بوادر انفراج الأزمة اللبنانية فى الدوحة

السبت، 17 مايو 2008 08:38 ص
بوادر انفراج الأزمة اللبنانية فى الدوحة فشل السلاح قد يدفع فرقاء لبنان إلى الاتفاق -AFP
كتب أحمد عليبه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مائدة حوار الأزمة اللبنانية كتب لها أن تكتمل الجمعة فى الدوحة بعدما فشل المجتمعون أن يلتفوا حولها فى بيروت الخميس الماضى. وبعد فشل بروفة الحرب الأهلية والحسم العسكرى التى خيمت على ساحتها الأسبوع الماضى، الأمر الذى جعل فرقاء الأزمة بين الداخل والخارج كل يعيد حساباته من جديد.

لقد تغيرت معادلة الأزمة اللبنانية. فأطرافها لم تعد فريق السلطة ومعه السعودية ومصر، فى مقابل فريق المعارضة اللبنانية بكل أطيافه تسانده سوريا وإيران، وبينهم جميعا كان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يلعب دور الوساطة، حيث أصبحت قطر فى واجهة المشهد فى أول اختبار لدور إقليمى تلعبه على الساحة العربية، بعدما عهد وزراء الخارجية العرب نهاية الأسبوع الماضى إلى لجنة وزارية عربية تترأسها قطر للوقوف على الأزمة ومن ثم تقديم مبادرة لحلها، بعد فك تشابك الانحيازات وفق المعادلة السابقة، فقطر على مسافة قريبة من الفريقين رغم ما شاب دورها أول الأمر من ميل لفريق الأكثرية.

اللجنة العربية الوزارية زارت بيروت وشاهدت نتيجة فصل العنف فى لبنان الذى راح ضحيته 100 قتيل فضلاً عن مئات الجرحى والمصابين، وتمكنت من إعادة الحياة إلى طبيعتها فى بيروت، ودعوة أطراف الصراع إلى الدوحة بعيدا عن مناخ الصراع. وقبل أن يجتمع الفرقاء اللبنانيون على مائدة الحوار الذى افتتح أولى جلساته اليوم أمير قطر، أقلتهم طائرة واحدة ضمت على متنها من حزب الله كلاً من محمد رعد وحسين حاج حسن والوزير المستقيل محمد حنيش، ورئيس مجلس النواب نبيه برى وزعيم فريق المعارضة العماد ميشال عون، ومن فريق السلطة حضر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وغازى العريضى وزير الإعلام.

هناك على ما يبدو أجواء انفتاح أكثر على التهدئة والحوار بين القوى السياسية اللبنانية والعربية ولدت لديها الرغبة فى رفض العودة الى أجواء الاقتتال الأهلى فى لبنان. ورغم الحديث عن أجواء صراع تنافسى إقليمى بين قطر والسعودية، فضلاً عن الحديث عن موقع الدور المصرى، إلا أن التداعيات يبدو أنها كانت أكثر وقعا من هذه الكواليس العربية خاصة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والسعودية الشهر الماضى، تلك القوى أدركت الآن أنها بصدد أزمة حقيقة، وليس أمامها خيار آخر إلا أن تتخذ قراراً وتدعمه، وهو ما ستسفر عنه اجتماعات الساعات المقبلة، وما سيتمخض عنها من قرارات.

اجتماع الدوحة قد لا ينهى كل فصول الأزمة اللبنانية، لكنه من المفترض أن يكرس لفترة من الاسترخاء السياسى التصادمى المسلح للانطلاق إلى مربع الحوار حول مستقبل الدولة من خلال وضع قواعد صارمة للأطراف. قد يكتب للجنة النجاح لو توفرت لها مظلة إقليمية لا تضع العراقيل فى طريقها، ومدى قدرة المتحاورين فى الدوحة أو غيرها من العواصم العربية على اتخاذ قرار أقرب إلى الداخل اللبنانى قبل أن يكون مدعوما من دمشق أو الرياض، خاصة أن طبيعة الواقع السياسى الراهن فى المنطقة وضع لبنان فى قلب الأحداث، فلم تعد بيروت معزولة عن محيطها الشرق أوسطى والعربى، بل أصبحت أول الخيط فى أزماته المتشابكة وتحالفاته المعقدة.

فهل سينجح العرب فى هذه التجربة لرأب صدع أزمة ليست هى الوحيدة فى المنطقة التى تموج بالأزمات؟، وهل سيدعم العرب فعلا وفدهم الوزارى من أجل الوصول إلى اتفاق على انتخاب العماد ميشال سليمان قائد الجيش والمرشح التوافقى وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومن ثم استئناف الحوار حول سلاح حزب الله وأن يكون السلاح بيد الدولة فقط وانتهاء فصل من الأزمة الذى إن كتب له النجاح قد يقود العرب إلى التطرق لفصول أخرى فى الأزمات الإقليمية مثل الصراع مع سوريا والصراع الإيرانى الأمريكى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة