على طريقة فرق كرة القدم أصبح لمصر وزير خارجية واثنان ينتظران على دكة الاحتياط فى ضوء تطبيق الحركة الدبلوماسية الأخيرة التى أثارت العديد من التساؤلات حول مغزى إعادة سفير مصر فى كل من واشنطن وبرلين نبيل فهمى ومحمد العرابى للعمل فى ديوان عام الخارجية بالقاهرة.
مصادر بالخارجية كشفت لـ «اليوم السابع» عن أن مكتب الوزير أبوالغيط يجرى مشاورات للبحث عن مسمى وظيفى لكل من نبيل فهمى ومحمد العرابى فى الديوان العام للوزارة، حيث يعتبر كل منهما مساعدا لوزير الخارجية، فى الوقت نفسه تثير عودتهما مخاوف أن يصبحا بديلين جاهزين لأحمد أبو الغيط مع هبوب أى رياح للتغيير الوزارى خصوصاً فى ظل الإخفاقات الدبلوماسية المتعاقبة للدبلوماسية المصرية فى الفترة الأخيرة على أكثر من صعيد، بدءاً من خسارة مصر الفوز بأى منصب فى قيادة الاتحاد الأفريقى، إلى التوتر فى العلاقات مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، وصولا إلى الإخفاق فى الملف العربى خصوصاً بالنسبة للدور المصرى فى الأزمة اللبنانية واجتياح الحدود المصرية مع قطاع غزة.
أبو الغيط .. قلق
دبلوماسيون مقربون من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط يتحدثون عن شعور بالقلق البالغ من عودة فهمى والعرابى باعتبارهما كانا أبرز المرشحين لخلافته بالخارجية فى كل حديث عن التغيير الوزارى الذى كان آخره نهاية فبراير الماضى، ثم جاءت حركة السفراء الأخيرة التى تعتبر عودة نبيل فهمى أو «سحبه» من واشنطن أهم ملامحها المثيرة للتساؤلات فى الأوساط الدبلوماسية التى اعتادت أن يبقى السفير المصرى فى واشنطن حتى سن المعاش، كما تعد المرة الأولى التى يعود فيها سفير مصرى من واشنطن بهذه الطريقة المفاجئة، على عكس ما حدث للسفراء الثلاثة الذين سبقوا فهمى لشغل هذا المنصب منذ عودة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة فى عام 1973 بعد انقطاعها فى أعقاب تأييد الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلى على مصر عام 1967.
المصادر نفسها ترى أن أداء فهمى «الضعيف» فى واشنطن الذى انتهى بقرار عودته للقاهرة وفشله فى إقناع الإدارة الأمريكية بأهمية دعوة الرئيس مبارك لزيارة واشنطن كما كان متبعا بشكل سنوى مع الإدارات السابقة لإدارة بوش الابن، ربما يخفف من قلق أبو الغيط من منافسته على المنصب.
منافس شرس
أما فيما يتعلق بالسفير محمد العرابى الذى يعد الأكثر خطورة على الوزير أبو الغيط على اعتبار أن مهمته فى ألمانيا كانت ناجحة وحظى باهتمام مؤسسة الرئاسة بعد إشرافه الشخصى على الملف الطبى لعلاج الرئيس الدائم بمصحة علاجية بإحدى المقاطعات الألمانية، ونجاحه فى التحرك السريع خلال بعض الأزمات الصحية التى تعرض لها الرئيس فى الفترة الأخيرة، فرض خلالها العرابى سرية كاملة على كل ما يتعلق بملف صحة الرئيس فى ألمانيا، بجانب الانتعاش الذى شهدته العلاقات المصرية الألمانية وزيادة التفاهم بين الرئيس مبارك والمسئولين الألمان.
رد الجميل
الوسط الدبلوماسى يعتبر أن نبيل فهمى يعد من السفراء المحظوظين بالخارجية المصرية، حيث لمع نجمه خلال فترة تولى عمرو موسى وزارة الخارجية واستعان به ليكون مديرا لمكتبه ردا لجميل سابق قام به والده إسماعيل فهمى أثناء توليه منصب وزير للخارجية فى عهد الرئيس السادات، واستمر موسى فى تصعيده حتى أطلق عليه الصحفيون لقب وزير الخارجية القادم، أما بالنسبة للسفير محمد العرابى الذى يقارب فهمى فى السن والخبرات، ربما الفارق بينهما أن العرابى ينتمى لأسرة فوق المتوسطة تعود جذورها إلى الزعيم المصرى أحمد عرابى، فقد سبق له العمل دبلوماسيا فى سفارة مصر بتل أبيب أثناء وجود السفير محمد بسيونى، ثم عمل مديرا لمكتب وزير الخارجية أحمد ماهر قبل اختياره سفيرا لمصر فى برلين قبل 6 سنوات.
ومعروف فى أوساط الدبلوماسية المصرية، أن هناك خمس عواصم تتولى مؤسسة الرئاسة الإشراف الكامل على تعيين سفرائها تأتى واشنطن فى مقدمتها ثم لندن، فباريس، فبرلين وجنيف، كما تعد الحركة الدبلوماسية الأخيرة هى الأكثر إثارة للجدل منذ تولى أبو الغيط وزارة الخارجية، حيث يتوقع المقربون منه أن تظهر نتائجها تدريجيا خلال الصيف المقبل مع بدء تسلم كل من فهمى والعرابى مهام مناصبهما الجديدة مساعدين لوزير الخارجية.
لمعلوماتك :
◄نبيل إسماعيل فهمى(75 عاما) ولد فى الولايات المتحدة، أثناء عمل والده وزير الخارجية الراحل إسماعيل فهمى فى البعثة الدبلوماسية بواشنطن، تخرج فى كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية، يجيد الإنجليزية بلكنة أمريكية عمل فترة مترجما فى رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس السادات، ثم التحق بالخارجية وتدرج فى السلك الدبلوماسى حتى أصبح مديرا لمكتب وزير الخارجية عمرو موسى، حتى عين سفيرا فى واشنطن خلفا للسفير أحمد السيد فى مطلع عام 2000.
◄السفراء الثلاثة الذين رأسوا البعثة الدبلوماسية المصرية فى واشنطن منذ عام 1973 حتى الآن هم السفير أشرف غربال فى الفترة من 1973 حتى 1984 قبلها عمل قائما بالأعمال فى الفترة من 1968 حتى 1972 ثم عبد الرءوف الريدى، وأحمد ماهر، ثم نبيل فهمى وأخيراً سامح شكرى.
◄هناك 1200 دبلوماسى، يتولون رئاسة البعثات المصرية فى الخارج البالغ عددها 183 بعثة تغطى معظم دول العالم المختلفة، ويتم اختيار العاملين بالسلك الدبلوماسى بطريقتين: الأولى تقليدية عبر اختبارات عامة، والثانية بالتعيين المباشر بقرار جمهورى، كما يهيمن عدد من العائلات على أغلب الوظائف بالوزارة.
بعد عودتهما للقاهرة فى آخر حركة دبلوماسية:
نبيل فهمى ومحمد العرابى.. على دكة الاحتياط لـ «أبو الغيط»
الخميس، 03 أبريل 2008 12:55 م