لوحظ أن المحافظين قد تم اختيارهم حتى الآن ومنذ نشأة الحكم المحلى فى مصر إما من المستشارين أو من العسكريين من الجيش والشرطة، وقيل فى تبريرذلك إن القضاة يطبقون العدل فى عملهم بالمحافظات، وإن رجال الأمن يطيعون الأوامر ويرتبطون بشكل أكبر بالنظام،وولاؤهم له يسبق ولاءهم للوطن، وسواء كان ذلك صحيحاً أم كان تبريراً ولكن التركيز الآن على الخلفيات الأمنية سواء فى محافظات الحدود أو فى غيرها خاصة فى الحركة الأخيرة ربطه البعض بارتفاع وتيرة التعامل الأمنى بين النظام والشعب، وهذا قد لايكون دقيقاً مما يفتح الباب أمام البحث عن معايير اختيار المحافظين وتغييرهم أو الإبقاء عليهم وقد تكون للرغبة فى المكافأة أو تغير المزاج الشخصى لصاحب القرار دخل كبير فى ذلك، كما أننى لا أثق فى التبريرات السابقة بل الأرجح أن كل شىء فى مصر يفتقر الآن إلى المعيار والضبط إذا أردنا أن نحافظ على هيكل الدولة وبنائها الإدارى، لذلك يمكن البحث فى معيار لاختيارالمحافظ وتحديد سلطاته وعلاقته بالسلطات المختلفة والتركيز على صلاحيات وواجبات واضحة، وأن يتم محاسبته بصرف النظر عن المدة التى قضاها رغم أن فكرة المحاسبة على أى مستوى قد تم تجاهلها وأن يتم توزيعهم على المحافظات وفق قدرات ورغبات المحافظ دون حاجة إلى إنشاء مكتب للتنسيق، فنقطة البداية هى البحث فى الشروط الواجب توفرها فى المحافظ على ضوء واجباته وصلاحياته ولابأس أن يعلن عن الحاجة إلى عدد من المحافظين وأن يتقدم الراغبون متى توفرت فيهم الشروط المطلوبة، على أن يكون توزيعهم وفقاً لمعايير حاجة المحافظة إلى كفاءاته، دون النظر إلى التبريرات السابقة التى أفسدت الحكم المحلى بأكمله. وأرجو ألا يكونوا مندوبين للحزب الوطنى وأن يتم الفصل فى ثقافتهم بين الدولة التى ينتمى إليها الجميع والحزب الذى ينتمى إليه من يريد، فلا يكون معيار التجديد للمحافظ هو مدى اجتهاده فى تزوير الانتخابات لصالح مرشحى الحزب ويجب أن يستبعد من المحافظين تلك النوعية من المحافظين الموظفين الذين يبدأون حديثهم بالحمدلله والثناء على رسوله والسيد الرئيس وألايكون السيد الرئيس هو الذى أوحى إليهم بالقيام بأبسط الواجبات ثم قول أحدهم بناء على تعليمات الرئيس سوف يتم تزويد المحافظة بمياه الشرب ولكنه أوغل فى التصريح فكشف عن زلات فاضحة حيث قال إنه لا يوجد فى العالم حكومة كحكومتنا التى توفر لكل المواطنين مياه الشرب، نريد شخصيات محترمة تحترم نفسها أولاً قبل أن يأذن لها السيد الرئيس بأن تعبد الله وتصلى على رسوله الكريم من شاكلة فريق من الصحفيين والإعلاميين والمحافظين والوزراء وغيرهم الذين أصبحوا عبئاً على النظام وسبباً فى انهيار شعبيته بين الناس.
ٍوأخيراً يمكن النظر فى تعيين المحافظين من السفراء السابقين الذين لديهم الرغبة والرؤية والأمل فى نقل تجارب الدول الأخرى إلى مصر، ولا أظن أنهم كثيرون ولكن فتح الباب لبعضهم قد يثرى هذه التجربة.
وقد تباكى البعض على إغفال المرأة فى قائمة المحافظين وهى بكائية مستمرة لاأظن أن لها مكاناً سوى أنهم يريدون أن يصلوا إلى أن وزيرة الدفاع الأسبانية شابة حامل، ولا أظنهم إلا من الطامعين فى هذا المنصب أو فى غيره بعد أن أعيتهم الرسائل التقليدية فى التزلف إلى صاحب القرار ولو علموا أن كل شىء بقدر لحفظوا لأنفسهم كرامتهم ولأخلص غيرهم إرضاء لضميره، فإن إرضاه أرضى غيره من البشر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة