مع قرب عيدهم.. الخبراء قلقون من غضب العمال

الثلاثاء، 29 أبريل 2008 05:39 م
مع قرب عيدهم.. الخبراء قلقون من غضب العمال
السيد خضرى وبهاء الطويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستعد عمال مصر للاحتفال بعيد العمال وسط مناخ من التوتر والقلق حيث لم تعد حبات العرق المتساقطة على جبين العامل المصرى كافية للتعبير عن ما يعانيه من مشقة، وحتى إن كانت كافية فالحكومة لا تريد الاعتراف بهذه المشقة، ورغيف الخبز المغمس فى العدس الذى كان يرضى العامل وأسرته، ويحمدون الله بعده ويقبلون أيديهم وجهاً وظهراً لم يعد متاحاً، وضغوط الحياة وارتفاع الأسعار جعلا العامل البسيط مارداً عملاقاً يخرج عن صمته ويعلن غضبه، فالصمت لم يعد له معنى، حتى أصبح غضب العمال شعار المرحلة، فإلى أى مدى سيذهب هذا الغضب؟
السخط المكتوم
يرى الدكتور إمام حسين الباحث بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك خوفاً من اتساع دائرة التظاهر العمالية، لتشمل شرائح أخرى من المجتمع تعانى من السخط المكتوم فى أعماقها، ولا تجد فرصة للتعبير عنه إلا من خلال التظاهر، مضيفاً أن هذا لو حدث فمن المؤكد أن البلد "حتخرب"، ولن يكون هذا فى مصلحة أحد، فالتظاهر الجماعى يجعل الأفراد يصابون بغرور الكثرة والقوة فتصبح نفوسهم مهيئة للصدامات غير محسوبة النتائج مما يصعب السيطرة عليها، بأى وسيلة.
لحظة الانفجار
ويقول حسين: إن لحظة الانفجار تقترب لأن المناخ العام يعطى مبرراً قوياً لأى فرد أن ينفجر، فالحكومة لا تستجيب إلا لأصحاب الصوت العالى، وهو ماجعلها تتراخى فى التعامل مع مطالب الأطباء وأساتذة الجامعات، بينما تحركت بشكل أسرع مع العمال، ويندهش لعدم استجابة الحكومة لمطالب العمال عندما لجأوا للإضراب السلمى، ثم تراجعت واستجابت لهذه المطالب بعد المظاهرات العنيفة!
المحلة مجرد بداية
أما الدكتور حسن بكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط فيقول: الخوف لم يعد له مكان فى قلب العامل المصرى كما كان يحدث سابقاً بدليل ارتفاع منحنى الاحتجاجات العمالية، مما يجعل هناك مخاوف حقيقية من تحول الأمور إلى فوضى يصعب السيطرة عليها، ويبدى بكر قلقه من تحول احتجاجات العمال من المطالبة بتحسين أوضاعهم داخل مصانعهم، إلى مطالب سياسية، عندها سيحدث العصيان المدنى الذى ينذر بانهيار كل شىء، خصوصاً أن النظام لا توجد لديه آلية للتعامل مع الأزمات، ويؤكد بكر أن "اللى جاى أسوأ"، لأن العمال من أكثر الفئات المضغوطة والمحلة ليست إلا بداية ونموذجاً مصغراً لما يمكن حدوثه مستقبلاً.
شىء من الصمت
ويؤكد الدكتور عماد صيام الباحث فى علم الاجتماع السياسى أن الاحتجاجات العمالية منظمة جداً وليس هناك خوف من انفجارها، حتى إذا لم تتحقق مطالب العمال، مضيفاً أن الخوف الحقيقى الآن من المناطق العشوائية التى يسكنها البلطجية والخارجون عن القانون، ويختتم صيام قائلاً تحت الضغط تتوحد الصفوف، والظروف الاقتصادية الحالية جعلت الاحتجاجات تشمل مصر كلها، ولن يصمت صوتها مادامت مطالب الشعب لم تحقق.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة