فى صباح يوم من أيامى الكالحة التى فقدت جمالها من فرط تكرارها الممل، جلست أمارس أحد طقوسى المعتادة بتصفح أخبار عالمنا البائس عبر المواقع الإلكترونية للصحف الصادرة فى الدول التى تقول إنها تنتمى إلى العالم الحر والديمقراطى.. فإذا بى أقرأ عنواناً مضيئاً يصفع عينى قبل أن يسب ذكائى، وأنا صاحبة الذكاء المتوسط ليس إلا.
يقول العنوان "جورج بوش يشارك احتفالات إسرائيل بذكرى استقلالها". ومن فرط سذاجتى سألت نفسى، هل إسرائيل حقيقة نالت استقلالها؟ طيب من مين بالضبط؟
ربما من الإمبراطورية البريطانية التى احتلت دولة كانت على الخريطة اسمها فلسطين! ولكن بريطانيا، على هامش اتفاقية سايكس بيكو، اصطدمت بحدود الدول العربية، وهى التى منحت وعداً لليهود بإقامة دولتهم فى فلسطين.
آه، يعنى إسرائيل فى الواقع حصلت على استقلالها من الفلسطينيين الذين كانوا يحتلون دولتها الافتراضية، والتى أصبحت واقعاً يخرج ألسنته لنا جميعاً..
وهنا تذكرت شعارات ترددت فى أسماعنا ووجدت أصداءها فى وجداننا أثناء وقوعنا فى غيبوبة الوعد بالمد القومى والطهارة الثورية، والتى قالت، وبكل ثقة، سوف نلقى بإسرائيل وأمريكا فى البحر. فإذا بنا نصحو، لنجد فلسطين هى التى تقبع فى قرار مكين من بحر غريق.
ولا عزاء للعرب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة