اتفاق التهدئة.. أهداف كثيرة ومخاوف من الموقف الإسرائيلى

الخميس، 01 مايو 2008 07:52 ص
اتفاق التهدئة.. أهداف كثيرة ومخاوف من الموقف الإسرائيلى
كتب أحمد عليبه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنهت الفصائل الفلسطينية فى القاهرة جولة مباحثات متوالية استمرت الثلاثاء والأربعاء برعاية مصرية، عنوانها الرئيسى التوافق على تهدئة على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وقد تمخض عنها حالة من التوافق بين معظم الفصائل، عبر عنه قبول عام من الجانب الفلسطينى على إقرار هدنة لمدة 6 أشهر، ترتبط بحوار حول إعادة فتح معبر رفح و صفقة الأسرى بين الجانبين، وهى المهمة الرئيسية التى من أجلها يزور الوزير عمر سليمان إسرائيل الخميس، وقد عقدت جلسات الحوار بحضور 12 فصيلاً فلسطينياً مع الجانب الأمنى المصرى، ووصفت بالإيجابية والجيدة للغاية بحسب المجتمعين، إلا أنها حملت رسائل تفاؤل حذر فى التعاطى معها من قبل إسرائيل، التى لم تبد موافقتها المبدئية على الهدنة التى كانت حركة حماس قد اقترحتها فى وقت سابق، غير أن زيارة سليمان قد تغير المواقف، خاصة وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية استبقت الزيارة ببوادر تفاؤل تشير إلى قبول وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك بالهدنة، بناء على النتائج التى توصل إليها الجانب المصرى مع الفصائل الفلسطينية، والمقترنة بتقديم ضمانة مصرية.

وبحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تطلب تل أبيب من القاهرة ضمانات لتنفيذ شروط التهدئة كاملة، إضافة إلى دفع المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الجندى الإسرائيلى الأسير "جلعاد شليط"، فى الوقت ذاته نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسئولين فى وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهم إن ضغوطاً أميركية تتزايد على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تهدئة فى غزة، قبيل زيارة الرئيس الأميركى جورج بوش إلى إسرائيل للمشاركة فى ذكرى قيام الدولة.

الطرفان, وإن أبديا استعدادهما للدخول فى هدنة مشروطة ، إلا أن الأجواء التى تحيط بصناع القرار من الجانبين تشير إلى مخاوف من احتمال نقض الهدنة ، فقادة الجيش الإسرائيلى أبدوا هواجس من أن تكون فترة الهدنة إيجابية فقط على المستوى الفلسطينى، حيث يخشى خلالها أن تتعاظم فرص الحركات المسلحة وخاصة حماس، فى التمكن من دعم قدراتها التسليحية, الأمر الذى سينعكس على إسرائيل سلباً بعد فترة الهدنة أو فى حالة حدوث أى خرق لها من قبل أى طرف، وعلى نفس المنوال تخشى أطراف فلسطينية من أن يكون فك الحصار المفروض إسرائيلياً على القطاع هو تمرير جزئى لمطلب إسرائيلى بالانتهاء من صفقة الأسرى.

مراقبون أجمعوا على أن مثل هذه الهواجس لا يمكن تداركها لكنها لا تعوق احتمالية التعاطى بشكل إيجابى مع ما توصلت إليه الأطراف الفلسطينية من قبل إسرائيل من ناحية, وقبول إسرائيل بأن تكون هى الأخرى محل نظرة إيجابية لدى أطراف خارجية، خاصة مصر، التى تبذل جهوداً مضنية فى المساعى بينهما، وكذلك الإدارة الأمريكية التى تريد أن تقدم صورة مقبولة تعطى انطباعاً إيجابياً حول أنابوليس, حتى وإن كانت حماس خارج هذا الإطار.
اتفاق التهدئة ربما يصيب عدة أهداف إذن، لكن التاريخ السلبى الطويل للاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية تُستدعى إلى الذاكرة تلقائياً, وهذا سبب المخاوف المبالغ فيها من جميع الأطراف.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة