معهد العالم العربى بباريس يتجاوز أزماته وينطلق مجدداً

السبت، 17 مايو 2008 06:51 م
معهد العالم العربى بباريس يتجاوز أزماته وينطلق مجدداً

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اجتاز معهد العالم العربى فى باريس أزمته المالية التى كادت تقضى عليه فى السنوات الأخيرة، وكشف عزمه إطلاق تظاهرات ثقافية جديدة لتعريف الجمهور الفرنسى بحضارة وواقع البلدان العربية. وقال رئيس المعهد دومينيك بوديس فى مؤتمر صحفى عقده الجمعة بباريس "أستطيع أن أؤكد لكم أن الوضع المالى للمعهد قد استقام"، مضيفاً أن المؤسسة تمكنت من تجاوز عجزها المالى المزمن وحققت فى نهاية 2007 فائضاً طفيفاً مكنها من الشروع فى تسديد ديونها التى تبلغ 15 مليون يورو.

وأوضح رئيس المعهد أنه حينما تولى هذا المنصب منذ سنة وثلاثة أشهر كانت أولويته هى إبقاء المعهد على قيد الحياة، وأن هذا الهدف قد تحقق. وشرح الأسباب التى كانت وراء الضائقة المالية التى عرفتها المؤسسة قائلاً "حينما ولد المعهد فى 1987 بإرادة مشتركة بين فرنسا وجميع الدول الأعضاء فى الجامعة العربية، كان الاتفاق هو أن تتولى باريس دفع 60% من نفقات المؤسسة على أن تتقاسم الدول العربية النسبة الباقية"، واستطرد "ما حدث أن باريس ظلت وفية لالتزاماتها بيد أن البلدان العربية، التى شاركت فى تمويل بناء مقر المعهد، بدأت تتخلى تدريجياً منذ 1990 عن دفع مساهماتها السنوية".

وأشار رئيس المعهد إلى عدة عوامل قد تفسر سلوك الأطراف العربية، منها الانشقاق الذى حصل فى الصف العربى أثناء حرب الخليج الأولى ومشاركة فرنسا آنذاك فى التحالف المناوئ للعراق وتدهور العلاقات بين باريس وطرابلس. كشف أن الرئيس السابق للمعهد كاميل كابانا حينما يئس من التزام الدول العربية بالاتفاق الأصلى عرض عليهم فى 1996 تسديد المتأخرات المستحقة عليهم مقابل إعفائهم نهائياً من دفع أى مساهمات سنوية. وأضاف أن الدول العربية استجابت لهذا العرض باستثناء الصومال والسودان واليمن والعراق وليبيا.

وقدر بوديس المتأخرات المستحقة على العراق وليبيا بـ35 مليون يورو، موضحاً أنه توصل فى أغسطس الماضى إلى اتفاق مع ليبيا بشأن تسديد متأخراتها وتعاونها المستقبلى مع المعهد وأنه ينوى إجراء اتصالات حول نفس الموضوع مع المسئولين العراقيين الجدد. وكشف بوديس أن ميزانية المعهد بلغت هذه السنة 20 مليون يورو دفعت منها فرنسا 11 مليوناً، مشيراً إلى أن النسبة الكبرى من المبلغ المتبقى جاءت من مداخل المعهد الذاتية. فالمعهد يحتوى على متحف للتراث الإسلامى وعلى مكتبة تجارية تبيع مؤلفات متنوعة حول العالم العربى، كما ينظم معارض للتعريف بتاريخ وثقافة المنطقة. وتلقى هذه المعارض نجاحاً كبيراً لدى الجمهور الفرنسى والأوروبى، إذ بفضلها ارتفع عدد زوار المعهد إلى مليون شخص سنوياً.

كما أعلن رئيس المعهد نية المؤسسة تدشين "معرض غير مسبوق" حول سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى منتصف الشهر القادم، وسيليه فى أكتوبر المقبل معرض عن الآثار الثقافية والعلمية التى خلفتها حملة القائد الفرنسى نابليون بونابارت فى مصر عام 1898، وأضاف أن المعهد يعتزم أيضاً تنظيم معرض ثالث عن النهضة المعمارية فى بلدان الخليج العربية، موضحاً أن عنوان هذه التظاهرة سيكون "الأمراء البناءون".

نفى بوديس بشدة ما تردد فى فرنسا من عزم الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى تحويل المعهد إلى مؤسسة متوسطية تضم دولاً شرق أوسطية غير عربية مثل تركيا وإسرائيل، واعتبره "مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة"، وأكد أنه من "المستحيل" إجراء تغيير كهذا فى تركيبة المؤسسة "لأن إقراره يقتضى موافقة ثلثى أعضاء المجلس الأعلى للمعهد الذى يتكون ثلاثة أرباعه من سفراء الدول العربية المعتمدين بباريس".
غير أن رئيس المعهد أشار إلى رغبته فى توسيع الهيئة العليا للمؤسسة لتشمل ممثلاً عن الجامعة العربية وممثلاً للاتحاد الأوروبى، وعلل ذلك بكون المعهد أضحى "جسراً حقيقياً" بين العالم العربى وأوروبا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة