هو واحد من أكبر خبراء الموارد المائية وشارك فى العديد من المشروعات الدولية أهمها البرنامج الإغاثى للأمم المتحدة.. له رؤية رصينة فى تناول قضايانا المائية وآثارها خاصة مع تزايد مشكلات المياه إلى جانب ندرتها.. كل ذلك دعانا إلى إجراء حوار مع دكتور أحمد فوزى دياب.
فى إحدى دراساتك ذكرت أن مياه الصرف مسؤلة عن 70%من تلوث مياه الشرب فى مصر كيف ؟
بسبب سوء تصميم الشبكات، أضف إلى ذلك أن شبكات الصرف الصحى لا يوجد لها خرائط هندسية للتعرف على أماكن تواجدها وأقطارها ولا أعماقها وما يحدث أحيانا من انفجار مواسير الشرب يؤدى إلى تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف إليها. أضف إلى ذلك أن مياه الصرف الصحى التى تتم معالجتها فى بعض المحطات لا تتم وفقا لمعاير صحيحة وذلك لأن كمية المياه أكبر من قدرة استيعاب هذه المحطات وهناك مشكلة أكبر من ذلك مرتبطة بعدم مراعاة التوسعات العمرانية.
يثار أحيانا أن المواد الكيميائية يتم استخدامها بنسب تتجاوز الحد المسموح به ما تعليقك ؟
المسألة هنا تخضع لبعض المعايير، فنسبة تلوث المياه هى التى تحدد الكميات اللازمة من المواد المعالجة وذلك على الرغم من أن كثيرا من دول العالم لا تستخدم ما نستخدمه من مواد كيميائية فى المعالجة لأنها تعتمد على مواد طبيعية فى عمليات المعالجة والتنقية، وفى بعض الدول يتم استخدام الأوزون فى معالجة مياه الشرب الذى يضمن القضاء على كافة ملوثات مياه الشرب بشكل كبير.
هل ترى أن هناك قصورا فى قطاع مياه الشرب فى مصر؟
بلا شك هناك قصور فى هذا القطاع فأنت عندما يصل استهلاكك إلى 8 مليارات متر مكعب سنويا يذهب 80% منها إلى الصرف الصحي. ونسبة كبيرة من المياه التى تكلفت ملايين الجنيهات لمعالجتها تتسرب إلى باطن الأرض ، بسبب شبكات المياه المتهالكة الأمرالذى يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، أضف إلى ذلك أنك لن تستطيع الاستفادة من هذه المياه المتسربة بسبب تلوث المياه الجوفية .
هل نحن فى حاجة لإنشاء إدارة مستقلة لإدارة المياه ؟
انظر إلى الوضع الحالى للجهات التى تدير المياه فى مصر ستجد أن هناك وزارة الرى والموارد المائية، ووزارة الإسكان والمرافق، ووزارة التنمية المحلية، وشرطة المسطحات المائية، ووزارة البيئة وقد يصل الأمر أحيانا إلى التضارب بين هذه الجهات وكل جهة لها نظام خاص بها فى التعامل مع المياه .
ولكن وزارة الإسكان تعد قانونا خاصا بقطاع مياه الشرب حاليا..
المشكلة ليست فى وضع قانون وإنما فى تعدد الجهات، فربما مستقبلا تضع وزارة الرى قانونا جديدا وكذلك باقى الجهات تقوم هى الأخرى بإعداد قوانين مما يؤدى إلى استمرارالتضارب، لذلك فإن إنشاء هيئة مستقلة تكون مسئولة عن المياه سيساهم كثيرا فى إيجاد حلول فورية بدلا من الانتظار سنوات لحل مشكلة قد تتطلب التدخل الحاسم .
إلى أى مدى وصلت العلاقة بين مصر ودول حوض النيل ؟
للأسف هذه العلاقة حاليا قاصرة على المستوى الرسمى أو الدبلوماسى وينبغى علينا أن نحاول أن نغير هذا المفهوم السائد حاليا وأن نستعيد العلاقات الشعبية مع دول حوض النيل ، لأن الشعوب أحيانا هى التى تصنع القرارات وإذا رجعنا بالتاريخ سنجد أن مصر لم يكن اهتمامها قاصرا على دول الحوض فقط وإنما كانت تهتم أيضا بعلاقتها بالقبائل الأفريقية.
كيف نصل إلى هذا الوضع ؟
فى مجال المياه تحديدا ينبغى إتاحة الفرصة لتدريب أبناء دول حوض النيل فى المراكز البحثية المصرية، فأنت مطالب بهذا ليس بوازع إنسانى فقط وإنما بهدف حماية مصالحك وأمنك القومى المرتبط بالمياه فى هذه الدول لأنك إن لم تفعل هذا هناك من سيفعله .
تقصد من ؟
من يحتاج إلى مياه النيل
ماحقيقة خط أنابيب المياه المزمع مده من النيل فى السودان إلى السعودية ؟
بالفعل هناك كلام تردد فى هذا الشأن خاصة أن المملكة العربية السعودية تنفق مبالغ ضخمة لنظام تحلية ماء البحر الذى تعتمد عليه بشكل كبير، خاصة أن تكلفة نقل مياه النيل إلى السعودية عن طريق أنابيب لن تزيد عن 160قرشا وهو مبلغ أقل بكثير مقارنتا بتكلفة تحلية مياه البحر.
هل معنى كلامك هذا، أن نظام مد أنابيب مياه أفضل من شق الترع والقنوات؟
بالتأكيد أفضل لعدة أسباب منها الحفاظ على كمية المياه من عوامل البخر والمساحة الشاسعة التى يتم استقطاعها لشق هذه الترع، وهناك أيضا تكلفة تطهير هذه المجارى وكمية الفاقد من المياه التى تتسرب إلى باطن الأرض.
كثر الحديث مؤخرا عن دخول مصر حزام الفقر المائى فما رأيك؟
ببساطة ودون أن ندخل فى حسابات حالية ومستقبلية انظر أولا إلى كمية المياه المهدرة بشكل "رسمي" وتخيل أنك تمسك فى يدك زجاجة ماء محددة الكمية ستجد أن طريقة استهلاكك لها هى التى تحدد أين نحن من الفقر المائى ومن المتسبب فيه .
هل تقصد وزارة الرى ؟
لاتعليق
إلى أى مدى وصلت المطامع الإسرائيلية فى مياه النيل ؟
قلت فى بداية الحوارإنك لن تتطرق إلى السياسة .
عفوا ولكنك عضو فى أكثر من جهة دولية كما أنك خبير موارد مائية لدى الأمم المتحدة وأنا لا أقصد بسؤالى ترعة السلام ؟
إسرائيل فقيرة فى الموارد المائية وكان لديها أمل كبير جدا فى المياه التركية ولكن ماحدث فى لبنان جعلها تعيد حساباتها مرة أخرى، فالذى تستطيع أن تحققه بالسلم أفضل بكثير من الذى تحققه بالحرب .
أمريكا تقوم بإنشاء قيادة مركزية لها فى إثيوبيا أكبر مصادر مياه النيل ما تعليقك ؟
أنا خبير مياه فقط.
دياب: قصور فى استغلا ل مياه الشرب.. ومياه الصرف تتسرب إليها
الأحد، 11 مايو 2008 11:25 م
دكتور أحمد فوزى دياب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة