خبراء: مشاركة الإخوان فى إضراب مايو محاولة لتحسين صورتهم

الثلاثاء، 29 أبريل 2008 10:54 م
خبراء: مشاركة الإخوان فى إضراب مايو محاولة لتحسين صورتهم
كتب شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إعلان جماعة الإخوان المسلمين المشاركة فى دعوة إضراب 4 مايو ودعوة المرشد العام المواطنين الالتزام بالبيت، يعكس فى رأى سياسيين ومحللين تغيراً كبيراً فى مواقف الجماعة ومحاولة لتصحيح صورة الإخوان فى الشارع السياسى بعد موقفهم السلبى من إضراب 6 أبريل، والذى رأى البعض أنهم خسروا فيه خسارة كبيرة، كما أن الجلوس فى البيت أقل تكلفة سياسياً فى مواجهة النظام ولا يعرض أفراد الجماعة للتصادم مع الأمن. كما أن توقيت إعلان الجماعة لموقفها قبل ستة أيام من الإضراب يعد رسالة لقواعد الجماعة بأن مكتب الإرشاد استجاب لمطالب شباب الجماعة ولم يخذلهم أكثر من كونه رد فعل على موقف النظام من الجماعة فى انتخابات المحليات أو الأحكام المشددة ضد قياداتها فى المحاكمة العسكرية.

مشاركة مجانية
يقول أمين إسكندر القيادى بحزب الكرامة ـ تحت التأسيس ـ أن موافقة الإخوان على المشاركة فى إضراب 4 مايو لها مبررات كثيرة، لكن أهمها إنها استجابة لضغوط شباب وقواعد الجماعة خاصة الشباب الفاعلين على شبكة الإنترنت، والذين طالبوا الجماعة من قبل بالمشاركة، مضيفاً أن الجماعة لن تتكلف كثيراً من طلبها للأعضاء والمواطنين أن يجلسوا بالبيت ولا يذهبوا إلى أعمالهم، فهم فى النهاية بمأمن من الصدام مع السلطة. ويضيف إسكندر أن موافقة الجماعة فى هذا التوقيت قد توحى أنها رد فعل ضد المحاكمات العسكرية وأحكامها غير القانونية، ولكنها تأتى من باب إعادة الحسابات، خاصة أن خسارة الجماعة من عدم المشاركة فى إضراب 6 أبريل كانت كبيرة وتسببت فى إظهارها بعيدة عن الشارع وبعيدة عن مشاكل المجتمع وفئاته المختلفة وخاصة العمال.

أيضاً إسكندر يرى فى موقف الإخوان خطوة إيجابية وتقدماً فى طريق تغيير نهج الجماعة فى التفاعل مع القوى الوطنية، خاصة أن تاريخها يقول إن تحركاتهم تكون بحساب مصلحة التنظيم أولا حتى لو على حساب مصالح القوى الوطنية أو المصالح الوطنية ذاتها، أما الآن فالموقف مختلف جزئياً.

إضراب للنقاهة !
أحمد بهاء شعبان القيادى فى حركة كفاية يتفق بعض الشئ مع رأى إسكندر، لكنه يؤكد أن موقف الإخوان الآن ليس مقياساً على تغير اتجاههم من القضايا الوطنية ولا من القوى السياسية، خاصة أن المشاركة فى إضراب 4 مايو لا تكلف شيئاً على الإطلاق خلافاً للمشاركة فى 6 أبريل التى أسفرت عن معتقلين من الأفراد والقيادات ومازالت التحقيقات قائمة بحق البعض، أما الطلب من المواطنين البقاء بالبيت فلا يكلف شيئاً تجاه السلطة. ويرى شعبان أن موقف الجماعة يعد مناورة ذكية للخروج من مأزق التنظيم ومحاولة إصلاح ما خسرته فى أبريل فيما يخص صورة الجماعة وتقليل مصداقيتها.

حتخاف على إيه!
يلتقط ضياء رشوان، مدير وحدة النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الحديث ليضيف إلى ما قاله شعبان أنه بجانب محاولة تصحيح صورة الجماعة لدى القوى السياسية أولاً والشارع ثانياً فإن العلاقة وصلت بين الجماعة والنظام إلى وضع سئ جداً فلم يعد للجماعة شئ تخاف عليه ولا تعمل له حساب، خاصة بعد المحاكمات العسكرية الأخيرة التى لم تقدر الدولة فيها مواقف الجماعة معها ولم تكافئهم ولو بجزء قليل على مواقفهم السياسية.

ويرى رشوان أن أهم أسباب تغير موقف الإخوان هو الصدى الجيد الذى حققه إضراب 6 أبريل. ينفى رشوان وجود أسباب سرية لموافقة الجماعة على المشاركة فى إضراب مايو المقبل، قائلا " إن الموضوع أبسط من أن يكون له أسباب سرية، خاصة أن الجماعة لم تعلن تراجعاً عن مواقفها فى التظاهر بل غيرت الرأى فيما يتعلق بدعوة الجلوس فى البيت وأيدتها، وهذه أقل الدعوات السلمية كلفة.

الإخوان يلتحمون بالشارع
يختلف عبد الحليم قنديل، الكاتب الصحفى والقيادى بحركة كفاية، مع رشوان ويعتبر موقف الإخوان تغيراً إيجابياً يؤكد تأييدهم للتغيير السياسى وليس الإصلاح الذى كانوا يسيرون فى طريقه من قبل، كما يعتبر إعلان الإخوان عن موقفهم فى التوقيت الحالى هو إعلاناً صريحاً بإيمانهم أن التغيير عبر الانتخابات لم يعد متوقعا بعد إغلاق الحزب الوطنى الطريق أمام إجراء أى انتخابات نزيهة.

لكن الأهم فى رأى قنديل من موقف الإخوان هو موافقتهم على المشاركة فى دعوة خرجت من طرف خارج الجماعة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل بدخول الإخوان طرفاً فى الائتلاف الوطنى من أجل التغيير الذى دعت إليه حركة كفاية من قبل وبالفعل ستأخذ أطراف وطنية هذه الدعوة لبدء حوار وطنى مفتوح لتشكيل الائتلاف. مجدى قرقر، الأمين العام المساعد لحزب العمل، يرى أن موقف الإخوان من الإضراب يعد نقلة فى التجاوب مع الاحتجاجات الشعبية، خاصة بعد موقفهم الغامض من إضراب أبريل والذى عكس صورة للإخوان فى الشارع وأمام الرأى العام بأنهم لا يعبرون عن مطالب ولا مشاكل الغالبية من المصريين، وجاء التغير فى الموقف كمحاولة لتغيير هذه الصورة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة