"شم النسيم يعنى بصلاً ورنجة وبيضاً ملوناً وليموناً، وخناقات، ويارب يعدى السنة دى على خير، لأنه تم خصم 3 أيام لى السنة اللى فاتت " بهذه الكلمات بدأ عم محمد محمود 46سنة ، قضى منها 28 عاماً يعمل داخل حديقة الحيوان متنقلاً بين بيوت الحيوانات، حتى أصبح حالياً حارساً على "تامر وشيرين" أحدث زوج نعام فى الحديقة، عم محمد يصف الأسماء التى يطلقها على الحيوانات قائلاً " إنها تعبير عن مدى العلاقة التى بينهما " وغالباً ما يفضل الحراس إطلاق أسماء المشاهير على الحيوانات لجذب الأطفال.
"ارسم لى وش فار". "ارسم أسد أحسن". "لا أنا عاوز فار" طب إيه رأيك وش قطة". "لا أنا عاوز فار"، كانت هذه هى رغبة الطفل" كريم "، الذى لم تفلح محاولات سلوى، طالبة الفنون الجميلة، التى تقوم برسم وجوه الأطفال فى تغييرها، ليقف كريم أمام المرآة فى دقائق معدودة مستمتعاً بالفأر الذى تم رسمه على وجهه، أما الرغبة التى فشل الجميع أن يلبيها لكريم هى أن يخبروه ماهو صوت الفأر.
سلوى أعربت عن سعادتها بمهنتها التى تدر عليها دخلاً مادياً جيداً، فهى تقوم برسم وجوه الأطفال مقابل 3 أو5 أو7جنيهات، وفقاً لطبيعة الرسم قائلة: "البنات يفضلن فى الغالب رسم الفراشة أو القطة على وجوههن، أما الأولاد فيطلبون وجه أسد أو سبايدر مان، وأحياناً بوبى أو قرداً أو أى حيوان يخطر على بالهم"، مشيرة إلى أن الأطفال فى هذه الأعمار خيالهم كبير.
بلادى بلادي
"بلادى بلادى بلادى"، ردد الأطفال النشيد الوطنى، النغمة المفضلة التى يرقص عليها "كوكو" مقلداً رقصة لاعبى كرة القدم، كوكو لم يكن إلا الشمبانزى الذى نال تصفيق الجميع لتنهال عليه قطع الفاكهة من الأطفال.
إذا أردت أن تدخل إلى بيت الفيل فأنت فى هذه الحالة مطالب بقطع تذكرة أخرى ثمنها جنيه واحد، والسبب أن الفيل يحظى بعناية خاصة جداً من الصغار والكبار، "نادية ارجعى ورا وبعدين اسمعى الكلام " هذه هى تعليمات عم "عويس" حارس بيت الفيل الذى تسكنه نادية وكريمة.
"اسكت ياولد أحسن أضربك " قالها عم محمد إلى الجمل المغربى "ياسر " الذى بدأ يقوم ببعض حركات الشغب عندما لمح عربة الطعام قادمة، واصفاً علاقته بالجمل " ياسر" بأنه يعتبره واحداً من أبنائه، خاصة أنه رباه منذ ولادته، ويقضى معه معظم اليوم.
زمايكا والحج متولى
عنتر وعبلة، روميو وجولييت، هم سكان بيت الكلاب الذى يحرسه عم محمد من 10سنوات، ويضايقه بشكل خاص عيد شم النسيم لأن العائلات تأتى فى هذا اليوم بالأسماك التى يحب الأطفال إلقاءها للكلاب مما يؤدى إلى مرضها.
نفس الأمر أكده عم يوسف، حارس "زاميكا"، سبع البحر فعلى الرغم من أن طعامه الرئيسى هو السمك، إلا أن الأطفال والكبار أحياناً لا يفرقون بين الرنجة والفسيخ والسمك العادى الذى يأكله زاميكا.
لا يمكن أن تذهب إلى حديقة الحيوان دون أن تذهب إلى زيارة بيت الحاج متولى "الأسد" الذى كان مشغولاً فى التقاط الصور التذكارية مع المعجبين والمعجبات، بينما كانت زوجاته الأربع مشغولات بتناول وجبة الغذاء التى كان يوزعها عم "على" حارس بيت الأسد عليهم.
وقال "عم على " بيت الأسد له وضع خاص سواء فى الأعياد أو الأيام العادية لأن أغلب الزوار يكونون مشغولين بمراقبة الأسد وتحركاته وتصرفاته، وأضاف أن حديقة الحيوان تعتبر هى الملاذ الوحيد الباقى للفقراء والبسطاء فى أيام الأعياد لذلك تكون نسبة الزيارة كثيفة فى هذا الأيام ، أما أصحاب المستويات الاجتماعية المرتفعة فهى تأتى لزيارة الحديقة فى الأيام العادية.
" عم على" سيخرج على المعاش هذا العام بعد خدمة استمرت حوالى ثلاثين عاماً فى حديقة الحيوان، قال لنا: نعرف أنه فى يوم شم النسيم يكون الزحام كثيفاً، لكن ماذا فعلت الإدارة لذلك هل وفرت سلال مهملات إضافية ووضعتها على مقربة من تجمعات المواطنين ؟ وهل منعت دخول المتسولين الذين انتشروا مؤخراً بشكل لافت فى الحديقة ؟ أجاب "على": لم تفعل، مشيراً إلى أن إدارة الحديقة أخطأت عندما سمحت للباعة بالتواجد داخل الحديقة، لأنهم السبب الرئيسى لمعظم المشاكل التى تحدث داخلها .
زعبولا مريض
"زعبولا هو أشهر نسناس فى حديقة الحيوان إلا أنه مصاب بوعكة صحية لتناوله البصل، ولا ينافس زعبولا فى هذه الشهرة إلا أخوه كيمو " هكذا قال عم سيد حارس بيت القرود والنسانيس، مضيفاً أنه فى يوم شم النسيم مستحيل أن تغفل للحظة نظراً لتزاحم الناس على رؤية القرود لشقاوتها وتفاعلها مع الجماهير التى تلقى أى شىء إليها، قائلاً فى استنكار: " يا ناس القرد بياكل سودانى وبلح مش بياكل فسيخ !! ".
