أثار الخطاب الذى وجهه مركز سيمون فينزنتال (المنظمة اليهودية العالمية) لليونسكو يحتج فيه على ترشيح فاروق حسنى لإدارة المنظمة باعتباره "يتطلع إلى إحراق الكتب ويهدد باستخدام الثقافة سلاحاً"، أثار حالة من الاستياء وردود أفعال غاضبة بين المثقفين المصريين ودعت مجموعة من المثقفيين المصريين إلى الوقوف بجوار فاروق حسنى، وزير الثقافة، وتأييده فى حملته كمرشح مدير عام لليونسكو، فى ظل حملة التشويه التى تتعمد منظمات إسرائيلية تنظيمها ضده فى تلك الفترة، لتحول دون وصوله إلى منصب مدير عام اليونسكو، مؤكدين أن المنصب لا يمثل فاروق حسنى أو الوزارة بقدر ما يمثل مصر، بغض النظر عن الآراء الشخصية فى وزير الثقافة.
يقول على أبوشادى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة: أرفض هذة الهجمة الإسرائيلية على الوزير، ليس لأنها تستهدف الوزير، ولكن باعتبارها تسعى إلى زعزعة الموقف المضاد لأية خطوات تطبيعية، خاصة وأنها غير مبررة ولا تخفى أهدافها على طفل صغير، لكون الوزير مرشح مصر لتولى رئاسة منظمة "اليونسكو" مع وجود فرص جيدة للفوز بهذا المنصب.
ويرى الروائى فتحى إمبابى أن وجود ممثل مصرى على رأس مؤسسة عالمية ثقافية مثل اليونسكو لا يمكن أن تتقبله إسرائيل، فاليونسكو هدف يحتمل الصراع الدولى حوله. مضيفاً أن الحملة لا تمس شخصية مثل فاروق حسنى، بقدر ما على مدى الصحة والسواء الاجتماعى والثقافى والديمقراطى للمجتمع المصرى نفسه، "ونحن قادرون على خلق مجتمع ثقافى واجتماعى على مستوى عالٍ"، ويطالب بتدعيم وزير الثقافة المصرى عن طريق مجتمع ديمقراطى حقيقى يكرس للحريات والنزاهة والشفافية، ويتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة، وبالتالى سيحصل على احترام العالم وتقدمنا الثقافى.. "وأعتقد أن ترأس حسنى لليونسكو مرهون بذلك".
أما د.خالد عزب، مسئول مركز الخطوط والكتابات ومدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية، فيقول: نحن مؤيدون لفاروق حسنى منذ بداية الترشح فى 2007، وقد أبدينا ذلك بداية من المؤتمر الذى أقيم حول حوار الحضارات فى لندن. وبخصوص الكتب اليهودية الموجودة فى مكتبة الإسكندرية ـ يضيف د.عزب ـ فليس لدينا أى اعتراض على وجودها لدينا، فمصر لديها نحو عشرين قسماً فى الدراسات العبرية، فكيف يمكن تعليم طلاب هذه الأقسام من غير وجود هذه الكتب. ولماذا يتم رصد ميزانية من الدولة لهذه الأقسام والعاملين بها.
ويدعو د.عزب إلى أن تبذل مصر جهوداً بحثية موازية لقراءة ودراسة المجتمع الإسرائيلى بدلاً من الاكتفاء بنبذ إسرائيل وإعلان معاداتها، وهو أمر واجب على كل باحث عن الكيان الإسرائيلى ورافض له. من جانبه يقول الروائى سعيد الكفراوى إنه من خلال "مراجعة تاريخ أوراق فاروق حسنى كان له موقف واضح من التطبيع استمر نحو عشرين عاماً طوال فترة رئاسته"، فهو لم يتخل عن موقفه من التطبيع مع إسرائيل، إلا بعد حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه فى دولة مستقلة.
ويفسر الكفراوى معاداة إسرائيل لوزير الثقافة المصرى بحجة إبعاده عن اليونسكو فى عدم موافقته على إشراك إسرائيل فى أى معرض للكتاب بالقاهرة أو المعارض التشكيلية أو مهرجانات المسرح والسينما وغيرها، وكان ذلك برأى وإعلان صريح. ويضيف أن فاروق حسنى فى هذا الوقت يتعرض لحملة ضد مسعاه لرئاسة اليونسكو التى تشكل منطقة نفوذ ثقافى وإدارة للإعلام على المستوى العالمي، مشيراً إلى ضرورة الوقوف بجانب فاروق حسنى، لأن الأمر تعدى إدارة مؤسسة ثقافية عالمية ووصل إلى صراع ثقافى ووجودى، وأن إسرائيل تلعب على هاجس الأرض.
ويبدى الشاعر شعبان يوسف تأييده التام لفاروق حسنى "لموقفه المشرف على المستوى المصرى والعربي". مضيفاً أن إسرائيل تواجه معظم الرموز الثقافية العربية بطرق تشابه ما حدث مع وزير الثقافة، وتحاول سحقها بأشكال مختلفة مثلما حدث مع محمد سلماوى وعلاء الأسوانى من قبل. فموقف إسرائيل تجاه وزير الثقافة يعتبر رد فعل متوقعاً ضد فاروق حسنى الذى يواجه التطبيعيين.
أما الروائى إبراهيم عبد المجيد فيقول إن حملة إسرائيل ضد فاروق حسنى واضحة المعالم بسبب موقفه الرافض للتطبيع الثقافى مع إسرائيل، لذا يجب أن نعطيه فرصة ولا نتهمه بالباطل. مؤكداً أن التطبيع الثقافى اختفى منذ توليه كرسى الوزارة وعلى مدى عشرين عاماً.
المثقفون يحتجون على الحملات الإسرائيلية ضد فاروق حسنى
الثلاثاء، 27 مايو 2008 10:46 م
فاروق حسنى وزير الثقافة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة