القوميون.. لماذا خونوا السادات ولم يفعلوا مع بشار؟

الثلاثاء، 27 مايو 2008 07:17 م
القوميون.. لماذا خونوا السادات ولم يفعلوا مع بشار؟
كتب أحمد عليبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخيانة والعمالة والانبطاحية والارتماء فى حضن الإمبريالية العالمية .. مفردات شكلت الخطاب القومى العربى فى مرحلة ما، بالأحرى اتهاماته للأنظمة التى تفاوضت فى السابق مع إسرائيل، تحديداً نظام الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، وعاهل الأردن الملك حسين ومحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

لماذا خفتت هذه الشعارت الآن، ولا تطال الاتهامات دولة مثل سوريا، آخر المهرولين للتفاوض مع إسرائيل، عدو الأمس وكل أمس؟

"القوميون العرب لم تعد بأيديهم حجارة ليقذفوا بها المهرولين للتفاوض مع إسرائيل".. هذا ما أشار إليه د. وليد قزيحة رئيس قسم العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى تحليله لموقف القوميين العرب الصامت تجاه الإعلان عن تفاوض سوريا، إحدى قلاع ما يسمى بالقومية العربية ومخرن شعاراتها، مع إسرائيل فى إسطنبول بتركيا.

قزيحة يضيف: فى الحالتين الناصرية (المصرية) والبعثية (السورية) يمر القوميون بحالة من العجز الذاتى. هذا العجز كرس لنموذج الفشل على طول الخط. بعد أن تم توجيه الاتهامات لبعضهم بأنه قبض وأكل وسمن على موائد النفط والسمسرة، ولا يستطيع الآن أن يدافع عن نفسه أو عن الآخرين.

القوميون أنفسهم انقسموا فى رد فعلهم على مفاوضة دمشق لتل أبيب, وتراوحت مواقفهم بين: البحث عن مبررات لسوريا، أو إبداء عدم المبالاة، أو الشعور بالحرج.

عبد العظيم المغربى الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب "قومى عربى" قال: لا يمكن توجيه أى لوم لسوريا، لأنها أصبحت وحدها فى الميدان، ولا تستطيع أن تقاتل بمفردها من أجل قضية العرب المركزية "فلسطين"، غير أننا لا نشجعها على ما أقدمت عليه من تفاوض مع العدو الصهيونى.

أما أحمد حسن أمين عام الحزب الناصرى فينفى أن يكون القوميون العرب فى موقف حرج بعد مسارعة دمشق إلى التفاوض مع تل أبيب وقال: لو استعادت سوريا الجولان مقابل تصفية القضية الفلسطينية سيكون لكل حادث حديث وسيتغير موقفنا تجاهها.

المغربى وأحمد حسن، من أشد الرافضين لمعاهدة كامب ديفيد التى وقعها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل فى عام 1979.. والأول تم اعتقاله على خلفية معارضته لسياسة السادات آنذاك.

د. محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية بالأهرام يرى أن القوميين العرب ثبت فشلهم وعجزهم وأن شعاراتهم استهلكتهم بالكامل حتى أنهكتهم تماماً، و فلولهم الباقية خارج الزمن.

سعيد يتحدث هنا عما يطلق عليه "تطبيع حواس تدريجى" حدث للقوميين العرب بعد الصدمات المتتالية التى نالت منهم، والتى وصلت أخيراً إلى حد تفاوض دمشق مع ما كانت تصفه بـ " الكيان الصهيونى"، وببديل غير عربى هو إيران.

إيهود أولمرت رئيس وزارء إسرائيل تحدث فى الأسبوع الماضى عن تنازلات مؤلمة لإبرام تسوية بين إسرائيل وسوريا وهو يعلن للرأى العام الإسرائيلى عن مفاوضات إسطنبول.

د. محمد السعيد ادريس الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية وأحد القوميين يبرر الموقف السورى بقوله: دمشق الآن ضمن منظومة انهيار عربى متكامل ولا تستطيع وحدها أن تحارب. وكل ما نتمناه منها ألا تقدم على تقديم تنازلات تكون عاراً على سيادتها الوطنية.

عبد الله السناوى رئيس تحرير جريدة العربى الناصرى أعرب عن تمنياته هو الآخر بألا تقع سوريا فى الأخطاء التفاوضية التى كرستها اتفاقية كامب ديفيد ـ على حد قوله ـ لأنها سوف تدفع الثمن فادحاً من التهميش والانكفاء الداخلى مضيفاً: نحن نلعن كامب ديفيد وأى مفاوضات أخرى مع إسرائيل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة