سيطر الصراع الدائر فى لبنان على مجلس الشورى أمس، حيث انحاز أعضاء المجلس والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية إلى جانب حكومة فؤاد السنيورة فى مواجهة تيار المقاومة بقيادة حزب الله. وقال شهاب إنه حسب معلومات قدمتها له وزارة الخارجية المصرية فإن رئيس وزراء لبنان فؤاد السينورة عند زيارته لمصر فى الأسبوع الأول من أبريل الماضى، قدم لوزارة الخارجية المصرية خريطة تكشف وجود شبكة اتصالات لحزب الله فى جميع أنحاء لبنان، بما يشكل تهديداً لكيان الحكومة.
وأضاف شهاب أن الزعيم السورى وليد جنبلاط كان مقرراً له أن يقوم بزيارة لمصر يوم 5 مايو الماضى، وكان مقرراً أن يلتقى بوزير الخارجية ومدير المخابرات المصرية، فى إطار استقبال مصر لجميع الزعامات اللبنانية وآخرهم نبيه برى رئيس البرلمان اللبنانى. وأشار شهاب إلى أن جنبلاط حين كان يستعد لزيارة مصر انتابته شكوك من وجود مخطط لاغتياله فى مطار بيروت من خلال شبكة الاتصالات، ولذلك فضل البقاء فى لبنان وأرسل النائب أكرم شهيب للقاهرة بدلاً منه، وعقد جنبلاط مؤتمرا صحفيا فى 3 مايو، كشف فيه عن وجود شبكة اتصالات خاصة بحزب الله، تعمل بعيداً عن سلطة الدولة، وأنها تشمل وجود كاميرات فى مطار بيروت لمراقبة المهبط الذى تسافر منه جميع الشخصيات المنتمية لتيار الأكثرية مثل سعد الحريرى ووليد جنبلاط، وهو المهبط نفسه الذى يستقبل الطائرات العسكرية التى تصل لمطار بيروت. وأضاف شهاب أن مجلس الوزراء اللبنانى عقد اجتماعاً قرر فيه اعتبار شبكة اتصالات حزب الله تهديداً لأمن الدولة.
وأوضح شهاب أن هذه القرارات اعتبرها حزب الله بمثابة تحد له، متهما قيادات حزب الله بالاعتداء على الأحياء السكنية وتكسير المحال يومى 8 و 9 مايو، واستهداف تيار المستقل وخصوصاً زعيمه محمد الحريرى، حيث تم توجيه صاروخ لمنزله وصواريخ أخرى لمنازل أنصاره. وقال شهاب إن حزب الله اعتدى على بيروت بينما ترك المناطق السنية والدرزية فى كل لبنان، لأن هذه المناطق مسلحة بصورة تمكنها من مواجهة الاعتداء، وهاجم شهاب أغلب النواب الذين دافعوا عن حزب الله.
وقال رفعت السعيد عضو المجلس ورئيس حزب التجمع إن الغطاء قد انكشف وإن من علقوا آمالهم بالطرف الإيرانى قد علقت على وهم، حيث كانوا يقولون إن السلاح لحماية الوطن ثم تبين أنه لصالح إيران، وكانوا يقولون إن عدوهم هو إسرائيل وأمريكا والآن يعتبرون الوطن عدوا يجب تدميره. ووصف السعيد سلاح حزب الله بالطائش المجنون. وقال وزير الخارجية السابق أحمد ماهر: نحن نشعر بالأسى لما يجرى فى العالم العربى، وما جرى فى لبنان مؤخراً كشف عن هشاشة السلطة، ويجب أن يدرك اللبنانيون أن ما يجرى سينتهى بلا غالب ولا مغلوب.
ومن جانبه قال النائب صلاح الديب: إننى أقول لحسن نصر الله إننى أنظر لك كـ "قزم" يجب أن يداس تحت الأقدام، وحذر سوريا من مصير صدام حسين. واعترض رئيس المجلس صفوت الشريف على كلام الديب، وقال: لابد من الموضوعية فى الكلام واختيار المفردات اللائقة من اللغة واستخدامها الاستخدام الأمثل. وأوضح النائب محمد الضبع أن ما يجرى فى لبنان يشبه ما يجرى فى غزة، وأكد أن سوريا تقف وراء كل ما يجرى فى لبنان.
وعلى عكس أغلب النواب اعترض عبدالسلام موسى على توجيه الشتائم إلى أى من الزعامات اللبنانية، وقال إن أغلب زعماء تيار الأكثرية موالون لإسرائيل وإن سمير جعجع قد تم تدريب مليشياته فى إسرائيل. وأصدر المجلس بياناً أدان فيه ما وصفه بالسياسات الانقلابية ضد الشرعية ودعا البيان إلى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة