حذر خبراء الأوبئة من أن مصر قريبة من المرحلة الرابعة من مراحل تطور مرض أنفلونزا الطيور، وهى المرحلة الأكثر خطورة والتى ينتقل فيها المرض من إنسان لإنسان. جاء ذلك فى ورشة العمل التى نظمها مركز معلومات مجلس الوزراء بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمى الأحد بعنوان "التدابير التى يجب أن تتخذها مؤسسات الأعمال فى حالة حدوث جائحة وباء الأنفلونزا" .
وأكد الدكتور نصر الدين الطنطاوى خبير الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية أن كثرة انتقال الفيروس يؤدى لزيادة احتمال تحوره إلى المرحلة التالية، مشيرا أن مصر تمر الآن بالمرحلة الثالثة - وهى انتقال الفيروس من الطيور والحيوانات للإنسان – وهى أيضا تمر بمرحلة إرهاصات الانتقال إلى المرحلة الرابعة الأكثر خطورة والتى تشكل حد وصول المرض إلى وباء.
وبين الدكتور طنطاوى أنواع الفيروس المتسبب فى مرض أنفلونزا الطيور، وهو عبارة عن " A,B,C" ويعتبر A هو النوع المتسبب فى حدوث الوباء. حيث إنه يصيب الطيور والبشر والخنازير والخيول وهو الموجود فى مصر . وأضاف نصر أنه حتى الآن لم يتوصل العلم إلى نوع الفيروس الذى يمكنه التحول إلى الوباء أو حتى طريقة انتقال العدوى، ويتوقع أن ينتقل عن طريق الرذاذ أو التلامس، وهو ما يجب وضعه فى الاعتبار، لافتا إلى أن بعض شركات الأدوية ومنظمة الصحة العالمية أعلنت أنها يمكنها التوصل إلى المصل المضاد للفيروس المتحور "المرحلة الرابعة"، إذا ما حدث ذلك خلال فترة من 4 - 6 أشهر، ويؤخذ على جرعتين لمدة من 2- 4 أسابيع .
ومن جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية أيضا أنها ستشترى كميات كبيرة من المصل الجديد " 300 الف لقاح " مع أول إنتاج له وستعطيه للدول الفقيرة، إلا أنه فى حالة انتشارالوباءفقد لا يمكن تغطية كافة الدول الموبوءة. وشدد نصر على خطورة مزارع الخنازير لأنها تشكل سببا رئيسيا فى تحور الفيروس، حيث ينتقل من الطيور إلى الخنازير كما ينتقل من البشر إلى الخنازير، وعند التقاء النوعين داخل الخنزير يكون هناك إمكانية كبيرة لتحوره إلى المرحلة الرابعة، والتى تنتقل خلال أشهر قليلة فى العالم كله مثل مرض السارس.
وأكد د . نصر على أن منظمة الصحة العالمية استطاعت تحضير عقار لفيروس " h5n1 " ولكنه تحت الدراسة الآن والعلم الحديث الآن يستطيع أن ينتج أى عقار لأى نوع من الفيروسات الأخرى خلال 6 شهور فقط . وقال: إن هناك 63 % من الحالات التى أصيبت أظهرت مقاومتها للعقار محذرا من تحور الفيروس h5n1 الى و H1N2 وإن هذا النوع يرشحه العلماء بقوة لاجتياح العالم.
نفى د . نصر فى رده على سؤال لليوم السابع تحور المرض فى مصر والعالم وانتقاله بين البشر، مؤكد أن هناك إرهاصات لتحور المرض وانتقاله بين البشر فى الشهور القادمة. من جانبه عرض الدكتور عبد الرحمن فوزى رئيس قطاع إدارة الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار خطة مصر حال حدوث الجائحة، مشيرا أن دور مركز المعلومات سيكون فى إعداد الخطة قبل الأزمة واثناء حدوثها سيقتصر على المتابعة ورفع التقارير للجهات العليا، كما أعد المركز العديد من الخطط التفصيلية بالمحافظات المختلفة للتعامل مع الكارثة بداية بالمنوفية، وسيتم فى المرحلة المقبلة عمل تدريب وهمى على هذه الخطط بالمحافظات على مرحلتين الأولى محددة مسبقا والثانية فجائية.
وأكد فوزى أن قرار إلغاء المدارس أو منع المواصلات العامة حالة حدوث الجائحة لم يتم حسمه حتى الآن، وسيكون متروكا للقرار السيادى آنذاك، كما أنه من المتوقع أن تكون حالات الوفيات أكثر من المقابر الموجودة، وفى هذه الحالة يتم التفكير فى الدفن الجماعى تحت إشراف رجال الدين. وأعلن فوزى أنه يتم الآن االتفكير فى تشكيل "اللجنة المركزية لإدارة وباء الأنفلونزا العالمى" خلال المرحلة القادمة ويرأسها وزير الصحة.
ومن ناحية أخرى أعلن الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة عن آخر التطورات لمرض أنفلونزا الطيور فى مصر والعالم، مؤكدا أن عدد حالات الاشتباه فى الإصابة بالمرض فى مصر هى 5368 حالة منها 50 حالة إصابة مؤكدة منذ ظهور المرض عام 2006 وحتى الآن، من بينهم 22 حالة وفاه و28 حالة تم شفاؤها. وأوضح أن من بين الحالات الخمسين التى أصيبت كان 2 من العاملين بالمزارع و47 حالة من تربية المنازل وحالة وحيدة لبائعة طيور.
وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية من بين حالات الإصابة والوفاة حتى شهر مايو الجارى، فقد احتلت مصر المرتبة الخامسة بعد أذربيجان وكامبوديا والصين وجيبوتى بعدد حالات ايجابية لـ 50 حالة. بينما يؤكد أحد التقارير الحديثة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المأخوذ أيضا من منظمة الصحة العالمية أن مصر كانت تحتل المرتبة الثالثة بنسبة إصابة بلغت 48 حالة حتى أبريل الماضى.
وأشار د . قنديل إلى إن نسبة الوفيات فى مصر بلغت 44 % من الحالات المصابة مقابل نسبة 63 % من الحالات على مستوى العالم ، وأن نسبة الشفاء بين الأطفال حتى الآن 100%. وأكد قنديل أن كل هذه الخطط والاستعدادات هى لتقليل الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية للجائحة، فأى دولة فى العالم مهما بلغت إمكانياتها لن تتمكن من القضاء عليها .وأضاف أن الدولة الدولة بدأت فى أخذ التدابير اللازمة لمكافحة المرض وعدم الوصول به إلى وباء، وهنا تتداخل الاهتمامات السياسية مع الصحية.
تصويرعصام الشامى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة