حول محاولات التسليع التى تمارسها أبواق الدعاية العالمية فى عصر العولمة، كان النقاش الممتد فى قصر الأمير طاز خلال الندوة التى أقيمت حول رواية "خيال ساخن" لمحمد العشرى. مجال الجيولوجيا هو العمل الذى يقوم به بطل الرواية، والذى يتحدث عنه الروائى فتحى إمبابى قائلاً: يبدأ الكاتب الحكاية بشجرة تحولت لصخرية، ولو حفرنا تحت الشارع الملاصق للقصر سنجد غابات تحجرت، وكانت صحراء الشمال الأفريقى كلها غابات قديمة ومع التغيرات الرسوبية تحولت.
يضيف فتحى: تميزت الرواية بحكى الحب على لسان كل الكائنات وليس الإنسان فحسب، وتميزت بكونية المكان.. "فنحن لا نرى ما يشبه حارة نجيب محفوظ بل وصف مهندس جيولوجى يرى مساحات الكون الواسعة". فتحى قال إن الرواية نجحت فى خلق عالم روائى فريد، يبدأ من الأسطورى، ويتدرج حتى يصل إلى الواقعى، بحيث لا يمكن الفصل بين الخيالى والواقعى، وذلك التداخل والتمازج واللعب على الأسطورة المبتكرة أهم سمات تلك الرواية المتفردة.
الناقد يسرى عبدالله بدأ كلمته بتساؤل: هل مازال الحب كأحد التيمات الكبرى، مثل فكرة الحرب والكراهية والمشتركات الإنسانية العامة، مادة صالحة للتناول فى الروايات الحالية؟ أم أنها أصبحت تقليدية؟ وأرجع الأمر لمقدرة الكاتب على تشكيل تلك التيمات وفق رؤيته الخاصة للعالم، ووفق قدرته على إيجاد مخزون حكائى مختلف، كما أن الكاتب استخدم لغة رهيفة مسكونة بموهبة حقيقية.