اليوم 27 مايو حيث تحتفل الفنانة فاتن حمامة بعيد ميلادها، وتطفئ شمعة لتشعل أخرى، وهى مازالت رمزاً سينمائياً مصرياً لن يتكرر فى تاريخ الفن السابع، فبالرغم من ظهور بعض الفنانات اللائى حاولن السير على خطاها والتشبه بها، ولكنهن لم يصلن لنفس التوهج الفنى لسيدة الشاشة العربية، وبعض الفنانات أعلن ذلك بصراحة والبعض الآخر كان يكفيهن شرف أن يشبههن النقاد بفاتن حمامة، والأخريات تمنون فقط أن يحظين بنفس المكانة فى قلوب الجماهير ولدى أقلام النقاد. وهناك أيضاً بعض الفنانات اللائى كانت لهن شهادة إشادة خاصة من فاتن ومنهن الممثلة عبلة كامل التى قالت عنها عندما شاركتها فيلم "يوم حلو ويوم مر" أن عبلة معجونة بماء الموهبة وهى تلقائية بنسبة 100٪ وهى المدرسة التى اتبعها فى أدائى التمثيلى".
وأيضاً تعد الفنانة إلهام شاهين واحدة من الممثلات التى شبهها البعض فى بدايتها الفنية بفاتن حمامة، وتوقع لها الجميع أن تسير على خطاها، وكانت إلهام كثيراً ما تحرص قبل احترافها التمثيل على مشاهدة أفلام فاتن وتقوم بتقليدها بعد انتهاء الفيلم، وهو مالفت أنظار والداتها لموهبتها الفنية، حتى إن إلهام قالت فى بدايتها الفنية فى حوار صحفى إنها ستتبع أسلوب فاتن حمامة فى التمثيل، وعن ذلك تحدث الكاتب محمود قاسم لجريدة اليوم السابع قائلاً إن إلهام شاهين فى بدايتها الفنية اشتركت فى مجموعة من الأفلام السينمائية ونجحت فى لفت الأنظار إليها، حتى لعبت بطولة الفيلم السينمائى "موعد مع الرئيس" والذى كانت مرشحة له من قبل فاتن حمامة ولكن الدور ذهب لإلهام، وكتبت من خلاله شهادة ميلادها الفنية، وقيل وقتها إن إلهام ربما تكون فاتن حمامة الثانية فى السينما العربية ولكن ذلك لم يحدث، موضحاً أنه لا يمكن لأى ممثل من الجيل السابق أو الجيل الحالى التشبه بفاتن.
فاتن حمامة التى بدأت عملها فى السينما منذ عام 1939، وجسدت شخصية الفتاة المصرية فى مختلف أعمارها بدءاً من الطفلة ومروراً بالطالبة والمرأة العاملة والأم، كما أنها على مدار تاريخها الفنى عملت مع كبار النجوم والمخرجين والمؤلفين.
أضاف قاسم أنه من الظلم القول بأن إلهام تشبه فاتن بالرغم من أنها حاولت تقديم أفلام جيدة وعلى مستوى درامى عالى، بل إنها سارت على خطى فاتن حمامة فى تقديم أعمال سينمائية عن روايات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس مثل"لا تسألنى من أنا" للمخرج أشرف فهمى، ولكن الظروف السينمائية فى وقت ظهور إلهام شاهين كانت تختلف عن ظروف فاتن حمامة، فلا توجد فنانة وصلت للنضج الفنى الذى بلغته وساعدها على ذلك أنها توفر لها ظروف إنتاجية ضخمة ومخرجون متميزون مثل بركات وصلاح أبو سيف ونيازى مصطفى، وكل ذلك لم تجده إلهام على مدار أكثر من 25 عاماً هو عمرها فى السينما، وليس ذلك انتقاصاً من موهبة إلهام ولكنها اعتراف بأن واقع السينما تغير خاصة فى الفترة التى ظهرت فيها إلهام شاهين.
وعن محاولة تشبيه الفنانة عبلة كامل بفاتن حمامة أيضاً يشير قاسم إلى أن فاتن فنانة متنوعة ولها شكل وأسلوب تمثيلى خاص بها لم يقترب منه أحد، حيث إنها تتميز بتاريخ فنى طويل، وليس من المعقول مثلاً أن نحاول تشبيهها بأداء عبلة كامل فكل منهما أسلوبه، كما أن عبلة وللأسف قدمت للسينما بعض الأفلام دون المستوى وظلمت نفسها عندما قبلت تلك الأفلام ومنها فيلمها الأخير"عودة الندلة"، الذى أساء لها كثيراً، ولذلك فلا يوجد أى وجه للمقارنة بين الاثنين بالرغم من أن عبلة تلقائية جداً فى تمثيلها ولكن اختيارها للأدوار ينقصه بعض التركيز وحسن الاختيار.
للناقدة السينمائية خيرية البشلاوى رأى آخر حيث ترى أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال ظهور فاتن حمامة أخرى، ولا تستطيع أى ممثلة كانت أن تقول على نفسها إنها فاتن حمامة جديدة، أو إنها ستحدث نفس الأثر الذى أحدثته سيدة الشاشة العربية، وذلك لأنه فضلاً عن موهبة فاتن فقد توفرت لها ظروف خاصة جعلتها تتربع على عرش النجومية حيث عملت مع ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو على مستوى عال، كما كانت السينما تعيش ظروفاً سياسية واقتصادية وتشهد حالة كبيرة من الانتعاش، وكانت السينما المصرية مزدهرة جداً فى القطر العربى، ومن ثم فقد ساعدت كل تلك الأجواء فاتن على أن تكون نجمة كبيرة، فى ظل مناخ سياسى وثقافى واجتماعى معين.
وتضيف البشلاوى أن ذلك المناخ تغير حالياً ولم يعد موجوداً ومن ثم لا نستطيع انتظار ممثلة بحجم فاتن حمامة، لأنه لا يمكن أن نأتى بأى ممثلة كانت ونزرعها فى سياق مختلف عن الذى ظهرت فيه فاتن ونحاول تشبيهها بها، موضحة أنه على سبيل المثال فى الوقت الذى انتشرت فيه سيدة الشاشة العربية لم يكن هناك وسائل ترفيه كثيرة سوى السينما ثم التليفزيون فقط، أما الآن فتوجد العديد من وسائل الترفيه مثل القنوات الفضائية المنتشرة والفيديو جيم، والدى فى دى، وغيرها، وإذا كنا ننتظر فاتن أخرى فمن الأفضل أن نطالب عجلة الزمن بالدوران للخلف.
وتشير البشلاوى إلى أن ذوق الجمهور أيضاً اختلف حالياًَ وحدث له تغير ردايكالى فلم يعد هو نفس الجمهور الذى كان يذهب للسينما قديماً، فكل شىء اختلف، وعندما نفكر فى ظهور ممثلة مثل فاتن فذلك ضرب من الخيال، وذلك لأن الممثل جزء من منظومة سياسية وثقافية واجتماعية وسينمائية كبيرة جداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة