عواصم القضية الفلسطينية

من القاهرة..إلى دمشق.. مروراً ببغداد..وأخيراً الدوحة

الأربعاء، 14 مايو 2008 02:51 ص
من القاهرة..إلى دمشق.. مروراً ببغداد..وأخيراً الدوحة
كتب احمد عليبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العواصم العربية تناوبت احتضان القضية الفلسطينية والتحدث باسمها رسميا على مدار 60 عاما، تحديداً منذ أن اكتشف الزعماء العرب الاستفادات المعنوية والمادية التى يمكن أن يجنيها البعض عند تبنى القضية حتى ولو بالميكروفونات فقط، ومن ذلك ما يسمى بالريادات أو الزعامة العربية والدور الإقليمى وغيرها.

القاهرة " الناصرية " مثلا كانت عاصمة القضية الفلسطينية طوال الخمسينيات والستينيات وحتى نكسة 1967، ومع زيارة السادات للقدس وتوقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979 انتهت الوصاية المصرية على القضية.

د. عماد جاد الخبير فى مركز دراسات بالأهرام يقول:" النظام الناصرى حتى النكسة كان يوظف هذا الموقف، وبعد ذلك انتهت المسألة وانتهى معها الرهان سواء بالنسبة للاجئين أو النظام الناصرى على العودة ثانية الى الأراضى المحتلة0 وتحول الخطاب الناصرى نفسه من التحرير إلى إزالة آثار العدوان، فبدأت تحدث هجرات أخرى إلى دول الشمال الأفريقى مثل الجزائر فضلا عن العواصم العربية الأخرى مثل دمشق وبغداد، ولكن هذا لم يحدث على نطاق واسع إلا بعد زيارة السادات للقدس فى السبعينيات وإبرام اتفاقية سلام بعد ذلك".

الأردن كان فيه نوع آخر من التوظيف للقضية، فلم يكن النظام هدفه توظيف القضية مثلما فعل النظام الناصرى فى مصر، بل كان طموحه الرئيسى هو وضع نفوذه على الضفة الغربية لأخذها فيما بعد، وبالتالى فالمسألة لم تخرج من حيز المصلحة.

دمشق "الحافظية"، نسبة إلى حافظ الأسد، تسلمت الراية عنوة من القاهرة بعد تشكيل جبهة الرفض والتصدى لمواصلة النضال بعد القاهرة، ما تبقى من سنوات السبعينيات والثمانينيات.

أما بغداد "الصدامية" (صدام حسين) وبعد تنامى نفوذها فى منطقة الخليج جراء الحرب على إيران، فقد طرحت نفسها أيضاعاصمة القضية الفلسطينية لوقت قصير نسبياً، حتى ارتكب صدام حسين جريمة غزو الكويت عام 1990، ورغم أنه تحدث عن القضية الفلسطينية طوال أيام الحصار الغربى لبغداد، إلا أنه لم يكن مقنعاً بالطبع.

عمان، العاصمة الأردنية، ظلت طوال الوقت تحاول منازعة القاهرة أو أى عاصمة أخرى التحدث باسم القضية الفلسطينية، إلا أن غرض الأردن كان توظيف القضية بهدف بسط النفوذ على الضفة الغربية، سواء فى عهد العاهل الراحل الملك حسين بن طلال أو ابنه الملك عبد الله الثانى.

الدوحة والرياض وصنعاء، رغم البعد الجغرافى، إلا أن أنهم استمروا على مقربة من القضية الفلسطينية، يتصاعد دورهم حينا ويخفت حيناً آخر بحسب المناسبات والظروف والسياسات التى تمر بها كل عاصمة من هذه العواصم، يطلقون مبادرات السلام ويرعون مصالحات فلسطينية.

د. سمر البرغوثى أستاذة العلاقات السياسية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة تقول: "فى الوقت الراهن هناك حالة من التنافس بين بعض الدول العربية فى إطار توظيف القضية لغاياتها السياسية، كطموح لدور إقليمى مثل السعودية وقطر وإرساء لمكاسب شعبية نظرا لتعاطف غالبية الجماهير العربية مع الشعب الفلسطينى فى الشتات. ولا يمكن أن نطلق على هذا متاجرة بالقضية ولكنه توظيف لكسب مصداقية وشرعية".

فى حين يرى د.عماد جاد الخبير الاستراتيجى أنه بالنسبة لقطر والسعودية، فالمسألة كانت موجودة طوال الوقت ولكنها فى الآونة الأخيرة بدأت تتغير باختلاف المواقف السياسية للدول، خاصة أن هناك عملية تحول فى الفكرة والهدف سواء بالنسبة لنظامى الدولتين أو بالنسبة للاجئين. الدولتان تقومان على المستويين الرسمى والشعبى بدعم القضية الفلسطينية والمفاوضات الخاصة بها، ومن ناحية ثانية الحالة الاقتصادية لهذه الدول (دول الخليج عموما) تجعل اللاجئين أكثر محاولة للبقاء فيها، خاصة مع عدم وجود أفق إيجابى على المدى القريب فيما يخص حق العودة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة