدنا. فنحن بلد لها كثافة سكانية عكس دول الخليج واستيراد عمالة تكنولوجيا من الخارج سيكلفنا الكثير، ولكن إذا كنا محتاجين لمدربين أو أساتذة لتعليم الكوادر يمكن أن نلجأ إلى استيراد موارد بشرية فى هذا التخصص، ولكن لفترة محدودة. وطالب لطفى بالاهتمام بالتعليم الأساسى والثانوى والجامعى والاهتمام بتكنولوجيا المعلومات فى التعليم الأساسى وتشجيع الطلاب على الإبداع.
من ناحيته أكد سامح نصير مدير عام غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات المصرية أن الموارد البشرية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى أفريقيا متواضعة على عكس مصر، ولكنها ليست على قدر الاحتياجات. فنحن لدينا نقص فى الأعداد المؤهلة، لافتاً إلى أن البلدان العربية والأجنبية تعتمد على العمالة المصرية وتأخذ الكفاءات الموجودة لديها، ومعنى ذلك أنهم مؤهلون مؤكداً أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قطاع كبير يحتاج إلى أعداد كبيرة من العاملين فالشركات الكبيرة تقوم بتدريب العاملين لديها وبعد تعيينهم بعام أو عامين يتركون الشركة ويذهبون إلى العمل فى الدول العربية.
وأضاف نصير أن 90% من الشركات فى القطاع الخاص وتقوم بالاستثمار فى مجال التدريب وخلق كوادر وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات التى قامت بعمل مجموعة مشروعات لتأهيل العاملين فى الشركات وأيضا الخريجين وذلك بعمل دورات تدريبية خلال فترة دراستهم.
من جانبه قال محمود أبوشادى رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات إن استراتيجية الوزارة فى مجال تدريب الموارد البشرية فى القطاع غير واضحة. فبرغم أن مصر من أولى الدول فى المنطقة بالنسبة للتشغيل وبرغم أيضا الجهد الذى تبذله الوزارة فى التدريب، إلا أننا ينقصنا توطين التكنولوجيا وأن يكون لدينا صناعة خاصة بنا مشيراً إلى انه لكى يتم ذلك لابد أن يكون لدينا مبدعون، ولابد أن تقوم الدولة والوزارة على تنمية البحث العلمى والمعامل ومراكز التدريب وأن يكون هناك تركيز على خلق كوادر تساعد على توطين التكنولوجيا مثل الصين التى تنافس أوروبا حيث لم تكتف باستيراد التكنولوجيا ولكنها قامت بتطويرها، وبالتالى توطينها وتصبح صناعة صينية، فحتى الآن نحن نأخذ تصاريح السوفت وير من الخارج ولم يتم عمل سوفت وير خاص بنا وهذا حلم لم يتحقق من عشرات السنين.
وقال حمدى الليثى رئيس قطاع فى شركة فودافون وخبير فى مجال الاتصالات إن مصر رائدة فى مجال الموارد البشرية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لافتاً إلى أن شركة مثل المصرية للاتصالات عمرها الآن 150عاما تعتبر مدرسة للاتصالات فى المنطقة وكانت الأزهر بالنسبة للشرق الأوسط، وذلك فى تخريج موارد وخبرات تكنولوجية فى هذا المجال. وأضاف الليثى أننا دولة مصدرة للكوادر البشرية فى المنطقة ونقوم بالمنافسة عالمياً فى هذا المجال خاصة فى صناعة الكول سنتر وهى مركز تقديم خدمة المشتركين والعاملون بها يكونون على مستوى عال من التعليم والمعرفة، ولدينا كفاءات كبيرة ونقوم بالمنافسة مع الدول المهمة مثل الهند وانجلترا مشيرا إلى أن الشركات الكبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات تأتى بأفضل التقنيات لتعليم الكوادر لديها، مؤكدا أننا لا نقود التكنولوجيا ولكننا نستعين بخبراء من الخارج لتدريب العاملين لدينا، ومثال على ذلك أن شركة فودافون لا يمثل الأجانب فيها سوى 1%من حجم العمالة والآن نحن بدأنا نتوجه للخارج فهناك نحو 33 مصرياً يعملون فى شركة فودافون فى الخارج. فنحن نستورد خبرة ونصدر عمالة.
وأضاف أنه بالنسبة للتقنيات الجديدة فنحن نحتاج خبراء فى ذلك، وذلك مثل تكنولوجيا الـ"3G" حينما دخلت مصر قمنا باستيراد خبراء من الخارج لتعليم الشباب كيفية استخدامها. فنحن فى شركة فودافون قمنا بإرسال بعض الخبرات الى الخارج لتعلم كيفية تطبيق وتشغيل تكنولوجيا الـ"3G" وبالفعل من طبقها فى مصر هم العاملون المصريون ولم يتم الاستعانة بالأجانب. وأشار الليثى إلى أهمية الاهتمام بمراكز تدريب الخريجين، وكذلك البحث العلمى والاستثمار فى الكوادر البشرية فى القطاع والتعليم الثانوى والجامعى أيضا.
الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة