"اليوم السابع" تحاور جورج إسحاق قبل ساعات من اعتقاله

الأربعاء، 09 أبريل 2008 09:34 م
"اليوم السابع" تحاور جورج إسحاق قبل ساعات من اعتقاله جورج إسحاق - تصوير - ياسر عبد اللة
حاورته: ماجدة سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" اعتداءات.. أعمال عنف .. اعتقالات .. هى حصاد إضراب يوم 6 أبريل ، ولم يكد هذا اليوم يمر حتى ظهرت دعوة جديدة للإضراب يوم 4 مايو، وعن كلا الإضرابين يحدثنا جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية، قبل ساعات من إلقاء القبض عليه.

ماذا بشأن الدعوة الجديدة للإضراب يوم الرابع من شهر مايو ؟
موقع الـface book"" هم من دعوا لهذا الإضراب ولكننا لم نقرر بعد إذا كنا سنشارك أم لا فنحن مازلنا فى مرحلة تقييم إضراب ابريل .

وكيف كانت الدعوة من حركة كفاية لإضراب 6 أبريل ؟
هناك فرق بين الإضراب والتظاهر والاعتصام، فالإضراب هو أن تبقى الناس فى بيوتها وتمتنع عن العمل، والاعتصام هو أن مجموعة من البشر تتفق على مطالب معينة وتعتصم فى مكان العمل، أما التظاهر يكون فى الشارع، وما حدث فى يوم 6 أبريل هو أن عمال المحلة دعوا إلى إضراب وتظاهر يوم 6 أبريل فعمال المحلة هم أصحاب الدعوة لهذا الإضراب، وكفاية لم تكن هى صاحبة الاقتراح ولكنها تبنته ومعها "الاشتراكيون الثوريون", والكرامة, والعمل، وعمال من أجل التغيير, ومأمورو الضرائب العقارية وكل القوى الاحتجاجية، وخرج الأولاد العباقرة فى الـface book" " وأعلنوا الدعوة للإضراب وكانت هذه هى البداية.

هل شاركت هذه القوى التى ذكرتها جميعاً فى الإضراب ؟
بالطبع والإخوان كانوا متواجدين فى الاجتماع التنسيقى للإضراب ولكن أعلنوا فى النهاية عدم الاشتراك .

إذن بم تفسر ما قام به الإخوان من مشاركة فى التخطيط للإضراب ثم إعلانهم فى النهاية مقاطعته؟
الإخوان لهم حساباتهم الخاصة على الرغم من أن لديهم 900 معتقل، كان لابد وان يشاركوا فى الإضراب ولكن جاءوا فى آخر لحظة وادعوا عدم فهمهم لماهية هذا الإضراب أو مصدر الدعوة له مثل الأحزاب الأخرى، وكأن عمال المحلة أصحاب الإضراب مجهولو الهوية، وكأن حركات كفاية والعمل وجميع من شارك فى الإضراب مجهولون .

الأحزاب لها أن تدعى عدم فهمها للإضراب.. ولكن هل منطقى أن يوافق الإخوان المسلمون على هذا الادعاء ؟
الإخوان المسلمون لديهم أجندتهم التى يصعب معرفتها، وأطالبهم بالانضمام للحركة الوطنية المصرية وعدم انفرادهم أو انفرادنا بأى عمل .

هل تقصد أن أجندتهم كانت تتضمن الإيحاء بمشاركتهم فى الإضراب ثم الانسحاب فى اللحظات الأخيرة ؟
لا أعلم نواياهم ولا مخططاتهم، كل ما أعرفه أنهم حضروا الاجتماع التنسيقى ثم أعلنوا عدم مشاركتهم .

ما هى نتائج وتداعيات الإضراب من وجهة نظرك ؟
على المدى القريب النتائج كانت فى شكل اعتقالات ومحاكمات وضرب واعتداءات، أما على المستوى الأبعد فلم نر أى شئ سوى مع عمال الغزل والنسيج. ونحن ننتظر المزيد .

ما تقييمك الشخصى لهذا الإضراب ؟
هذا اليوم كان للإضراب والتظاهر، الإضراب نجح بنسبة 60% ليس للدعوة فقط ولكن لعدة عوامل منها خوف الناس من المظاهرات والأمن، أما التظاهر فهناك أفراد دعوا للتظاهر فى ميدان التحرير ونحن دعونا للتظاهر فى الجيزة أمام أحد الأفران الآلية وفى وسط الأسواق، وما حدث أن الأمن جعل من ميدان التحرير ثكنة عسكرية، وأيضا فى الجيزة، وقبض على كثير من الأفراد ولم يتمكن الأفراد من التظاهر، ثم جاءنا اتصال هاتفى من أحد الأفراد يدعونا للانضمام للتظاهر أمام نقابة المحامين.

لماذا وقع اختياركم على الجيزة تحديداً؟
لم نكن نريد التظاهر فى الأماكن التقليدية والجيزة مكان جديد وابتعدنا عن وسط البلد بعيدا عن قوات الأمن، وسعينا للتظاهر فى أماكن غير مطروقة من قبل.

هل توقعت أن يسير الإضراب بهذا الشكل ؟
إطلاقاً، بل كنت أتوقع أن ندعو فقط للتظاهر ثم يمنعونا كباقى الإضرابات.

بم تقيم تعامل الحكومة المصرية مع الإضراب ؟
تعاملوا بغباء شديد جداً وعدم دراية، والدليل أن بيان وزارة الداخلية كان عاملاً من عوامل نجاح الإضراب وساعدنا كثيراً واثبت هذا اليوم أن أجهزة الدولة تتعامل بعشوائية مع الأزمات وهذه ليست المرة الأولى، وأقربها أزمة رغيف الخبز فهناك إدارة مخصصة لإدارة الأزمات أين هى ؟! ولذلك أنا أطالب بمحاسبة من تراجع بالشعب لهذا المستوى.

فى رأيك لماذا استهانت أجهزة السلطة بهذا الإضراب ولم تسع لحل الموقف بالطرق السلمية واستخدمت الأمن لفض هذا الإضراب ؟
المواجهة الأمنية خطر جدا وهذا موقف سياسى، فأين القوى السياسية والحزب الوطنى فيما قاله الناس. هم سلموا الأمر والمفاتيح للأمن فكانت نتيجة مواجهة الأمن لهذه الأحداث دامية لأنهم دولة بوليسية ومستبدة ، والمسائل السياسية لا يمكن معالجتها بالأمن. وأذكر موقف تعرضت فيه للضرب شخصيا فى مظاهرة فى المحلة ضد الغلاء والتى أصدر فيها مدير أمن المحلة تعليماته بضرب المتظاهرين وأنا أدين هذا التصرف وأصفه بالغباء.

بم تفسر حالة الفزع التى انتابت الناس يوم الإضراب على الرغم أنه فى صالحهم ؟
أرى أن لقمة العيش تجعل الناس حريصة جدا وتبتعد عن الأذى خاصة بعد محاصرة الأمن للمناطق المختلفة، حيث إن هذا الفزع كان سببه الرئيسى قوات الأمن بالإضافة إلى أن الناس لم تعتد التظاهر، ولكننى أقول لهم إن الحرية لها ثمن من لا يدفعه لن يحصل عليها.

ما رأيك فى موقف الإعلام من الإضراب ؟
فى تقديرى أن الميثاق الخاص بالبث الفضائى الذى تم توقيعه مؤخرا كان له تأثيره على أداء الإعلام، خاصة فى الفضائيات التى كنا نعتبرها المنفذ الوحيد لنا، ولكن لا ننكر دور الـbbc العربية والجزيرة وأبو ظبى أما باقى القنوات الأخرى فلم تقم بأى دور والقنوات المصرية كانت تروج لعدم وجود إضراب وأن الحياة طبيعية ولا وجود للغلاء وأن الرئيس سيقوم بحل كل المشكلات، وموقف الإعلام كان بناء على قرارات عليا، ووزير الإعلام أنس الفقى يصدر يوميا تعليمات للقنوات بأن يبثوا أن الحياة وردية ولا مشاكل ، فالإعلام المصرى بوق دعاية للنظام.

هل يمكننا القول إن الإعلام ساهم فى إخفاق هذا اليوم ؟
الإعلام لم ولن يستطيع إخفاق هذا اليوم، ولا يمكنه التأثير، ومن يدعى أن الناس وعيها ضعيف لا يفهم شيئا، فالناس واعية وتعرف جيداً أن الإعلام يكذب، ويكفى أن المحليات أمس كانت مهزلة كبيرة ولا يطلق عليها انتخابات من الأساس وتقديرى أن من أدلوا بأصواتهم بلغوا 2% فقط ليس أكثر، وحركة كفاية قاطعت هذه الانتخابات لأننا نعرف أنها ستكون مزورة لعدم وجود قاضى لكل صندوق وهذا لن يجدى، ولذلك صناديق الانتخاب كانت فارغة، والمحليات فى حد ذاتها فساد كبير بشهادة زكريا عزمى .

بعد الموقف الذى اتخذه الإعلام من الإضراب هل ترى أنه فقد مصداقيته؟
تماما، ماعدا محمود سعد هو الوحيد الذى امتلك الجرأة والشجاعة، وسيدفع الثمن.
لما لا نقول أن النظام لا دخل له بموقف المذيعين الآخرين وإن موقفهم هذا كان بناء على عدم إيمانهم بالإضراب؟
لا، لأن أى فرد يعمل فى الأجهزة الرسمية لا يستطيع التصرف وفق أهوائه وإنما كل مواقفهم تكون بناء على تعليمات.

بم تفسر عدم تحرك وزارة التربية والتعليم بفرض عقوبات على من تغيبوا يوم الإضراب ؟
هل ستقوم بمعاقبة مصر كلها ؟ بالطبع لا. وهذا دليل على أنهم لم يستطيعوا السيطرة على هذه المسألة رغم تعليمات المباحث للمحلات بعدم الإغلاق يوم الإضراب. وهذا هو الخطاب المزيف فى أن يأتى وزير التعليم فى وسائل الإعلام ويؤكد أن العملية التعليمية فى أحسن حال ومستمرة .. جميعهم كذابون ومجرمون ولابد من محاكمتهم.

فى أحداث المحلة.. هل ترى أن ما حدث يسئ لسمعة مصر خاصة وأننا شعرنا بوجود وجه شبه كبير بينها وبين أحداث غزة ؟
بالطبع، ولكن من خرجوا ليخربوا ويدمروا ويحرقوا هم ضحايا هذا النظام الفاسد الذى يبلغ عمره 27 عاماً وضحايا التعليم السيئ والبطالة والهمجية فى التفكير, ولم يتعلموا كيف يحتجون أو يضربون أو ينظمون مظاهرة أو حتى كيف يغضبون، وهؤلاء هم أبناء النظام المستبد وأبناء هذه المرحلة وليسوا مجرمين .

كيف ترى مستقبل العصيان المدنى فى مصر؟
ما حدث فى أبريل هو بداية للعصيان المدنى ونحن مازلنا نتعلم وأعتقد أننا استطعنا جذب أعداد كبيرة وفئات جديدة لم تشارك من قبل، وهذا هو العنصر الإيجابى الوحيد الذى خرجنا به من الإضراب، بالإضافة إلى أننا استطعنا عمل هذا الإضراب والعصيان بدون الإخوان والأحزاب الثلاث الرئيسية.

هل هناك المزيد على أجندة حركة كفاية من إضرابات من هذا النوع ؟
بالطبع، ولكن بعد أن نقيم هذه التجربة التى جاءت إيجابية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة