أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة تحت عنوان "الفلسفة وثورة المعلومات" بدأها الدكتور حازم حسنى رئيس قسم تطبيقات الحاسب الآلى بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة بحديث عن ارتباط ثورة المعلومات بالسياسة، قائلاً: "حاولت أن أجد مدخلاً غير سياسى للموضوع، باعتبار أننى لا أريد أن أسبب لنفسى حرجاً، ولكن عندما نتكلم عن ثورة المعلومات لابد أن نتكلم فى السياسة، حاولت أن ألامسها بطريقتى".
ثم تطرق إلى الالتباس فى المفاهيم والمصطلحات لدى المصريين، "وأننا فى مصر لم نفرق بين مصطلحى ثورة المعلومات وتكنولوجيا المعلومات، فزاد عدد الأجهزة والمتعلمين والمشتغلين وتم اختيار أساتذة مشهود لهم بالكفاءة العلمية فى مجال تكنولوجيا المعلومات، والحقيقة أننا مهما استوردنا من تكنولوجيا، ومهما صنعنا، فلا يعنى ذلك وجود ثورة المعلومات، لأن تكنولوجيا المعلومات أدوات تسهل التفاهم".
د. حازم قال إن ثورة المعلومات لها فلسفة، وإذا لم نفهمها فإننا نضيع الوقت، وإن التعريف بمفهوم ثورة المعلومات فى كل البلدان بأنها "ثورة بموجبها يتم الانتقال من صورة مجتمع يدار عن طريق قوى مركزية إلى مجتمع يدار ذاتياً بفعل تدفق المعلومات دون أن يخضع لأوامر عليا تأتيه من أعلى، بما يسمح بالانتقال من حالة حكم مطلق إلى مجتمع يعتمد بالأساس على تدفق المعلومات بما يجعل المجتمع ينتظم ذاتياً".
ولفت إلى المركزية الشديدة التى لا يزال يعانى المجتمع المصرى منها قائلاً: "طالما لم نتخلص من هذا التكريس التام للمركزية فى كل مؤسساتنا فنحن لم ندخل عصر المعلومات بعد، لأن من سمات هذا العصر أنه لا مكان لوجود عقل مركزى يحكم الجميع ولا للرؤى الكلية، ليصير كل عقل قادراً على أن يعالج المعلومات بالطريقة التى تناسبه". مشدداً على ضرورة أن تكون هناك حرية حقيقية فى تداول هذه المعلومات وبثها ومعالجتها دون تحكم فئة بتدفق المعلومات التى تناسبها.
أما الدكتور رمضان بسطويسى أستاذ الفلسفة بكلية البنات، فقال إن ثورة المعلومات تدخلنا إلى عقل ما بعد الحداثة، فينتقل المجتمع من مجتمع يتحرك وفق رؤية محددة إلى مجتمع يتحرك بفعل حرية تبادل المعلومات، وإنها تؤدى إلى تغييب الزمن.
وأوضح البسطويسى أن ثورة المعلومات أدت إلى عكس مايعتقد البعض من أنها أذابت الهويات، وإنما فتحت الباب للاكتشاف على ضوء التجربة، فحولت التجربة الماضية إلى تجربة آنية وأعادت قراءتها بما يعيد قراءة تجارب قراءة روحية عميقة، لذا يمكن الحديث عن البصيرة والنور فى مجتمع ما بعد الحداثة، وهى مسائل كان يُرفض طرحها قبل ذلك.
القرية الذكية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة