شكلت نكبة 1948 منعطفاً تاريخيا فاصلا فى منطقة الوطن العربى. عندما شوهدت جحافل العصابات الصهيونية تجتاح المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، تطرد وتغتال أهلها وتحتل البيوت وتصادر الممتلكات، لتشكل واحدة من أهم الجرائم الإنسانية فى التاريخ. عانى من هذا حينئذ نحو 750 ألف فلسطينى، وتشكل فى المرحلة الزمنية التالية فصلا ًجديدا للصراع فى قلب الأمة العربية وخلق واقعاً مأساوياً يعانى منه ملايين الفلسطينيين فى المهجر، بعيدا عن وطنهم الأم، ورسم خريطة جديدة لوطن مقسم ومحطم.
مثلت النكبة أولى المعارك غير المتكافئة بين الكيان الإسرائيلى والعالم العربى، عندما تم احتلال ثلث العالم العربى فى عز نهار يوم واحد، ليدخل العرب بعد ذلك سلسلة من المعارك هزمت فيها الجيوش العربية على أرض مكشوفة، لتخلف وراءها واقعا أكثر مأساوية. واحتلت سيناء المصرية والجولان السورية والعقبة الأردنية. ورغم أن مصر استعادت أرضها، إلا أن الواقع على الأرض فى فلسطين والجولان المحتلتين لم يتغير، وكأن لعنة النكبة باقية بمرارتها بعد ستين عاما.
