" شد القلوع يا مراكبى... مفيش رجوع يا مراكبى" مراكب النيل وجه آخر من وجوه الفرحة و"الفسح" للمصريين، ساعة واحدة على ظهر مركب صغير كافية لينسى المصرى مشاغله ويلقى بهمومه فى النيل مستمتعاً وأسرته بالأغانى والهواء وحركة الأمواج الهادئة.
"عبده منصور" عمره 37 عاماً، قضى 17عاماً منها سائقاً على أحد المراكب النيلية، كان جالساً باسترخاء داخل المركب، ويلقى نظرة بين الحين والآخر على مجموعة من الصبية ينظفون المراكب ويزينوها, عرفنا منه أنها استعدادات شم النسيم، فى البداية رفض الحديث عن نسبة إقبال الأهالى على الرحلات النيلية فى شم النسيم قائلاً "الصحافة بتعملنا مشاكل"، مشيراً إلى باب حديدى على الكورنيش تم إغلاقه فى شم النسيم الماضى بسبب الصحافة.
"أنا حأعمل معاك الصح" قالها الريس عبده، مشيراً إلى أنه سيخبرنا بمعلومات لن تؤذيه، مستطرداً.. أجرة المركب ثابتة فى الأيام العادية والأعياد بمقدار 2 جنيه للفرد الواحد، لأن الزبون الذى يأتى فى العيد هو نفس زبون الأيام العادية ولكن الاختلاف يكون فى أن العدد يكون كبيراً فى الأعياد.
"الأرزاق على الله" هكذا كانت إجابته حول عدد الرحلات التى تتم فى يوم شم النسيم، مشيراً إلى أن الفوج الواحد يصل إلى 20 فرداً، وقد لا يتعدى 5 أفراد، مؤكداً أن الرحلات فى الأعياد تكون متواصلة على مدار اليوم، وتستغرق الرحلة ساعة كاملة، حيث تنطلق من المرسى فى "التحرير" إلى نافورة فندق "جراند حياة"، ويحرص خلالها المراكبية على تزيين المراكب بأنوار ووضع كاسيت كبير وسماعات إضافية لمضاعفة الإقبال على التنزه ليلاً، قائلاً :"الأنوار والموسيقى بتعمل شغل جامد".
"الزبائن فى هذه المنطقة من الطبقة البسيطة" كانت الكلمات تعبيراً عن الحالة الاجتماعية لزبائن مرسى "التحرير" كما وصفهم عم محمد أبو شريف سائق مركب مضيفاً "الزباين المليانة هناك فى المراكب التى على مرسى المنيل بالجيزة، حيث الفنادق والمطاعم الفاخرة، التى من الممكن أن يستأجر الواحد منهم المركب بمفرده، لأنهم لا يحبون الدوشة ويتزايد إقبالهم على المراكب فى شم النسيم والأعياد".
تعمل المركب بثلاثة أفراد يحمل كل منهم رخصة من هيئة الملاحة النهرية كما أخبرنا "دومة" الذى يعمل "بحرياً"، ومهمته دفع المركب فى بداية الرحلة واستقبالها فى النهاية وربطها إلى الشاطئ، إضافة إلى السائق والميكانيكى اللذين يتواجدان على المركب أثناء الرحلة تحسباً لحدوث أعطال، وأحياناً يحدد صاحب المركب عدداً معيناً للرحلات وما زاد عليه يقتسمه هؤلاء الثلاثة.
تلقف المراكبية سؤالنا عن التجاوزات التى من الممكن أن تتعرض لها الرحلات النيلية بثورة، وقال أحدهم "إحنا ناس عايشين بكرامتنا ومنسمحش لحد يستغلنا أو يعملنا قراطيس وأى زبون نشم منه ريحة عدم الاحترام بنرفضه، لدرجة أننا فى شم النسيم نرفض إن الزبون يأخد معه أكل لأن المركب مش جنينة".
شم النسيم فى النيل..
المراكب النيلية.. نزهة الفقراء والأغنياء
الأحد، 27 أبريل 2008 08:16 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة