أدى انفجار مسجد فى مدينة صعدة معقل التمرد الشيعى فى اليمن الجمعة، إلى مقتل وإصابة 63 شخص، وتضاربت الأنباء حول سبب الانفجار. وقال شهود عيان إن حافلة صغيرة كانت تقف أمام المسجد فى مدينة صعدة انفجرت، فيما قال آخرون إن التفجير ناتج عن انفجار دراجة مفخخة. وقد وقع الانفجار بينما كان المصلون يغادرون مسجد بن سلمان عقب صلاة الجمعة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر مسئول فى وزارة الداخلية "إدانته الشديدة لهذه الجريمة التى تقف وراءها عناصر إرهابية إجرامية تابعة للإرهابى عبد الملك الحوثي".
من جهته، أدان عبد الملك الحوثى القائد الميدانى للتمرد الزيدى فى شمال اليمن الاعتداء، مؤكداً "ضرورة تقصى الحقائق بموضوعية حتى يتسنى الوصول إلى معرفة الجهة التى تقف وراء هذه الحوادث"، واتهم الحوثى فى بيان له "أطرافاً حاقدة ومغرضة" بـ"إفشال كل مساعى السلام والمصالحة وإثارة الحرب من جديد".
وقالت مصادر محلية إن "إمام المسجد المستهدف عسكر زعيل هو مدير مكتب على محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية، الذى يعتبر رأس الحربة فى مواجهة المتمردين الزيديين". وأضافت إن "الإمام هو أيضاً ضابط فى الجيش وينتمى إلى التيار السلفى ويخطب ويعبئ ضد الحوثيين"، موضحة إلى أنه "كان غادر المسجد عند وقوع الانفجار".
وتعتبر محافظة صعدة معقل المتمردين الزيديين الشيعة، وأسفرت المواجهات بين هؤلاء والقوات الحكومية عن آلاف القتلى منذ 2004. والزيدية أحد فروع الشيعة ويتركز أتباعها فى شمال البلاد حيث يشكلون أكثرية بينما غالبية اليمنيين من السنة.
وقد أوقعت المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية العديد من القتلى فى الأيام الأخيرة، حيث فقد قتل سبعة جنود يمنيين وأصيب عشرون آخرون الثلاثاء فى كمين نصبه المتمردون فى محافظة صعدة، فيما قضى ثلاثة جنود وثمانية متمردين فى معارك ليل الاثنين الثلاثاء فى منطقة حيدان قرب صعدة، وفق مسئول محلى، كذلك اندلعت مواجهات قبل أسبوع بين المتمردين والقوات الحكومية فى صعدة إثر مقتل جندى فى كمين، وتعود آخر المواجهات المسلحة بين الجيش اليمنى والمتمردين إلى يناير. وتوصل الطرفان فى فبراير إلى خطة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذى أقر فى يونيو 2007 بوساطة قطرية ولكنه ظل حبراً على ورق.
ويرمى اتفاق وقف إطلاق النار إلى إنهاء النزاع بين الجيش والمتمردين الذين يطعنون بشرعية نظام الرئيس على عبد الله صالح ويدعون إلى عودة الإمامة الزيدية التى أطاح بحكمها انقلاب عسكرى فى 1962.
من جهة أخرى، شهد اليمن الذى ينشط فيه تنظيم القاعدة سلسلة اعتداءات فى الأسابيع الأخيرة، فقد وقع الأربعاء الماضى اعتداء بسيارتين مفخختين قرب مديرية الجمارك فى وسط صنعاء قرب السفارة الإيطالية لكنه لم يسفر عن ضحايا، ولم تتبناه أى جهة.
وأعلنت سفارة الولايات المتحدة فى صنعاء فى الثامن من نيسان/ابريل أنها تلقت أمراً من وزارة الخارجية بإجلاء موظفيها غير الضروريين بعد الهجمات التى شهدتها العاصمة اليمنية وتبناها تنظيم القاعدة وفى الثامن عشر من مارس قتل شرطى وطالبة فى صنعاء فى تفجير مدرسة للبنات قرب السفارة الأميركية، وبعد ثلاثة أسابيع تبنى تنظيم القاعدة عملية إطلاق قذائف على فيلات يسكنها خبراء نفطيون أميركيون فى صنعاء.
وانضم اليمن إلى الولايات المتحدة فى حملة مكافحة الإرهاب، وذلك إثر اعتداء وقع فى 12 أكتوبر 2000، فى ميناء عدن (جنوب) واستهدف المدمرة الأميركية كول وخلف 17 قتيلاً و38 جريحاً بين جنود البحرية الأميركية.
