فتحى الشوادفى

الإخوان أضربوا عن الإضراب .. وكذبوا ليتجملوا

الأربعاء، 09 أبريل 2008 08:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى فيلم الموسم الأكثر إثارة للجدل فى السنوات الأخيرة، وانفض مولد الإضراب أو العصيان المدنى بمشاركة محدودة ولكنها مؤثرة، وربما تكون مبشرة، ولكنها فى كل الأحوال كانت جديرة بالمزايدة من جانب الذين امتنعوا عن المشاركة وأضربوا عن الإضراب لأسباب وهمية، مثل عدم تلقى دعوة رسمية أو عدم التنسيق معهم، ويأتى على رأس المزايدين جماعة الإخوان المسلمين التى ضربت مثالا يحتذى به فى الكذب والتجمل والادعاء وبالتأكيد على انتهازية الجماعة.
فقد تابع الجميع تصريحات قادة الإخوان التى اتفقت وأكدت على عدم المشاركة فى الإضراب، ومنها تصريحات المرشد العام مهدى عاكف ونائبه الدكتور محمد حبيب، والذى قال بالنص وقبل الإضراب بساعات إن الإخوان لن يشاركوا فى الإضراب لعدم استشارتهم وهو نفس المعنى الذى أكده الإخوانى البارز جمال حشمت بقوله إن رفض جماعته للمشاركة فى الإضراب موقف منطقى ومؤسس ، ولكن بعد النجاح الجزئى للإضراب "لحس" الإخوان رفضهم وعاد المرشد العام ليقسم لنا أن جماعته شاركت بفاعلية فى الإضراب وأنه لولا مشاركة الجماعة ما حقق الإضراب ما حققه.
وأعتقد أن الجماعة كانت بين نارين واحترقت بهما، النار الأولى هى تخوفهم من إمكانية نجاح الإضراب وبالتالى إثبات نظرية أن الشارع المصرى يمكنه أن يتحرك بدون الإخوان بعد أن أوهموا العالم بأنهم أصحاب التوكيل الوحيد لتحريك الشارع، وجاءت النتائج لتؤكد حرمان الإخوان من التوكيل ، والنار الثانية هى نار المحليات التى كانوا يأملون أن تجازيهم الحكومة بكبشة مقاعد فى المحليات يساومون بها لاحقاً على مكسب أكبر خاصة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، يعنى "المحليات قصاد العصيان"، ولكن " نقبهم طلع على شونة " ولم يحصلوا على الكبشة المرادة فأعلنوا مقاطعة المحليات وخسروا الاثنين.
وأغلب الظن أن لسعة النارين هى التى دفعت المرشد لمحاولة العودة لصفوف المضربين متهماً الإعلام والمراقبين بتحريف كلامه، وهى عادة يتبعها المرشد كلما شعر بزنقة ما حيث اعتاد أن يعمل العملة ويقول "ما كانش قصدى"، ولعل أشهرها حواره مع الزميل والصديق سعيد شعيب الذى اشتهر بحوار" الظزيات " والذى نفى المرشد أن يكون أجرى حواراً من الأصل إلى أن أذاع شعيب التسجيل فتحول النفى إلى " ما كانش قصدى".
على كل حال، ليس الإخوان وحدهم الذين خسروا بلح الشام و عنب اليمن معاً، وليسوا الوحيدين الذين عّراهم الإضراب، فالأحزاب "القديمة" والتى دعت من قبل لمقاطعة الانتخابات الرئاسية فشلت فشلا ذريعاً وفظيعاً فى المقاطعة، وتأكد فشلها بالغياب الكامل عن الإضراب وتأكد أنها أحزاب طيبة وبنت حلال وبتسمع الكلام ومازالت تنتظر أن يطرح نخل الحكومة ويرمى عليها مقعدين فى مجلس الشعب، وحتى ذاك .. فى المشمش. أما دستة الأحزاب الأخرى فهى مولودة ميتة والضرب فى الميت حرام، ولكن الغريب فعلاً هو أن الأحزاب المستقرة نوعاً ما غابت عن المشاركة، والأحزاب التى ظهرت فى الكادر هى الأحزاب المجمدة والمهددة والممنوعة من الظهور.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة