عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية..

الدكتور شبل بدران: هناك بالفعل تطوير للتعليم .. ولكن للخلف

الإثنين، 19 مايو 2008 09:55 م
الدكتور شبل بدران: هناك بالفعل تطوير للتعليم .. ولكن للخلف الدكتور شبل بدران عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية - تصوير عصام الشامى
حاورته إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ٍأنهت وزارة التربية والتعليم مؤتمر تطوير التعليم برعاية الرئيس محمد حسنى مبارك, بإصدار عدد من المقترحات والتوصيات الهدف منها تحسين أوضاع التعليم بشكل عام وأوضاع الثانوية العامة بشكل خاص. تلك المقترحات أثارت جدلاً واسعاً بين خبراء التعليم والمسئولين عن العملية التعليمية فى مصر، ولذلك كانت محور حوارنا مع الدكتور شبل بدران عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية، والذى بدأناه بسؤال عن رأيه فى توصيات مؤتمر تطوير التعليم الأخير، فرد علينا بسؤال "وأين تلك التوصيات. أم أنها توصيات سرية؟"

ما رأيك فى مشروع تطوير الثانوية العامة الذى طرحه وزير التعليم فى المؤتمر الأخير ؟
فكرة تطوير التعليم لا ينبغى أن ترتبط بسنة دراسية معينة، والسؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسنا هو ما الهدف من تطوير التعليم؟ والإجابة هى لنقدم جودة أفضل وتعليما متميزا لجميع الطلاب وإزالة العوائق الموجودة حاليا. فعندما جعلت الثانوية العامة لمدة عامين كان الهدف من ذلك هو إعطاء الفرصة للطالب لتحصيل مجموع يستطيع من خلاله الالتحاق بالكلية التى يريدها مما زاد العبء على أولياء الأمور بسبب زيادة تكلفة الدروس الخصوصية، فالمدرسة أصبحت بيئة طاردة وليست جاذبه للطلاب، والوضع الحالى للثانوية العامة يقيس فقط القدرة على "الحفظ والتلقين" وبالطبع هو نظام سىء.

وهل تطبيق نظام العام الواحد سيقلل من ظاهرة الدروس الخصوصية؟
حتى إذا تحولت مدة الدراسة فى الثانوية العامة إلى "ربع سنة" فقط، فهذا لن يحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، ولا يمكن القضاء عليها إلا بتغيير أساليب التقويم وتوفير أماكن بالتعليم العالى تكفى كل طلبة الثانوية العامة وبالتالى فإن "عنق زجاجة" الثانوية العامة لن يحل إلا بالتوسع فى التعليم الجامعى.

هل يعنى هذا أن مقترحات وزارة التربية والتعليم لا تعود بفائدة حقيقية على التعليم الثانوى؟
كل ما يسمى بالتطوير وما يسمى بالتقويم الشامل أو جعل الثانوية العامة سنة واحدة ليس له أى فائدة وستظل مشكلات التعليم كما هى.

إذن ما رأيك فى تطبيق نظام التقويم الشامل المقترح فى المؤتمر الأخير؟
التقويم الشامل "الحقيقى" يقوم على قياس ثلاثة أبعاد فى الطالب هى "المعرفة والتحصيل، المهارات والسلوك، والبعد الثالث هو البعد الوجدانى أو الروح المعنوية"، وفى نظام التعليم الحالى نهتم بقياس البعد الأول فقط وهو المعرفة والتحصيل بدليل أن الطالب يتعلم اللغة الإنجليزية ويحصل على الدرجات النهائية دون أن يفتح فمه بكلمه أجنبية واحدة , كما أن نظام الامتحانات سييء يمكن وصفه "بامتحانات الصورة الفوتوغرافية" التى تعطى انطباعاً لحظياً فقط عن الطالب، وبالتالى فالطالب المصرى يواجهه العديد من المشكلات عند التعرض لأى اختبارات شخصيه أو محادثات.

وهل تعتقد أن نظام التقويم الشامل يلائم طبيعة الطالب المصرى الذى يعتمد على الحفظ والتلقين؟
من المفترض أن يقوم نظام التقويم الشامل على قيام الطالب بالدور البحثى والنشاط الطلابى بشكل أكبر، وبالطبع هذا النظام غير ملائم لطبيعة الطالب ولا طبيعة المجتمع ولا المعلم ذاته معد لذلك، وبالتالى فإن تطبيق هذا النظام يتطلب إعداد المعلم بطريقه جيدة وتأهيل أولياء الأمور لاستعادة الثقة فى المدرسة والحكومة، ويجب أن ندرك أن تدنى مستوى الطالب الجامعى نبع من تدنيه فى التعليم الثانوى

يعنى ذلك انك تتوقع أن يكون هناك رفض من جانب أولياء الأمور لفكرة التقويم الشامل ؟
لا أقول رفض؛ ولكن قد يقوم ولى أمر برفع "سلاح" على المدرس لأنه امتنع عن منح ابنه درجه أو درجتين قد يؤثروا على التحاقه بكلية ما، أو يقوم بالاتفاق مع مدرس بعينه بإعطاء دروس خصوصية لأبنه حتى يمنح هذه الدرجات له دون أى مجهود.

وما معنى "امتحان موحد غير مصيرى" فى نهاية الثانوية العامة؟
هذا يعنى أن الامتحان لا يحدد مصير الطالب نفسه فمن الممكن له أن يلتحق بسوق العمل ثم يعاود الالتحاق مرة أخرى بالثانوية العامة لاستكمال تعليمه، الهدف من هذا الامتحان الحد من أعداد المقبولين بالجامعات من خلال اختبارات القبول التى ستجريها الجامعات.

وما رأيك فى امتحانات القبول أو تحديد المستوى الذى ستجريه الجامعات على الطلاب الراغبين فى الالتحاق بها؟
كل أساتذة التربية يعارضون مثل هذه الاختبارات للقبول بالجامعات، وهى بلا قيمة، فكيف نضع امتحاناً لطالب لم يدرس هذه المواد من الأساس ونقيم مدى قبوله بالكلية على أساسه.

ذكرت أن كل أساتذة التربية رافضون للفكرة، وذكر الوزير أن استراتيجية التطوير قامت على دراسات, فكيف ذلك؟
إنهم يدعون أن أفكار التطوير المقترحة قامت على دراسات مسبقة، ولكن ذلك يتناقض مع ما حدث فى مؤتمر تطوير التعليم الأخير حيث قوبلت هذه الاقتراحات بالرفض من الدكتور حسام بدراوى وهو من الحزب الوطنى وأيضاً شريف عمر وفاروق إسماعيل عضوى مجلسى الشعب والشورى، إذن أين هذه الدراسات ومن أين أتوا بالمؤيدين لاقتراحاتهم؟
أظن أن خطة التطوير هذه جزء من أجندة أمريكية لا أكثر.

هذا يجعلنى أسألك هل كل ما يصلح فى أنظمة التعليم بالدول الأجنبية يمكن تطبيقه بمصر؟
بالطبع لا يمكن ذلك، لابد أن تكون الأنظمة التى نعتمد عليها من دول شبيهة بمصر من حيث الثقافة وظروف المجتمع.

ولكن وزارة التعليم اعتمدت على مدى تاريخها على أكثر من نظام لأكثر من دولة من بينها دول فى أفريقيا وآسيا؟
اختيار الدولة النموذج ليس هو المشكلة الوحيدة، وإنما نحن غير جادين ولا نعطى للتعليم حقه ولا نعطى للناس حقها فى التعليم والدليل أن هناك حوالى 30 % من الشعب المصرى أميون يجهلون القراءة والكتابة. وهناك مساعى لخصخصة التعليم وهذا بمثابة كارثة لأنه سيقصر التعليم على القادرين فقط.

نعود للأجندة الأمريكية التى ذكرتها, ماذا تعنى بها؟
أعنى بذلك اتفاقية تحرير الخدمات فى عام 2010 , وتهدف إلى انسحاب الدولة من مجال الخدمات الصحية والتعليمية والإسكان. وأرى أن مصر تعمل جاهدة على توفيق أوضاعها بما يتناسب مع هذه الاتفاقية.

من المعروف أن نظام الثانوية العامة السابق وضع أيضاً على أساس دراسات وتم الترويج له بالحديث عن ذات الأهداف التى تروج للخطة الجديدة. فما هى ضمانات نجاح النظام المقترح حالياً؟
الدراسات التى أقيمت من قبل صحيحة ولكن تطبيقها فاشل. وفى رأيى الثانوية العامة من الأفضل أن تكون ثلاث سنوات وكل سنة تقسم على فصلين دراسيين وتأخذ بالمجموع التراكمى كالجامعات. وضمانات نجاح النظام الذى اقترحه هو التمويل الكافى للتعليم العالى وأن يكون على أجندة الدولة بشكل ملموس.

هل يعنى ذلك أنك لا ترى أى تطوير تم فى مجال التعليم؟
هناك بالفعل تطوير ولكن "للخلف"، وقبل أن نتساءل عن التطوير علينا أن نعرف ما هو مفهوم التطوير لدى الدولة.

لماذا عادة ما تتغير السياسة التعليمية بتغيير وزير التعليم؟
لا يوجد ما يسمى بتغيير السياسة التعليمية لأنها مرتبطة أساساً بأجندة الدولة التعليمية، وهى لا تتغير بتغيير الوزير وإنما تغيرها الدولة وفق حاجتها. والمرحلة الحالية لا تناسبها تعديلات الوزيرالسابق حسين كامل بهاء الدين لأنها مرحلة خصخصة وتحتاج "لواحد بيعرف يبيع".

وما هى ملامح خصخصة التعليم برأيك؟
الدليل على ذلك خصخصة التعليم العالى والدور الآن على التعليم قبل الجامعى وهو ما يتم تنفيذه من خلال ما يدعون أنه برنامج لتطوير التعليم.

ألا ترى أن النظام المقترح تضمن بعض الإيجابيات، مثل إدخال مادة البحث العلمى فى الثانوى؟
ماذا يعنى إدخال مادة بحث علمى لطالب الثانوية العامة؟! طالب الثانوية العامة يحتاج إلى اكتساب مهارات حياتيه وقدرات التعبير عن النفس. وهناك مواد أهم من الممكن إضافتها مثل التفكير العلمى، الطالب لا يحتاج من يدرس له كيف يكتب موضوع تعبير بل كيف يعبر عن نفسه بطريقه صحية.

فى رأيك هل سيحل برنامج التطوير المقترح أزمات التعليم الفنى؟
البرنامج يقترح تدريس مواد معينة على مستوى جميع الطلبة بالصف الأول الثانوى سواء الفنى أو العام ثم يتم الفصل فى العام التالى، وهذا اقتراح جيد لكننى أعارضه لأننى أعارض فكرة وجود تعليم فنى من الأساس ووجود نوعين من التعليم الثانوى يجسد طبقية التعليم.

من المعلن أن توصيات المؤتمر الأخير سيتم تطبيقها فى العام الدراسى 2010/2011 على أن يبدأ تطبيق المقترحات الخاصة بسياسات القبول الجديدة للتعليم العالى فى عام 2013/2014، هل تعتقد أن هذه الفترة كافيه لإجراء إصلاحات شاملة؟
لم يصدر حتى الآن توصيات ولا يعرف أحد على وجه الدقة إمكانية تطبيقها من عدمه.

هل تعتقد أن رعاية الرئيس مبارك لمؤتمر تطوير التعليم تزيد من إمكانية تفعيل توصياته؟
أعتقد أنه هناك صعوبة فى تنفيذ تلك التوصيات التى يتحدثون عنها، والتى لم تخرج للنور، لأن هناك خلافاً بين وزارة التعليم العالى ونحن كأساتذة تربية علينا إجراء اختبارات القبول ونحن سنقاوم ذلك بالرفض.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة