فى إطار رد وزير الثقافة فاروق حسنى المرشح لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الثلاثاء، على الحملة التى تشنها ضده بعض المنظمات اليهودية واستغلالهم واقعة تصريحه حول الكتب الإسرائيلية الموجودة بالمكتبات وخلطهم بين ردوده ومعاداته للسامية. أكد أن الحملة الإسرائيلية الواهية والمزاعم والأكاذيب التى تروجها إسرائيل من وقت لآخر، لا تستهدف شخص فاروق حسنى، بل تستهدف مصر والوجود العربى بأكمله فى المنظمة الدولية (اليونسكو)، حيث إنه مرشح من قبل مصر وممثل للعرب.
أعرب وزير الثقافة عن استغرابه من استمرار الحملات الإسرائيلية، مضيفاً أن آخرها ما ردده مركز (سيمون فيزنتال) بفرنسا يتهمه بمعاداة السامية وإسرائيل، فضلاً عن إرساله خطاباً إلى مدير اليونسكو يستنكر فيه إمكانية فوز الوزير المصرى بإدارة المنظمة.
وأكد فاروق حسنى خلال خطابه "أن هؤلاء يحملون بين طيات كلماتهم جهلهم ويكشفون أغراضهم الخبيثة، حيث إن هناك فارقاً كبيراً بين أن أكون ضد التطبيع الثقافى مع إسرائيل، أو ضد إسرائيل نفسها". قائلاً: "إنه من دعاة السلام، وأن إسرائيل وحدها هى التى يمكن أن تحققه فى حالة إن أرادت العودة للشرعية الدولية".
وقال الوزير إن الحملات الإسرائيلية تستغل اللعب بالألفاظ لتحقيق رؤية مشوهة لحقيقة الأمور، مضيفاً أن عدم التطبيع ليس معناه "العداء"، ودعاة السلام فقط هم من يحققونه فعلياً على الأرض، لا من يتشدقون بالكلمات فقط ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ فى فلسطين المحتلة. أوضح أن إسرائيل إذا جنحت إلى السلام الشامل والعادل، وأرجعت الحقوق وأعادت الأرض التى احتلتها إلى أصحابها وتم ذلك "غداً" فسيتم التطبيع الفورى "بعد غد".
وسخر حسنى من مقولة (معاداة السامية)، خاصة أننا "ساميون"، فكيف نعادى أنفسنا.
وأشار الوزير إلى وجود أصوات وأقلام ومفكرين ومثقفين يهود من العقلاء المعتدلين، الذين يرفضون الأساليب الرخيصة التى تمارسها الأقلام والأصوات الإسرائيلية، وهؤلاء هم من يمكن مخاطبتهم وتكوين حوار بناء معهم يؤدى إلى النفع للجميع.
أوضح أنه فى حالة فوزه بالمنصب الدولى الرفيع فإنه سيمارس عمله انطلاقاً من القواعد الدولية المستقرة، وأنه سيؤدى دوره فى خدمة الثقافة والعلوم فى العالم كله من أجل البشرية وبكل حيادية وشفافية، وأنه حين يتبوأ منصبه لن يفرق بين دولة وأخرى من منطلق المنصب الدولى.
يذكر أن فاروق حسنى كان قد أعلن خريف عام 2007 عن نيته فى خوض الانتخابات التى ستجرى لنيل منصب مدير عام اليونسكو خلفاً لليابانى كويشيرو ماتسورا الذى تنتهى فترة ولايته عام 2009، حيث قوبل إعلانه بنوع من التقدير من بعض الدول الأوربية والآسيوية وعدد من الدول العربية.