دراسة ميدانية تؤكد:

علاقة وطيدة بين الصوفية والجهاز الأمنى

الأحد، 27 أبريل 2008 08:58 م
علاقة وطيدة بين الصوفية والجهاز الأمنى
كتب عبد اللطيف أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد حادث الحادى عشر من سبتمبر، بدأ الأمريكيون حملتهم على ما يسمى "الإرهاب". واذا كانت تلك الحملة اتخذت طابعاً عسكرياً فى بعض المناطق، فإنه على مستوى محاربة الارهاب فكرياً، يدرسون إمكانية تعميم الصوفية لتصبح هى الشكل المستقبلى للإسلام، أو على الأقل تقوية شوكتهم على الساحة الإسلامية.. هذا ما يؤكده د. عمار على حسن، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، فى دراسته "الصوفية والسياسة فى مصر" الصادر مؤخراً عن دار شرقيات.

يذهب الباحث إلى أبعد من ذلك، وهو أن "الصوفية، التى أفرزت شيوخاً فى مصر ناطحوا السلاطين باستنادهم إلى التفاف جماهيرى منقطع النظير ينساق حول أعمال باراسيكولوجية وأسطورية، ومنافع مادية، فإنها تحولت فى الوقت الحاضر إلى مجرد خادم للحكام، وهى مسألة لا تخطئها عين، ولا يهملها عقل مفكر فى خطاب المتصوفة من جهة، والحبل السرى الذى يربط تنظيمهم بشقيه الإدارى والروحى بجهاز الدولة الأمنى من جهة أخرى".

تبدأ الدراسة بتحديد مكونات التنشئة السياسية للمتصوفين المصريين، باعتبار أن هناك مكوناً فكرياً تشترك فيه اللغة الصوفية الرمزية التى تعزز من قيمة التماسك داخل الطريقة الصوفية، "فتفرد جماعة معينة بلغة خاصة تميزها عن الجماعات الأخرى يجعل أفرادها يشعرون بالمصير المشترك ووحدة الهدف". إلا أن هذه اللغة الخاصة تباعد بين المتصوفة من ناحية، وبين الفقهاء والمؤمنين بالمنهج العلمى من ناحية أخرى. ومن بين عناصر المكون الثقافى المعرفة التى تعتمد على ما يطلقون عليه "الكشف" أو الذوق الصوفى، الذى يتخذونه طريقاً لإدراك الحقائق، وهى فوق العقل لا ينالها إلا من سلك سبيل الصوفية.

اعتمد د. عمار فى كتابه على دراسة ميدانية لطريقتين تستقطبان شريحة كبيرة، وهما الحامدية الشاذلية والخليلية، مستخدماً آلية الملاحظة عن طريق المشاركة فى طقوس المتصوفة، كاشفاً عن أن قطاعا كبيرا منهم على معرفة سياسية ولكن غير متخصصة. ينتهى الباحث فى كتابه إلى أن جهاد المتصوفة فى مصر والعالم الإسلامى كان له دور فى كبح النزعة الاستعمارية التى استشرت لدى الأسبان والبرتغاليين بعد تمكنهم من إخراج المسلمين من الأندلس عام 1492 م. وإضافة لدورهم الإنمائى الاقتصادى الذى جلب لهم دخلاً مالياً كبيراً، استخدمت الطرق جزءاً منه فى تنمية المجتمعات التى حلت بها. د. عمار صدر له من قبل "النص وسلطة المجتمع" و"التكافؤ الاقتصادى والديمقراطية" و"الأيدلوجيات: المعنى والمبنى" و"الإصلاح السياسى فى محراب الأزهر والإخوان المسلمين".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة