بعد مائتى عام..

الحملة الفرنسية تثير الخلاف بين المؤرخين

الإثنين، 12 مايو 2008 09:44 م
الحملة الفرنسية تثير الخلاف بين المؤرخين تصوير ماهر اسكندر
كتب أحمد العطار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظم المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع جمعية التاريخية ندوة لمناقشة كتاب " مائتى عام على الحملة الفرنسية.. رؤية مصرية"، الصادر عن الجمعية، والذى حرره الباحث ناصر إبراهيم. استمرت الندوة ليومين، الأحد والاثنين الماضيين، وشارك فيها العديد من باحثى التاريخ.. الجلسة الافتتاحية للندوة أدارتها د.نيللى حنا، وتحدث فيها محرر الكتاب عن الفكرة التى دفعته لتحرير مادة الكتاب، والتى جاءت انطلاقا من مؤتمر نظمته الجمعية التاريخية عام 1998 بمناسبة مرور 200 عام على الحملة الفرنسية، حيث قام "المحرر" بجمع المادة العلمية للمؤتمر إلى جانب عدد من الدراسات التى تقدم بها دارسو الماجستير والدكتوراه إلى الجامعات المصرية عن الحملة الفرنسية.

لا يعتبر الكتاب تمجيداً فى الاحتلال، فإذا كانت الحملة قد جلبت ضمن رجالها العلماء، فلابد ألا ننسى أن العلماء جاءوا ضمن قوات احتلال..وهو ما أوضحته د.أمينة البندارى، كما ركز محرر الكتاب على نفس المعنى فى كلمته، والذى أوضح فيها أن الكتاب يتناول الحملة الفرنسية ليس بوصفها " استعمارا إيجابيا أو مشروعا تنويريا"، بل إن " ناصر" ينفى وجود فراغ ثقافى وعلمى بمصر فى فترة ما قبل الحملة.

وخلال أعمال الندوة طالبت د.نيللى حنا من المشاركين عدم القيام بدور " المُقيم "، وذلك بألا يحاولوا وضع الحملة فى الميزان، وعلقت "حنا" على أحد أسئلة المشاركين حول الإيجابيات والسلبيات فى الحملة بقولها:" الحديث عن الحملة لا يمكن الجزم فيه بكونها حسنة أم سيئة.. نحن ندرس حالة من التغيير الشامل حدثت بالمنطقة خلال وبعد الحملة".

ومن جانبه تحدث د. سامى سليمان عن الأبعاد الثقافية للحملة، واعتبر سامى، مستندا إلى آراء العديد من الكتّاب منهم جرجى زيدان، أن الأدب العربى الحديث بدأ مع الحملة الفرنسية، كما تحدث سليمان عن اللغة التى استخدمها الفرنسيون فى منشوراتهم وأوامرهم للشعب المصرى من واقع الوثائق والبيانات المكتوبة وقد أشار إلى أن اللغة كانت مزيجا بين الفصحى والعامية، ويضيف سليمان أن أغلب البيانات الفرنسية التى وجهت إلى المصريين فى فترة الحملة كانت مكتوبة بلغة وسيطة تجمع بين الفصحى واللغة الحياتية، وهذه اللغة ظهرت فيما بعد بالعديد من الأعمال الأدبية المصرية التى كتبت بعد نهاية الحملة الفرنسية.

كما تناول سليمان لوحات الفرنسيين التى جسدت بعض أحداث ومشاهد الحملة الفرنسية، فحسبما وصفها سليمان فقد حفلت هذه اللوحات بالمثير من المبالغات، وقد أضفى فنانو فرنسا صفات القوة والبأس على الجانب الفرنسى على حساب الجانب المصرى، وأضاف سليمان:" من المفارقات أن بعض هذه اللوحات رسمها فنانون فرنسيون لم يزوروا مصر من قبل، ولم يشاهدوا بأعينهم أحداث الحملة..أى أنهم اعتمدوا فى لوحاتهم على السمع، بالطبع، من الجانب الفرنسى".

"يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف"..هكذا وصف " الجبرتى" المتفجرات التى استخدمها الفرنسيون، وهذا الوصف يعبر عن الفروق الحضارية الواسعة بين مصر وفرنسا خلال توقيت الحملة، ولكن د. عبد المنعم الجميعى نفى وجود فروق حضارية واسعة بين الجانبين، بل إن " الجبرتى" نفسه سجل محاولات المصريين لدراسة تركيب الأحماض، وكيفية صناعة القنابل، كما أن الجبرتى سجل زياراته للمجمع العلمى، الذى أقامه الفرنسيون بمصر.

ومن جانبها تحدثت د. ليلى عنان حول الغرض من الحملة الفرنسية، حيث قالت إن صاحب فكرة الحملة على مصر لم يكن "نابليون بونابرت"، بل كان " دالييره"، وزير خارجية فرنسا وقتها، وكانت من أسباب اختياره لمصر أنها " قريبة"، و"غنية" لوجود القمح، وبعد ذلك تساءلت " عنان":" هل يمكننا أن نقول إنهم جاءوا ليمدنوا مصر؟". التعليقات التى سادت بين حضور الندوة خلال اليومين بدت وكأنها "قعدات دردشة".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة