فسروا الإنقلاب المفاجئ لـ"حزب الله"

خبراء مصريون: نصر الله يمارس سياسة "حافة الهاوية"

الأحد، 11 مايو 2008 09:40 ص
خبراء مصريون: نصر الله يمارس سياسة "حافة الهاوية"
كتب أحمد عليبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لبنان لا يتخذ قراره من الداخل، وأزمته الراهنة قيد التدويل".. هكذا أجمعت القوى السياسية المتناحرة فى لبنان، ففريق السلطة بكل أحزابه وتياراته استنجد بالقوى الدولية والعربية "المعتدلة" لإنقاذ بيروت من "احتلال حزب الله" فى مقابل إعلان سوريا وإيران أن "الأمر محض شأن داخلى لا علاقة لهما به"، وذلك وفقاً لما قاله الرئيس بشار الأسد فى لقاءين متتالين أحدهما مع أمير قطر الشيخ حمد بن خلفية آل ثانى، والثانى مع وزير الخارجية البحرينى خالد بن أحمد آل خلفيه. وهو الخطاب السياسى نفسه الذى روجت له الآلة الإعلامية الإيرانية.
فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية قال: "سوريا هى الشقيقة مهما زادت فى ظلمها للبنان"، وذلك رداً على ما قاله الرئيس الأسد.
د. محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، يرى أن تصريحات الأسد ودأبه على تكرار أن ما يحدث فى لبنان شأن داخلى كلام غير حقيقى ولا أساس له من الصحة, ويطرح للاستهلاك المحلى والشواهد على الأرض تقول بهذا, وحزب الله لا يزال يتلقى الأموال والسلاح والمساعدات اللوجستية من سوريا. وعلى الجانب الآخر لو قررت سوريا تحجيم الحزب, ستحجمه ولكنها لا تريد هذا فى الوقت الراهن.
الموقف الإيرانى لا يختلف كثيراً عن نظيره السورى, بل هناك تطابق واضح بين الموقفين، فإيران هى الأخرى تعلن أن الموقف فى لبنان شأن داخلى لا علاقة لها به, فى الوقت الذى يرى فريق السلطة أن إيران فى بؤرة المشهد, وهو ما أكده أحمد فتفت وزير الشباب والرياضة فى الحكومة اللبنانية قائلاً: "إيران حاضرة فى قلب الأحداث اللبنانية ولا يمكن تغافل الدور الذى تلعبه وهم لا يريدون فقط فرض ثقافة ولاية الفقيه بل يريدون فرض نظام الفقيه نفسه".
الباحث فى الشئون الإيرانية محمد عباس ناجى، يرى من جانبه أن موقف إيران الرسمى, القائل إن المسألة "محض أزمة داخلية ولا علاقة لها بهذا الموضوع"، يجافى الحقيقة التى يقولها الواقع، إيران تدعم الآن كل قوى المعارضة وليس حزب الله فقط، فهى تدعم مجموعة "8 آذار" وحركة "أمل"، فضلاً عن الدعم التسليحى الراهن والأموال، بالإضافة إلى ما سبق وقدمته منذ عقود واستمرت تقدمه حتى الآن، بالإضافة إلى أن شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله والتى هى أحد أسباب تفجير الأزمة هى إحدى أدوات الدعم الإيرانى لحزب الله، فإيران هى التى قدمتها للحزب. ويعتبرها حزب الله أحد أسلحة المقاومة الخاصة به. عكاشة يضيف: حزب الله مارس فى هذه الأزمة سياسة "حافة الهاوية", لكن دون الانزلاق تماماً فى هذه الهاوية, ليس هو وحده ولكن جميع الفرقاء اللبنانيين.
على الجانب الإسرائيلى تمثل الأحداث الجارية نوعاً من الانفراجة لمحور أعوان المعارضة اللبنانية، مما يجعل مواقفها تتشابه إلى حد كبير، وفق رؤية عدد من الخبراء، الذين اتفقوا على أن الهدف من ذلك هو تحويل الأنظار عن ملفات معقدة ومتشابكة فى الداخل تتوازى مع ضغوط خارجية، منها رفع يد سوريا عن لبنان يجعلها تدخل فى مفاوضات تسوية مع إسرائيل، وكذلك إيران التى يحتمل أن توجه إليها ضربة أمريكية وعليها ضغوط أمريكية بسبب الملف النووى تريد تحويل الأنظار إلى لبنان، وفى هذا الصدد يرى د. محمد السيد سعيد أن "الحاصل هو نوع من تفجير مبكر للصراع، حيث كنا نتخيل أن ما يحدث الآن سيسبقه ضربة أمريكية على إيران".
لكن الواضح الآن أن هناك محاولة لتغيير الوضع الخاص بلبنان لتغيير دفة الأمور، فالمدهش فى الموقف السورى هو التبكير فى التسوية مع إسرائيل من خلال المفاوضات معها على الجولان، ويبدو أن السوريين وهم يعلنون التفاوض مع إسرائيل قرروا فرض أمر واقع فى لبنان يختلف عن الموقف السابق وهو مسألة الدور الإقليمى أو نوع من المباركة للدور السورى فى لبنان. وأقرب تفسير لذلك هو إعلان سوريا أنها ستتفاوض مع إسرائيل فى هذا الصدد.
ربما يكون أحد التفسيرات الأخرى أن السوريين متحسبون للضربة الأمريكية على إيران وبالتالى يأخذون هم المبادرة بحسم الموقف فى داخل لبنان على النحو الذى نشاهده.
فى مقابل ذلك يرى عكاشة أن المفاوضات السورية الإسرائيلية توجد القضية اللبنانية فى قلبها, وأن ما يحدث فقط نوع من المناورات من كل الأطراف لاستغلال الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع ويقول: لا أحد يستطيع الآن أن يجازف بالدخول فى مفاوضات سلام حقيقية على المسار السورى ـ الإسرائيلى، فكلا الطرفين لديهما مشكلات فى الداخل.
رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت يواجه اتهامات بالفساد وعليه ضغوط أخرى بالنسبة للمسار الفلسطينى فأراد أن يضع مساراً موازياً، هو السلام مع سوريا ويتفق ذلك مع هوى اليسار الإسرائيلى الذى يرفع من شعبيته ولكنه يعلم أن الأمر غير جدى فى الحقيقة لأنه لن يقدم جديداً على هذا المسار أكثر مما قدم من قبل, والولايات المتحدة ترفض الأمر نفسه ولا تؤيده، الأمر نفسه السوريون أيضاً يواجهون ضغوطاً على المسار اللبنانى ويريدون أن يفتحوا مساراً آخر لا يزايد أحد عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة