فتحى الشوادفى

"حزب الله" الدولة الوحيدة فى لبنان!

الجمعة، 16 مايو 2008 02:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت المحنة التى مر بها اللبنانيون أن مقولة "رب ضارة نافعة" مقولة صحيحة لأبعد الحدود، فإذا كانت"الضارة" تكمن فى معاناة اللبنانيين خلال المحنة فإن "النافعة" تتلخص فى أن المحنة نفسها كشفت لنا أن نظرتنا أو فهمنا للواقع السياسى وحجم القوى السياسية وترتيبها من حيث قدرتها على التأثير لم تكن منطقية ولا صحيحة وأن جهلنا السياسى يصل إلى حد الأمية السياسية.

فقد كنا نتصور أن حزب الله يسعى لتكوين دولة داخل الدولة وكشف سيناريو الأحداث أن حزب الله هو الدولة الوحيدة فى لبنان، فالطريقة والسرعة التى سيطر بها حزب الله على بيروت تؤكد أن الحزب خطط وراقب وضرب ضربته الخاطفة بدون اشتباك جدى، مع ملاحظة أن مكونات "14آذار" لا تفتقد السلاح لا الخفيف ولا المتوسط ولا الثقيل الذى ظهر بأيدى الميليشيات الموالية للحكومة فى أكثر من مكان فى لبنان أثناء الصدام، ونفذ حزب الله ضربته فى بيروت وطهرها من مراكز 14 آذار وسلمها فى سرعة البرق وفى سلاسة للجيش اللبنانى فى غياب كامل لقوى الأمن التابعة لحكومة السينورة.

وكنا نتصورأن الولايات المتحدة الأمريكية سيدة العالم ومعها إسرائيل وحلف الدول "اللى بتسمع الكلام وبتنام بدرى" والمعروفة بحلف الاعتدال، تمتلك قدرة على حماية رجالها وحلفائها ولكن ثبت أن تصورنا وهمى ليس لأن هذا الحلف فشل فى حماية مصالحه فى لبنان وإنما تأكد ذلك فى اجتماع وزراء الخارجية العربية، حيث فشل الاجتماع فى توجيه رسالة دعم لحكومة السنيورة وثبت أن إيران سيدة العالم، حيث أصبحت ووفق الإعلام العربى والخطاب الرسمى العربى أقوى من أمريكا وإسرائيل قادرة على إجهاض المشاريع الأمريكية الجديدة فى العراق وفى لبنان وحتى فى فلسطين وهذا التصور الخاص بحجم إيران ليس موضوعيا وإنما "استلفناه" من وجهة نظر حلف الاعتدال ولنا تحفظ عليه.

وكنا تحت تأثير البعض نتخوف من حرب طائفية فى لبنان وأوهمونا أن شيعة لبنان بزعامة حزب الله يخططون لإبادة السنة تمهيداً لإقامة المثلث أو المربع أو حتى شبه معين شيعى ولكن الأحداث أثبتت أن خطر الحرب الطائفية انتهى من لبنان وحل محله صراع سياسى يمكن حله بحوار، فأغلب المعارك لم تكن بين سنة وشيعة بل كانت بين أبناء الطائفة الواحدة مثلما حدث فى الجبل بين دروز وليد جنبلاط صقر الحكومة القديم ودروز وئام وهاب صقر المعارضة الجديد وما حدث فى صيدا وطرابلس بين تيار المستقبل السنى وأحزاب معارضة سنية أيضا، وعلى ما يبدو فى هذا الإطار أن الحكومة أو 14 آذار خسرت على المستوى اللبنانى، كما خسرت على المستوى العربى ونقصد هنا تأزم الموقف نسبيا بين الحكومة والجيش وانتقاد الموالاة للعماد ميشيل سليمان.

وعلى المستوى العربى والإسلامى انهارت بدرجة كبيرة فكرة تأليب الشيعة على السنة والسنة على الشيعة وبات هناك معسكران، أولهما التيار الشعبى الذى يتعاطف مع كل الحركات التى تخرج عن خط "المعتدلين" والثانى هو الرسمى الذى يجلب النحس لمن يؤيده، وأصبح التيار الأول مصدراً للشرعية يمنحها لحزب الله والمعارضة اللبنانية وللمقاومة العراقية والمقاومة الفلسطينية وطبقت مبدأ "حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط" وبما أن المعارضة اللبنانية حبيبة فسوف يبلع لها الزلط ولأن الموالاة اللبنانية عدوها فسوف تتمنى لها الغلط.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة