أوشك العام الدراسى على الانتهاء، وبدأ طلاب الجامعات مرحلة المراجعة وجمع الملازم، معلنين حالة الطوارئ مع قرب الامتحانات، ومن بين الطلاب المتأهبين بحماس لإنهاء عام جامعى، مازال 87 طالباً فى دفعتى السنة الإعدادية والأولى بقسم الاتصالات بكلية هندسة حلوان، والذى يتبع نظام التعليم المتميز، لا يعرفون مصيرهم.
التحق هؤلاء الطلاب بكلية هندسة حلوان بعد حصولهم على مجموع تجاوز الـ93%، وبدأت حياتهم الدراسية تسير فى معدلها الطبيعى، حتى تم افتتاح قسم التعليم المتميز بعد الدراسة بشهرين، والتحق به عدد من الطلاب تحت وطأة الإغراءات والمزايا، التى عددها الدكتور رضوان حسن عميد الكلية السابق، ومن أهمها إمكانية التخصص فى السنة الأولى الدراسية، وقلة الكثافة الطلابية، والحصول على شهادة معتمدة من جامعة "UNINETTUNO" الإيطالية، وهى الميزات التى بدت أمام الطلاب فرصة ذهبية لا يمكن تركها.
الصدمة..
وبعد الالتحاق بالقسم المتميز تعرض الطلاب لصدمة شديدة، حيث قال الطالب "ع. ص" الفرقة الأولى، "أنا حبقى مهندس اتصالات لكن إمتى مش عارف، وما أعرفه أننا عبارة عن حقل تجارب تم وضعنا داخل أنابيب اختبار، وإجراء تجربة اسمها التعليم المتميز علينا، وحتى الآن لم نرى صورة لشهادة الجامعة الإيطالية، ولم نطلع على اللائحة المنظمة للعمل داخل القسم ولا ندرى ما الذى يخبئه القدر لنا.. وهو ما قد يضطرنا لتنظيم حملة لتحذير زملائنا من الوقوع فى فخ التعليم المتميز مرة أخرى"، ويضيف "الأساتذة مضطرون لإلغاء الكثير من المناهج، نظراً لأن مدة شهرين لدراسة المادة الواحدة لا تكفى"، ويقول "آخر مادة امتحناها كانت يوم الأحد، وهى مادة الـ CIRCUIT ، الطالب العادى يأخذها على مدار فصلين دراسيين كاملين، أما نحن فنأخذها خلال ستة أسابيع فقط ، وما درسناه لا يمثل إلا فصلاً واحداً مما يأخذه الطالب العادى"، الأمر الذى يضطر معه الطلاب لأخذ قرصات فى بعض المواد، وهو ما يعنى فشل النظام المتميز فى القضاء على الدروس الخصوصية.
كل امتحان يتكلف 250 جنيه
لم يتوقف الأمر عند مجرد تحديد موعد الامتحانات، التى يجد الطلاب فيها صعوبة نظراً لخضوعها لقرارات الجامعة الأم بإيطاليا، وإنما وفقاً لتصريحات العميد السابق للطلاب "فى حالة الرسوب فى أى مادة من الممكن إعادة امتحانها أربع مرات مجاناً"، وهو ما تغير فى عهد الدكتور شريف وصفى عميد الكلية الحالى الذى أعلن للطلاب منذ ثلاثة أشهرأن إعادة امتحان المادة يتكلف 250 جنيه، وخلال اجتماع الدكتور إبراهيم سليمان رئيس قسم الاتصالات بالطلاب خلال شهر مارس، أعلن من جديد "إعادة امتحان المادة التى تم الرسوب فيها يتكلف 250 جنيه للامتحان، و250 أخرى فى حالة احتياج الطالب شرح المادة مرة أخرى"، وأضاف "احتمال أن تزيد المصاريف الأساسية".
إغلاق القسم المتميز
كبرى المفاجآت التى جعلت الطلاب يبحثون عن مخرج من الأزمة التى يمرون بها، جاءت على لسان رئيس القسم عندما قال لهم "إحنا أخدنا موافقة من الوزير إننا نقفل القسم بعد تخرج الدفعتين الموجودين فيه.. ويمكن للطلاب التحويل من القسم للنظام العادى".. ونظراً لاختلاف طبيعة الدراسة بين النظامين، فمن الممكن رسوب طلاب النظام المتميز فى المواد التى لم يدرسوها خلال السنوات الأولى بينما درسها زملاؤهم فى النظام العادى.
وفى رده على مخاوف الطلاب من كثرة التغيرات التى تطرأ على نظام التعليم المتميز، قال الدكتور رضوان حسن العميد السابق للكلية: "ما يحدث ليس تغييراً بل تطويراً ونحن نتبع الجامعة الإيطالية التى تخضع بدورها للنظام الأوروبى، ونحن لا نقدر على التدخل فى طرق إدارتهم للعملية التعليمية إلا بالقدر الذى يتعلق بالتنسيق".
وأضاف "أوروبا قبل أن تطور نظام التعليم بها قامت بتطوير مماثل فى جميع سنوات الدراسة قبل الجامعية، وهو ما جعل طلابها مؤهلين لأى تطوير يفرضه النظام الأوروبى عليها، ونحن فى مصر فى حاجة لتطوير شامل للمنظومة التعليمية حتى نؤهل طلابنا للحاق بركب التطور العالمى"، واصفاً ما يحدث فى قسم الاتصالات بـ"التجربة الفريدة" التى تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتخطيط المستمر لتنجح قائلاً "الطلاب لهم الحق فى قلقهم باعتبار أن التجربة جديدة عليهم، وما يتعلق بمصاريف الامتحانات المتغيرة، فالأمر متعلق ببعض المصاريف الإدارية التى تتطلبها عملية إعادة الامتحانات".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة