طرح إضراب السادس من أبريل تساؤلات عدة حول مشروعية استخدام وسائل الإضراب والاعتصام، ومدى دستورية هذا، أسئلة أجابها الخبير القانونى عصام الإسلامبولى..
هل الإضراب حق دستورى؟
بالطبع هو حق دستورى لأنه يعد وسيلة من وسائل التعبير عن الرأى ، والمادة 47 من الدستور تكفل حرية التعبير لكل إنسان، إما بالقول أو الفعل أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير، بالإضافة إلى أن حق الإضراب كفلته المعاهدات الدولية التى وقعت عليها مصر، ومنها وثيقة العهد الدولى للحقوق السياسية والمدنية ووثيقة العهد الدولى للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وأصبحت هذه المعاهدات جزءاً من البنية القانونية المصرية وأصبحت نافذة منذ أبريل عام 1982، وبالتالى أصبح الإضراب حقاً مشروعاً لكل إنسان مصرى، والقضاء له سابقة من نفس النوع فى عام 1986 عندما أضرب عمال السكك الحديد وقدموا لمحكمة جنايات القاهرة، والتى انعقدت بصفتها أمن دولة طوارئ وصدر الحكم عام 1987 بتبرئة المتهمين استناداً للاتفاقيات التى وقعتها مصر ونسخت المادة 142 من قانون العقوبات، وبالتالى أصبح حق الإضراب والتظاهر والاعتصام والعصيان المدنى وسائل تعبير مكفولة لكل مصرى .
كيف يعد الإضراب قانونياً بينما يعاقب قانون العقوبات، كما أعلنت بعض الصحف المحرض والمشارك فى الإضراب بالحبس ؟
ما أعلنته بعض الصحف كلام متخلف لأن من كتب هذا الرأى لم يقرأ أو يعرف شيئاً عن الاتفاقيات التى قامت مصر بتوقيعها، وهذا تضليل للمواطن ومحاولة لإخافته وإحباط محاولاته للحصول على حقه.
ماذا لو شارك الملايين فى هذا الإضراب.. هل سيتم حبسهم جميعاً؟
الذى قال إنه ستطبق عقوبة الحبس على المحرضين أو المشاركين فى الإضراب مستشار لا داعى لذكر اسمه، ولا ينبغى له أن يقول هذا الرأى لأنه قاض، وهو يريد أن يكسب النظام ولابد له ألا يزج نفسه فى أى عمل سياسى وأن يطلع أولاً على الاتفاقيات الموقعة ثم يبدى رأيه الذى أعلنه فى صحيفة من المفترض أنها قومية ولكنها فى الحقيقة تنطق باسم النظام، وكل ما قيل كلام مزور لبث الرعب والإرهاب بين المواطنين .
ما الأفعال التى قد يقوم بها المضربون غداً وتضعهم تحت طائلة القانون دون وعى منهم ؟
كل شىء مباح فى الإضراب من لافتات وشعارات، ولكن الأهم هو ألا يصاحب كل هذا عنف لأن الأمن لديه مجموعة مخصصة تسمى "مجموعة اختراق المظاهرات"، هذه المجموعة تكون فى وضع الاستعداد عند المظاهرات داخل عربات الأمن المركزى وترتدى ملابس مدنية ويطلقهم الأمن على المتظاهرين ليفتعلوا المشاجرات ثم يهربوا، ومن ثم يستطيع الأمن القبض على المتظاهرين بحجة إحداث العنف، وأنا أحذر المواطنين منهم.
ما رأيك فى الإضراب بشكل عام ؟
أرحب جدا بهذه التجربة، حتى وإن حققت 25% من أهدافها، وهى تعد بمثابة تدريب للشعب على مثل هذه المواقف، لأن المؤسسات غائبة تماما عن الدولة وعن الشعب، والدولة غائبة عن دورها وتسلم القيادة لمجموعة من اللصوص، والمواطنون يقومون بهذا الحق لمواجهة أزمة رغيف الخبز والغلاء والجوع والعطش، ولابد غداً أن نستخدم الطرق السلمية فى التعبير عن الرأى ، ولو نجحت التجربة نستطيع أن نعممها وأنا أرى أن ميزة هذا الإضراب أنه لا يتبع أى تنظيم أو تشكيل سياسى.
هل ستشارك فى هذا الإضراب ؟
بالطبع، فلن أذهب لمكتبى غداً و لن أذهب للمحكمة .
هل ترى أن هذا الإضراب سيؤتى ثماره المرجوة ؟
أرى أنه حتى ولو حققنا هدفنا بنسبة قليلة هذه المرة، نستطيع المرة القادمة أن نحقق انتصاراً أكثر، إلى أن "تفيق" الأجهزة وتعرف أن الله حق، وأنا أرى أنها لن "تفيق"، فالمؤسسات خربت والدولة متشخصنة فى فرد واحد والأحكام القضائية لا تنفذ، والأمر يحتاج إلى وقفة.
الخبير القانونى عصام الإسلامبولى: الإضراب حق دستورى لا يمكن المعاقبة عليه
السبت، 05 أبريل 2008 10:11 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة