الأزمة اللبنانية لا تخص لبنان وحدها، لكنها هم عربى وتؤثر على كل البلاد العربية من المحيط إلى الخليج. هكذا اتفق السياسيون والحزبيون فى مصر على توصيف الوضع الحالى للبنان، ولكنهم اختلفوا حول الحل.
أحمد حسن الأمين العام للحزب العربى الناصرى أعرب عن انزعاجه من استقواء حكومة السنيورة بالإدارة الأمريكية، فى حين يأخذ حزب الله موقع المدافع عن لبنان والمقاومة ،محذراً من تطور الأزمة لتطول المنطقة كلها وليس لبنان فقط فى ظل تقاطع الكثير من مصالح الدول العربية والقوى الإقليمية والدولية فى لبنان، وطالب حسن جامعة الدول العربية بالتدخل الفورى لوقف احتمالية الحرب الأهلية، فى إطار التوافق والحوار وليس من باب فرض الرأى أو استخدام القوى فى حل القضية .
عباس الطرابيلى عضو الهيئة لحزب الوفد يرفض محاولة حسن نصر الله إقامة دولة داخل الدولة، وهذا مرفوض لبنانياً وإقليمياً ودولياً، كما أن نصر الله يريد إعادة تقسيم السلطة مرة أخرى لتحقيق مكاسب أكبر للشيعة على حساب القوى الأخرى.
حلمى سالم أحد المتنازعين على رئاسة حزب الأحرار أبدى تخوفه من انعكاس هذه الأوضاع على الأمة العربية وأن يتكرر سيناريو العراق مرة أخرى واستنجاد أحد الأطراف بأمريكا.
الدكتور محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان ينفى أن يكون ما يحدث فى لبنان صراع طائفى، فكلا الجانبين – الموالاة والمعارضة – يضمون أطياف الشعب اللبنانى من سنة وشيعة ومسيحيين و دروز، واعتبر الأزمة اللبنانية الآن استهداف أمريكى صهيونى ضمن خطتهما للمنطقة كلها. ومع ذلك طالب مرسى جميع الأطراف بما فيها الموالاة للحوار حتى لا تضعف لبنان. وأعرب مرسى عن عدم تفاؤله حيال اجتماع وزراء الخارجية العرب ومحاولات الجامعة العربية للتوسط لأن الحكام العرب منقسمون حسب مصالحهم الضيقة.
د.ناجح إبراهيم المتحدث باسم الجماعة الإسلامية يعتبر أن ما فعله حزب الله هو استلاب للسلطة لصالحه هو وإيران وسوريا. وتحويل الدولة إلى طوائف وشيع متناحرة، أى حرب أهلية. وأكد إبراهيم أن غياب الدولة فى لبنان فتح الباب إلى استخدام كل طائفة سلاحها الخاص بعد أن أعطى حزب الله الدرس للجميع فى أن السلاح هو الحل فى الخلافات وليس الحوار .
د. جورجيت قلينى عضو البرلمان وعضو الحزب الوطنى ترى أن نصر الله يشهر سلاحه فى وجه اللبنانيين ولذلك فقد مصداقيته شعبياً. وتقترح تدخل عربى حاسم فى مواجهة النفوذ الإيرانى القوى.
نبيل لوقا بباوى وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشورى وعضو الحزب الوطنى متشائم ولا يرى إمكانية حل فى المدى القريب فقرار كل الفرقاء، موالاة أو معارضة، بأيدى خارجية من السعودية وسوريا إلى فرنسا وأمريكا وكل طائفة لها مصالح مختلفة مع دولة مختلفة وكلاً منهم يدير المعركة حسب توجهاته.
بباوى يتذكر الحرب الأهلية الماضية ويتوقع تكرارها بشكل أعنف، فالمشكلة هى مستنقع الطائفية والخروج منه صعب. والدول العربية لن تفعل شيئاً، فالأمر فى رأيه أكبر منها، فهناك مصالح دولية تفرض نفسها على الجميع.
حسين عبد الرازق الأمين العام السابق لحزب التجمع يرى أنه من الصعوبة الآن رسم سيناريو لما ستتطور إليه الأحداث فى الساحة اللبنانية لأن اللاعبين على الساحة الداخلية ليسوا هم القوى المحلية فقط بل قوى إقليمية وعربية ودولية تدفع الأحداث فى اتجاهات مختلفة ومتناقضة.
وأوضح عبد الرازق أن حزب الله الذى كان يتمتع بتأييد داخل وخارج لبنان لمقاومته وحربه ضد الاحتلال أخطأ الحسابات هذه المرة عندما استخدم السلاح فى صراع داخلى وحاول أن يفرض هيمنته فى الداخل بعيداً عن التوافق وتجاهل لوجود الدولة ومؤسساتها، وطالب عبد الرازق الدول العربية والجامعة العربية أن تبذل جهداً حقيقياً للتوصل إلى حل، لكنه استبعد أن يصل العرب إلى حل الآن وذلك لتورط العديد من الأطراف العربية سواء مع حزب الله أو مع الموالاة ومن وراء هذه القوى العربية هناك القوى الإقليمية والدولية .
ووصف عبد الرازق الوضع بأنه مأساة لأنه تصفية حسابات إقليمية ودولية ومحاولة لترجيح كفة الصراع بين أمريكا وإيران وإسرائيل وسوريا وكل هذه الأطراف تقاتل الأراضى اللبنانية .
الناصرى يدين السنيورة والوفد يهاجم نصر الله
القوى السياسية اتفقت على التوصيف .. واختلفت على الحلول للأزمة اللبنانية
الإثنين، 12 مايو 2008 04:26 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة