فى كل مرة يتم الإعلان فيها عن اجتماع للجنة الرباعية الدولية المعنية بدفع مفاوضات السلام على المسار الفلسطينى – الإسرائيلى، تثار التساؤلات حول القضايا المطروحة، ويتم التداول فى الملفات السياسية والأمنية ويجرى طرح الأفكار حول أفق السلام وسبل الحل، دون ملامسة الوجع الفلسطينى الحقيقى، ودون التطرق الى المسائل النهائية المتعلقة بالقدس، وحق العودة، والدولة الفلسطينية، التى نصت عليها القرارات الدولية، وخارطة الطريق التى أقرتها اللجنة الدولية.
وهنا تبرز التساؤلات حول الدور الذى تؤديه اللجنة الرباعية الدولية، وجدوى الاجتماعات التى تعقدها وكذلك تفعيل هذا الدور الغائب فعلياً والحاضر إعلامياً، وحول إمكانية الخروج به من دائرة المصادرة والسلبية الأمريكية، التى طبعت اجتماعات اللجنة طوال المرحلة الماضية.
مشاركون عرب
مصادر مسئولة بوزارة الخارجية السعودية نقلت عن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى قوله إنه سيحضر اجتماع اللجنة، كما يشارك مدير الدائرة العربية فى وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركى ممثلاً لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية. وقد حث أعضاء الرباعية الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها التى قطعتها على نفسها للفلسطينيين فى مؤتمر باريس فى كانون ديسمبر 2007، وقال الأمين العام للأمم المتحدة نقلاً عن البيان إن اللجنة "شجعت الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها السياسية والمالية لدعم عملية أنابوليس"، وتتفق اللجنة مع تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عشية المحادثات، حيث حثت الدول العربية "التى تملك موارد" أن تسعى إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين".
حوافز جديدة لإيران
عقب محادثات الرباعية، عقدت اجتماعات منفصلة حول إيران، وبحثت مجموعة الدول الست الكبرى ومن بينها الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، الخطوات المقبلة فى السعى إلى إقناع طهران لوقف برنامجها النووى، ويعمل الوزراء بشكل خاص على اقتراح مشترك يهدف إلى إعادة طهران إلى طاولة المحادثات وتطبيق قرارات مجلس الأمن، وكانت محادثات جرت فى شنغهاى فى منتصف أبريل فشلت فى التوصل إلى اتفاق.
وقد ذكرت كونداليزا رايس فى تصريحات صحفية لها قبل المحادثات "سندرس مرة أخرى ما قدمناه لإيران"، وأضافت "ولكننى أريد فقط أن أقول إننى لا أرى أى دليل على أن الإيرانيين مهتمون بهذا المسار"، مضيفة أنها لا تتوقع أى نتائج ملموسة من اجتماع الجمعة، وأكدت رايس أنها لا تريد عرض حوافز جديدة على إيران، معتبرة أن مجموعة الحوافز التى قدمتها لها الدول الغربية من قبل "سخية جداً"، وأضافت "إذا كانت هناك أمور يمكن أن نفعلها لتحسين فرص أن ينفذ الإيرانيون التزاماتهم، فهذا جيد لكننى لا أعتقد أن المشكلة تكمن فى مجموعة الحوافز بل فى الإرادة الإيرانية". ويخشى الغرب فى أن تكون إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووى، وهو ما تنفيه إيران، وقد فرض مجلس الأمن الدولى ثلاث مجموعات من العقوبات على طهران، فيما تضغط الولايات المتحدة على الشركات والبنوك الأوروبية لخفض تعاملاتها مع إيران.
رفض التهدئة.. يهدد المفاوضات
بحثت اللجنة الرباعية فى اجتماعها جهود السلام، وما تحقق على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بالإضافة إلى التزامات الدول المانحة تجاه السلطة الفلسطينية، ورفض وزير الداخلية الإسرائيلى مائير شتريت العضو فى الحكومة الأمنية المصغرة، أى هدنة مع حماس غداة اتفاق التهدئة الذى أبرمته الفصائل الفلسطينية المسلحة فى القاهرة، وصرح شتريت للإذاعة الإسرائيلية العامة "لا يمكن فى أى حال من الأحوال إبرام أدنى اتفاق مع حماس لأن هذه الحركة الإرهابية ستغتنم أى هدنة لتعزز وتحسن سلاحها استعداداً للمواجهة المقبلة".
وعلى الرغم من اتفاق الفصائل الفلسطينية الاثنا عشر على التهدئة مع إسرائيل الأسبوع الماضى ومن ضمنهم الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين حماس وفتح، وينص الاقتراح على تهدئة تبدأ فى قطاع غزة أولاً على أن تمتد إلى الضفة الغربية لاحقاً مقابل رفض الحصار الإسرائيلى، إلا أن وزيراً إسرائيلياً قال "يجب تصفية حماس وعدم التفاوض معها لأن مطالبها غير مقبولة، لابد أن يهاجم الجيش هؤلاء الإرهابيين ليلاً ونهاراً لكسر عظامهم".
ودعا رئيس جهاز الأمن الداخلى (شين بت) يوفال ديسكين إلى رفض الهدنة، موضحاً أنها تخدم مصلحة حماس، وكان وزير الدفاع إيهود باراك أعلن الثلاثاء أن الأجواء الحالية ماضية نحو المواجهة مع حماس بدلاً من الهدنة، وقال إن العودة إلى الهدوء يجب أن ترافقها ثلاثة أمور لتكون "دائمة وفعلية"، هى "التوقف تماماً عن إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، والكف عن الهجمات الإرهابية، ووقف تهريب الأسلحة فى قطاع غزة".
قضايا عدة على أجندة المشاركين و تتمحور سلسلة الاجتماعات حول إحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط، ودعم الاقتصاد الفلسطينى وتسوية الأزمة النووية الإيرانية، ويشارك فى محادثات اللجنة التى تتكون من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، بالإضافة إلى تونى بلير – رئيس الوزراء البريطانى السابق– الذى أصبح مبعوثاً دولياً للشرق الأوسط منذ 27 يونيو 2007، كما يشارك فى الجهود الدبلوماسية المكثفة عدد من وزراء الخارجية العرب لمساعدة الاقتصاد الفلسطينى وعملية السلام فى الشرق الأوسط ومن بينها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر.
كما سيعقد فى وقت لاحق اجتماع وزارى عربى مع اللجنة الرباعية، إذ من المتوقع أن يحضرها رئيس الوزراء البريطانى السابق والمبعوث الخاص للجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط تونى بلير، وفى الوقت نفسه تشمل موجة النشاط الدبلوماسى الاجتماع المخصص للجنة الاتصال لتنسيق المساعدات الدولية للأراضى الفلسطينية برئاسة النرويج التى تعد المنسق الرئيسى لها.
العرب دفعوا خمس الأموال المطلوبة
قال مسئولون أمريكيون إن خمس الأموال فقط، التى تعهدت بها دول عربية فى ديسمبر الماضى وصل للفلسطينيين، وهو ما أكدته أيضاً وزارة الخارجية الأمريكية التى أشارت إلى أن 717 مليون دولار فقط دفعت حتى الآن منها 500 مليون جاءت من الاتحاد الأوروبى والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة، أما الدول العربية فوصلت تبرعاتها حتى الآن 215 مليون دولار، منها 91.6 مليون من الإمارات العربية المتحدة، و61.6 مليون من السعودية، و62 مليون من الجزائر.
AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة