إصدارات خاصة بمرور 60 سنة على النكبة

الخميس، 15 مايو 2008 05:41 ص
إصدارات خاصة بمرور 60 سنة على النكبة
إعداد ديرا موريس عن مجموعة من الصحف الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تحتفل فيه إسرائيل بما تسميه "عيد استقلالها" ويستعيد فيه العرب ذكرى "النكبة"، صدرت عدة كتب مترجمة إلى اللغة الفرنسية لمؤرخين إسرائيليين وباحثين فى مجال الدراسات الاجتماعية فى القدس، ولصحفيين أوروبيين، تعكس الوجه الآخر لهذا المشهد من وجهة نظر يهودية أوغربية للكتاب الذى ينتمى بعضهم إلى ما يعرف الآن "بالمؤرخين الجدد"، والذين يرون فيما قامت به إسرائيل فى 1947-1948 "تمزيق، وطرد، وتصفية عرقية" لفلسطين. فيما يلى عرض لبعض هذه الكتب التى صدرت مؤخرا.

عرب إسرائيل بين الاندماج والانفصال (دار نشر ِِAutrement )
يرى كتاب عرب إسرائيل بين الاندماج والانفصال أن الدول العربية رفضت خطة الأمم المتحدة فى 1947، التى تنص على تقسيم فلسطين إلى دولتين، فلسطينية وإسرائيلية. وقامت بعدها إسرائيل بإعلان استقلالها، مما أدى إلى قيام حرب إسرائيل التى انتهت بهجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين. وينحدر عرب إسرائيل التى يعيشون فيها الآن من الأقلية الفلسطينية التى رفضت ترك فلسطين بعد حرب 1948.

وهكذا فقد أصبح هؤلاء العرب مواطنين إسرائيليين وحصلوا على حقوق مدنية واجتماعية لا تزال "جزئية وناقصة" حتى الآن. ويحاول مؤلف الكتاب جاك بندولاك توضيح كيف واجه عرب إسرائيل التغييرات التى مر بها المجتمع الإسرائيلى منذ نشأته ويرصد مختلف مظاهر حياتهم اليومية: دراسة السكان، الهوية القومية، المجتمع، العائلة... ترسم فصول صورة حية لهؤلاء المواطنين تعكس الوضع المعقد الذى تعيشه هذه الأقليات غير اليهودية داخل مجتمع، لايزال جوهره يكمن فى الانتماء إلى الديانة اليهودية. يخلص الكاتب إلى أن عرب إسرائيل يعيشون اليوم فى وضع مزدوج، حيث لم يقم المجتمع الإسرائيلى فعليا بإدماجهم داخله، من ناحية، وهم أنفسهم لا يزالون ممزقين بين هويتهم الفلسطينية وجنسيتهم الإسرائيلية، من ناحية أخرى.. أى بين "تهويد مفروض" و"فلسطنة متزايدة".

التطهير العرقى لفلسطين (دار نشر Fayard)
فى نهاية 1947، كان عدد سكان فلسطين 2 مليون شخص تقريبا، يمثل العرب ثلثيهم، أما الثلث الآخر فهم يهود. بعد عام واحد من قرار الأمم المتحدة رقم 181 بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، سيطرت إسرائيل على 78% من فلسطين. كيف حدث ذلك فى عام واحد؟ هذا هو السؤال الذى يهدف إلى الإجابة عليه المؤرخ الإسرائيلى إيلان بابيه، المعروف بانتقاده لسياسات إسرائيل تجاه فلسطين، فى كتابه "التطهير العرقى لفلسطين".

وعلى عكس ما تسعى إسرائيل دائما إلى إثباته، وهو أن هذا الوضع ما هو إلا نتيجة "الحرب العربية الإسرائيلية الأولى"، يعيد إيلان بابى فى الكتاب تصوير ما حدث فعليا بالتفصيل ما بين عامى 1947 و1948 فى مدينة مدينة وقرية قرية فى فلسطين. يخلص بابيه فى هذا الكتاب، مستندا على وثائق تاريخية وصفحات من الجرائد، وشهادات مباشرة، إلى أن 500 قرية فلسطينية تم دكها، والعديد من المدن الفلسطينية تم إخلاؤها. مما يعنى، من وجهة نظر الكاتب، أن إسرائيل، التى أصبحت فى تلك الفترة واثقة من نفسها نتيجة تفوقها العسكرى، وسلبية الجنود البريطانيين وعجز الأمم المتحدة، قد نظمت عن طريق العنف والترهيب، "نقل" العرب المسالمين، غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم. فقد قامت بعملية تدمير عن عمد و"تطهير عرقى" لدولة فلسطين.

كيف طردت إسرائيل الفلسطينيين (دار نشر L'Atelier)
مؤلف هذا الكتاب هو دومينيك فيدال، المؤرخ والصحفى فى جريدة Le Monde diplomatique الفرنسية. وقد صدر له عدة كتب تدور حول تاريخ الشرق الأوسط، منها على سبيل المثال "خطيئة إسرائيل الأصلية"، والذى يعد كتاب "كيف طردت إسرائيل الفلسطينيين" النسخة المحدثة له. يذكر هذا الكتاب آراء "المؤرخين اليهود الجدد" التى أصبحت تؤكد من الآن فصاعدا، وبطريقة لا تدع مجالا للشك، أنه أصبح من المستحيل نفى حقيقة مؤكدة، وهى طرد إسرائيل لـ800 ألف فلسطيني من أراضيهم خلال الشهور التى أعقبت قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود.

يوضح هذا الكتاب كذلك الإسهامات التى قدمها عدد من الكتاب الإسرائيليين الذين ينتمون إلى ما يطلق عليه "مدرسة التأريخ الإسرائيلى الجديد"، التى أصبحت تمثل تهديدا قويا للمجتمع الإسرائيلى، حيث تقوم بعرض أطروحات مخالفة للصورة المثالية التى تسعى إسرائيل بكل جهدها لإعطائها للعالم، وخاصة قضية تهجير الفلسطينيين فى 1948.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة