س - كم عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين؟
ج – لا أحد يعلم، ولا أحد يعلم عدد أعضاء أى حزب آخر، بما فى ذلك الحزب الوطنى ذاته. لا شك أن هناك من يشغلهم حجم العضوية فى الجماعة سالفة الذكر، ولهذا فقد اعتبروا أن فشل إضراب 4 مايو الماضي، الذى شاركت فيه جماعة الإخوان المسلمين، دليل على أن عدد الأعضاء المدونين فى سجلاتها ليسوا على النحو المتخيل، ولهذا فقد ذهبوا يعربون عن دهشتهم، وربما شماتتهم، لأنهم تصوروا أن عموم الشعب المصرى أعضاء فى الجماعة، ويحملون "كارنيهات" العضوية، موقعة " بفورمة" المرشد العام، فتأكد لهم أن شعبية الإخوان، فى حجم شعبية حزب الشيخ الصباحى وولده محمود.
فى تقديرى أن فشل الإضراب، لا يعنى ما ذهبوا إليه، فالإخوان لم يدعوا إلى استعراض قوة فى الشارع، وإنما شاركوا فى إضراب شعاره " خليك بالبيت"، ومصر بلد لا يمكن أن تقاس فيها الأمور على هذا النحو، فأنت إذا خرجت للشارع تظن أنه لا أحد فى البيوت، وإذا وقفت فى "بلكونة" شقتك فى ليلة صيف، سيستقر فى يقينك أنه لا أحد بالشارع، وإذا دخلت مستشفى فلا تظن أن هناك معافا، وإذا خرجت فلا تتصور أن أحدا مريض، وإذا نزلت تحت الأرض لتستقل مترو الانفاق، فلا تعتقد أن أحدا فوقها، وإذا كنت فوقها فلا تصدق أن أحدا تحتها. وكما يقول المثل التونسي: يا نازل مصر فيه منك ألوف!
فشل إضراب 4 مايو ليس مرتبطا بأن الإخوان المسلمين – من حيث العضوية – قلة يخافون أن يتخطفهم الناس، ولكنه دليل على " النحس الدكر"، فالإخوان لم يشاركوا فى إضراب أبريل فنجح، وشاركوا فى إضراب مايو ففشل، هذا فضلا عن أن المرء لا يسلم أن القوم تعاملوا بجدية مع الدعوة للإضراب، فهم شاركوا بسيف الابتزاز، بعد نجاح الإضراب الأول، وهجوم الجماعات الداعية للإضراب عليهم.
ففشل الإضراب لا يصلح مقياسا لحجم العضوية فى الجماعة، لكن مثلى يستطيع أن يقول، وفى بطنه " شادر" من البطيخ الصيفى، إن عدد أعضاء الجماعة فى القاهرة الكبرى ليس كبيرا، والدليل على ذلك أنه فى المظاهرات التى دعت إليها فى القاهرة، كانت تجلب عناصرها من الأقاليم، فتتعامل معهم الأجهزة الأمنية على أنهم صيد ثمين، فلا يكلفها الأمر إلا أن ترابط أمام محطة مصر، وتملأ السيارات بعناصر الجماعة، ومن يزيد عن طاقة سيارتها، يقال له للخلف در.
لكن شعبية الأحزاب والجماعات لا تقاس بعدد الأعضاء، ولكن بحجم الأنصار والمتعاطفين، وعلى الرغم من أن شعبية الإخوان فى القاهرة ليست كبيرة، إلا أنهم، وفى الانتخابات الأخيرة، كانت لهم صولات انتخابية فى العديد من الدوائر، ويكفى أن نعلم بمعركتهم فى دائرة الدقى، حيث احتشد الناخبون حول مرشح الجماعة حازم صلاح أبو إسماعيل، وأسقطوا الوزيرة السابقة ووكيل مجلس الشعب آمال عثمان ، على الرغم من أن كل إمكانيات الدولة كانت مسخرة لها، ولم تدخل مجلس الشعب إلا بالتزوير المفضوح. بالشعبية، وليس بعدد الأعضاء، نجح للإخوان 88 نائبا، وكان يمكن أن يكون العدد أكبر من هذا لولا التزوير، وباعتراف رئيس الوزراء ذاته، فقد تم إسقاط 40 مرشحا مع سبق الإصرار والترصد.
الشعبية مردها أن الخصم، وهو الحزب الوطنى مكروه جماهيريا، وهو يعتمد على سيف الدولة وذهبها، والمنافسين، وهم أحزاب المعارضة، فاقدون للثقة والاعتبار، والنظام حريص فى كل يوم على أن يقدم للإخوان أرضا جديدة، بزيادة حجم المتعاطفين معهم من جراء حملات الإبادة الإعلامية والأمنية. وهذا هو بيت القصيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة