المدونات..التطور الطبيعى للوسائل الإعلامية "الساقعة"

السبت، 10 مايو 2008 10:46 ص
المدونات..التطور الطبيعى للوسائل الإعلامية "الساقعة" إسراء أشهر فتايات "الفيس بوك" -صورة ارشيفية -AFP
كتب أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"المدونون هل يصبحون بديلاً عن الحركات السياسية والأحزاب؟ وهل يستطيعون تحريك المجتمع المصرى وخلق بديل سياسى ثالث خلافاً للحزب الوطنى والإخوان؟ "هذه الأسئلة المهمة حاول منتدى الشرق الأوسط للحريات الإجابة عنها فى الندوة التى نظمها أمس الأول.
من جانبه تمنى مجدى خليل رئيس المنتدى أن تكون حركة التدوين حركة تغيير حقيقية، وأن تكون لدى المدونين رؤية واضحة للتغيير، وليسوا مجرد شباب يرسل أخبارا ودعوات من قبيل الدردشة فقط.

وأوضحت نورا يونس، الصحفية بجريدة "واشنطن بوست" وواحدة من أشهر المدونين المصريين، أن التدوين ظاهرة طبيعية لتطور حركات الاحتجاج، مؤكدة أن المدونات تمثل ظاهرة إعلامية بديلة، وكشفت أن الشباب فى إضراب 6 أبريل طبعوا أوراقاً ودعوات ووزعوها فى وسائل المواصلات، أما البنات فقد اشترين الإسبراى وكتبن إعلانات على الحوائط، حيث هناك تحدٍ يتمثل فى كيفية الانتقال بالإضراب من أمام شاشات الكمبيوتر إلى الشارع.

وقالت نورا إن "أجمل ما فى الإضراب هو إدماج أفراد غير مسيسين فى العمل السياسى، وإن الحركات الاحتجاجية تكتسب تطورات جديدة"، وأوضحت نورا وجود خطط بسيطة بديلة لاستخدامها من قبل المدونين فى حالة قيام "الأمن" بضرب أو إغلاق المدونات أو المواقع والجروبات أهمها "PACKUP" وهو عبارة عن حفظ وإعادة بث الأخبار، وأضافت أن حجم مستخدمى الإنترنت فى مصر يبلغ حوالى 8 ملايين مستخدم، وكشفت أن عدد المشاركين فى إضراب 6 أبريل من شباب "الفيس بوك" بلغ 70 ألف مروج نجحوا فى نقل الدعوة إلى التاكسى والجامعة والنادى والمدرسة.

وقالت إن الإخوان المسلمين لم يتعاملوا مع إضراب 6 أبريل وتعاملوا مع إضراب 4 مايو باستعلاء أصابهم بالدهشة، وحول تساؤل طرح نفسه عمن يحاسب المدونين إذا أشاعوا أخباراً كاذبة، قالت إن فكرة المحاسبة تلقائية والجمهور يثق فى المدونات من خلال المصداقية التى يتعاملون بها على مدوناتهم، مؤكدة أن مصر لا يوجد بها حرية تعبير بل بها حرية دفع الثمن وحرية تقرير المصير، وأشارت إلى صعوبة التحدث مع النظام وإلى أن ما حدث من حوارات سابقة أكد أنه "حوار طرشان"، وأكدت نورا أنه من غير المجدى انضمام المدونين إلى تنظيمات سياسية أو حزبية لأن هذا معناه حصر الحركة ومنعها من النمو، وأبدت سعادتها وتفاؤلها بمستقبل حركات الاحتجاج فى مصر. واختتمت كلامها بأن الإنترنت أداة للتنظيم والحشد والاتصال وأنه يعبر عن حالة توافق عام بين جمهوره.

وأكد الدكتور جمال عبد الجواد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، أن التدوين قناة جديدة للتعبير التكنولوجى وتبادل المعلومات بين جمهور جديد وكبير، وقال إنه فى عهود سابقة كانت الدولة ـ متمثلة فى السلطة الفاشية الاستبدادية ـ تمنع المعلومات عن المواطنين وترسلها لهم بشكل مركزى بحت، أما الآن فالظاهرة الجديدة قضت على المركزية، كما أن الخريطة الجغرافية للقوى السياسية قد تغيرت ولم تستطع العاصمة أن تحتفظ بالمشهد السياسى منفرداً، بل أصبحت هناك قوى ونخب سياسية فى مناطق جديدة وأعمار مختلفة. وأضاف عبد الجواد أن موجات الاحتجاجات التى جرت فى مصر على مدار أكثر من عام، ساعدت فى انتشار احتجاجات وإضرابات الإنترنت بسرعة، موضحاً أن ما قلل من إمكانية نجاح هؤلاء الشباب فى إحداث تغيير حقيقى هو أن التغيير له أطراف، تتمثل فى الدولة وهى الفاعل الرئيسى، إضافة إلى الشعب، وهو مازال يواجه الاستنفار الأمنى الكبير، الذى أصبح يمثل رادعاً رئيسياً فى تقويض العمل النضالى، لكن رغم هذا فإن الخبرات التى حصلوا عليها سواء فى مجالات قيادة العمل أو التفاوض، ساعد فى تأهيلهم لتلقى واستيعاب أى عمل نضالى جديد، وقال عبد الجواد إن التدوين قد قضى على العديد من القضايا التى كان من المحظور مجرد الاقتراب منها وليس نشرها، كما أن التدوين فتح الباب للمشاركة السياسية "وأنت قاعد فى البيت"، لينشئ حواراً مجتمعياً مفيداً، وشدد عبد الجواد على أن مصر دولة ليس بها مؤسسات، وعلى أن التدوين ظاهرة لا يمكن إيقافها وأنها ستستمر وسيزداد نطاقها.

وذهبت الإعلامية بثينة كامل إلى أن حركة التدوين هى جزء من الإعلام الجديد الذى أصبح العالم كله ينشغل به الآن، فى حين قللت من جدواه فى الفترة المقبلة، مؤكدة أن المستقبل القريب سيكون "للموبايل" وتقنيته العالية، وكشفت أن نجاح إضراب 6 أبريل كان لأنه كسر سيطرة وهيمنة الإعلام الرسمى على فرض المعرفة على الشعب، مؤكدة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "ciA" تمنح تمويلاً مالياً كبيراً لأجهزة الأمن المصرية من أجل فرض قيود كبيرة على مستخدمى الإنترنت.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة