استمعت محكمة ميلانو الإيطالية فى أولى جلسات قضية اختطاف أبو عمر المصرى إلى شهادة " أم محمد" زوجة أبوعمر، بعد رفض المحكمة فى أول الجلسة طلب هيئة دفاع الحكومة الإيطالية لوقف المحاكمة بدعوى أنها تدخل فى نطاق السيادة الوطنية وأسرار الدولة التى لا يجب مناقشتها وعدم مراجعتها أمام المحاكم، حيث أكدت المحكمة فى بداية الجلسة أن الدستور الإيطالى يسمح بمناقشة ومراجعة مثل هذه القضايا من منطلق حمايته للحريات وأمن الأفراد المقيمين على الأراضى الإيطالية. وكشف منتصر الزيات محامى أبو عمر – فى اتصال هاتفى مع اليوم السابع من إيطاليا- أن زوجة أبو عمر كشفت فى شهادتها أمام هيئة المحكمة - التى استمرت لأكثر من ساعة - تفاصيل اختطافه وتعذيبه فى مصر وجميع الوقائع التى مرت به حتى انتهى به المقام للإقامة الجبرية فى مصر.
وقال الزيات إن دفاع الحكومة الإيطالية طلب تأجيل الجلسات لحين الاطلاع على المستندات والملفات التى تضمنتها أوراق القضية والتى تضم ملفا كاملا عن تفاصيل واقعة اختطاف أبو عمر، وأهمها رسالته التى سربها إلى مصر خلال فترة احتجازه فى إيطاليا، وكذلك رد النيابة الألمانية عن عبور الطائرة التى حملت أبو عمر إلى خارج إيطاليا بها، ومستندات كثيرة لوقائع وشرائط وشهادات للذين رافقوا وتابعوا عملية الاختطاف.
وأكد منتصر الزيات محامى أبو عمر لليوم السابع أنه كشف للمحكمة أن أبو عمرتم اقتياده إلى قاعدة" أفينو " الجوية قرب مدينة البندقية إثر اختطافه من ميلانو، ومنها إلى قاعدة رامستين جنوبى ألمانيا، قبل أن يتم التوجه به إلى مصر للتحقيق. واعتبر الادعاء الإيطالى فى منتصف عام 2006 أن أبو عمر "تعرض للاختطاف" من شوارع مدينة ميلانو فى فبراير2003، من قبل عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بمساعدة عناصر إيطالية، وفى مطلع مارس من العام الماضى كشفت السلطات الإيطالية الأسبوع الماضى أسماء 25 شخصاً من عملاء المخابرات الأمريكية المفترضين، بينهم مقدم فى سلاح الجو الأمريكى، يشتبه بضلوعهم فى العملية.
وكانت المحاكمة الخاصة بقضية "أبو عمر" المصرى قد بدأت فى ميلانو فى يونيو الماضي. وافق القاضى أوسكار ماجى على طلب هيئة الدفاع للاستماع إلى شهادة كل من رومانو برودى و سيلفيو برلسكونى بصفتهما رئيسى وزراء إيطاليا ، كما وافق القاضى كذلك على الاستماع لشهادات وزراء الدفاع فى تلك المرحلة وكذلك الأمناء العامين لرئاسة الوزراء المكلفين بملف الاستخبارات، أى كل من جانى ليتا وانريكو ميكيل، وذكر الزيات أن المحكمة ستواصل الاستماع إلى شهادة أم محمد ومناقشتها، كما ستستمع إلى نيكولا بولارى رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإيطالية السابق والذى يعد عنصرا رئيسيا لكشف مدى تورط 9 أفراد من المخابرات الإيطالية و26 من المخابرات الأمريكية فى اختطاف أبو عمر وترحيله .
وقال الزيات إن المحكمة ستستمع إلى بولارى فى عدة جلسات قادمة، كما تتابع الاستماع فى الجلسات القادمة لشهادات شخصيات إيطالية هامة وعلى رأسها رئيس جهاز المخابرات إلا أن المحكمة لم تقرر بعد الرد على طلب محامى بولارى لاستدعاء رئيس الحكومة الحالى سلفيو بيرلسكونى ورئيس الوزراء السابق رومان برودى للإدلاء بشهادتيهما حول واقعة اختطاف أبو عمر، كما تستمع المحكمة أيضا إلى شهادة أبوعماد المصرى مسئول المعهد الثقافى الإسلامى فى ميلانو. طلب أبو عمر تعويضا ماليا قدره 20 مليون يورو عن الأضرار التى سببتها الحكومة الإيطالية والمخابرات والأمريكية له ولأسرته.
أبو عمر المصرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة