"أنا إسراء عبد الفتاح وبس، مش أى حاجه تانى" .. كان هذا وصفها لنفسها، فى الوقت الذى أطلق عليها الكثيرون لقب زعيمة حزب الـ "فيس بوك"، ورئيسة جمهوريته، بعد أن استطاعت حشد أكثر من 65 ألف شاب على رأى واحد، فى الوقت الذى تعجز فيه الأحزاب السياسية عن حشد ربع هذا العدد فى أى مناسبة.
هى إسراء عبد الفتاح صاحبة الجروب الشهير "6 أبريل .. إضراب عام لشعب مصر"، والمتهمة بالتحريض على الإضراب، وإثارة الشغب، والتسبب فى إتلاف وإحراق الممتلكات العامة. وكان لـ "اليوم السابع" معها هذا الحوار بعد ساعات قليلة من الإفراج عنها..
"مالهاش فى السياسة" .. "زعيمة الإضراب الحقيقية" .. "رئيسة جمهورية الفيس بوك" .. أين إسراء عبد الفتاح الحقيقية وسط هؤلاء ؟
إسراء عبد الفتاح هى إسراء عبد الفتاح .. أنا .. ومش حاجه تانية .
وماذا عن عضويتك بحزب الغد ؟
أنا صحيح عضو بحزب الغد، بس ماليش أى منصب، تقدر تقول عضو أمانة التدريب والتثقيف السياسى، بس مدخلتش الحزب من 6 شهور تقريبا، ولما اتكلمت عن الإضراب لم أكن أمثل حزب الغد أو أى تيار سياسى تانى .. كنت بتكلم عن كل الناس.
"6 أبريل .. إضراب عام لشعب مصر" .. ماذا كنت تقصدين بهذا الشعار ؟
- أنا اللى عرفته من أصحابى إن شعب مصر عامل إضراب هيعبر بيه عن رأيه فى زيادة الأسعار والغلاء، وعرفت إن الإضراب كان هيبقى بالإضراب عن العمل، وعدم الخروج من البيت، وكان ليا رأى مختلف فى طريقة التعبير عن رفض المصريين لزيادة الأسعار.
وماذا كان هذا الرأى؟
كان رأيى الشخصى أن الإضراب عن شراء السلع فى اليوم دا هيكون ذا فعالية أكثر من الإضراب عن العمل، والجلوس فى البيت.
وهل كان هذا الرأى معلنا على الجروب؟
أكيد .. دا اللى أكدت عليه فى الجروب.
كم كان عدد المشاركين فى الجروب عند بداية الأحداث؟
وصلوا لـ 65 ألف مشارك عند بداية الأحداث .
وهل توقعت أن يصلوا إلى هذا العدد؟
بالطبع لا .. لم أتوقع أن يصل عدد أعضاء الجروب إلى هذا العدد، وعندما وجدت الإقبال على الاشتراك فى الجروب بهذه الكثافة أصبت بالدهشة، وسألت نفسى لماذا هذا الإقبال، دون أن أجد إجابة حتى الآن.
ولماذا فى رأيك وصل المشاركون فى الجروب لهذا العدد؟
هذا هو السؤال الذى مازلت أبحث له عن إجابة!
ما رأيك فيما يقال الآن عن "حزب الفيس بوك" الذى يوصف بالأكثر تأثيرا من كافة الأحزاب والقوى السياسية فى مصر؟
مش عارفه.. بس دا كلام مش مظبوط، "فيس بوك" مش حزب ولا حاجه، دا مجرد موقع على النت، والنت ده حاجه افتراضية، ممكن تكون الدعوة لاقت صدى عند الشباب، أو كان فى ظروف خدمتها، بس فعلا أنا مكنتش متوقعه كده، ومعرفش لحد دلوقتى إزاى وصل الجروب لـ 65 ألف مشارك.
ما رأيك فى تناول وسائل الإعلام المختلفة لقضيتك؟
كنت مستغربة جدا، ولم أتخيل أن يكون كل هذا الكلام عنى أنا.. لقد سمعت ورأيت وقرأت كلام ضخم وكبير، وأكثر بكثير مما استحق.
هل كنت تتابعين وسائل الإعلام أثناء فترة حبسك؟
تابعت فى الفترة الأولى لحبسى ، قبل أن يتم منعها عنى.
احك لى عما حدث يوم إلقاء القبض عليك؟
كنت فى "كافيه" فى وسط البلد مع أصحابى الساعة 10 صباحا، وفجأة لقينا ناس بملابس مدنية بيقولولنا "البطايق يا أساتذة".. وبعد كده ركبونا كلنا عربية ميكروباص اتحركت بينا على معسكر أمن مركزى بالدراسة، ووصلنا هناك الساعة 11، وبعد كده نقلونا على قسم قصر النيل الساعة 8 مساء، وبعد كده على نيابة عابدين، وبيتنا فيها أول ليلة، وتانى يوم نقلتنا عربية الترحيلات لقسم الخليفة اللى بيتنا فيه تانى يوم، قبل ما اتعرض على النيابة وآخد 15 يوما حبسا على ذمة القضية، واتنقل لسجن القناطر.
بماذا تصفين تجربة سجنك؟
لا أعرف تحديدا، ولكنها تجربة كأى تجربة حياتية أخرى، لها إيجابياتها، وبالتأكيد لها سلبياتها.. تعلمت منها أشياء كثيرة جدا، وعرفت منها معنى القهر والظلم والسجن فى مكان محدد، فى الوقت الذى ترى فيه أماكن بعينيك دون أن تستطيع أن تطأها بقدميك.
هل سمعت عما يتوارد عن نية الحكومة لحظر الـ "فيس بوك" فى مصر؟
لا.. هذه المرة الأولى التى أسمع فيها ذلك، ولكن ذلك غير مستبعد، اللى خلاهم حظروه فى سوريا، هتيجى على مصر يعنى!
ماذا ستفعلين لو حدث ذلك؟
لا شئ .. أنا مش مدمنة "فيس بوك".. كان مجرد هوايه، حاجه بضيع بيها وقت فراغى، ولو اتمنع مش مشكلة كبيرة، الى عمل الـ "فيس بوك" يقدر يعمل غيره.
هل تملكين مدونة؟
مش بحبهم بصراحة .
لماذا ؟
بحس إنها حاجة شخصية أوى.. كل واحد بيحكى عن نفسه، حياته، وأنا محبتش كده، وعمر ما استهوانى إنى أعمل مدونة، ولا أنكر إن فى مدونات كويسه كتير على النت، بس أنا زى ما قلتلك محبتش يبقى ليا مدونة خاصة بيا.
هل تتابعين أى مدونات؟
نعم .. بعضها، مثل الوعى المصرى، ومدونات أخرى لا أذكر أسماءها الآن.
ما الفارق بين إسراء قبل 6 أبريل وإسراء بعده؟
أنا ملحقتش أحس بالفرق بعد ما خرجت، بس عايزة أعيش مع نفسى فترة، أتقوقع فيها على نفسى علشان أعرف الفرق، بس أكيد هيكون فى إسراء مختلفة.
لماذا؟
لأن أى تجربة بيمر بيها الإنسان بتغير فيه، ودى مش أى تجربة.
هل شعرت بالظلم؟
بالتأكيد.
هل يمكنك وصف ما شعرت به وقتها؟
مكنتش فاهمه حاجه.. "أنا هنا ليه" كانت كلمتى التى اشتهرت بها بين السجينات، وكنت أعنيها حقيقة، فأنا لم أفعل شيئا ليتم اعتقالى وحبسى بهذا الشكل. فى الأول كنت بخاف من عربية الترحيلات، بعد كده بقيت أقول ياريت تيجى على قد عربية الترحيلات بس، بعد كده بقيت بخاف من السجن، وقلت ياريت تيجى على قد السجن، بعد كده لقيت الموضوع وصل لأمن الدولة، وقلت يارب يخلص على خير، وبأى شكل.
هل ندمت على إقدامك على إنشاء الجروب؟
صدقنى لم أستطع أن أحدد حقيقة مشاعرى ندما كانت أو فخرا أو خوفا.. كنت مذهولة من التجربة والمكان.. "أنا هنا ليه" ظللت أرددها لا شعوريا، مكنتش متخيلة إنى فى السجن، وحد بيقولى إلبسى أبيض، وملقيتش وقت أفكر فى أى حاجة.. كنت بس بقول لنفسى إيه اللى أنا فيه ده!
ماذا ستفعلين فى إضراب 4 مايو؟
لا تعليق.
هل حددت ما ستفعلينه إذن؟
لا .. لم أحدد بعد.
قبل أن أخرج لفت انتباهى جهاز الكمبيوتر الذى يحتل ركنا بارزا بالغرفة، فسألنها هل هذا هو الجهاز الذى استخدمتيه فى إنشاء الجروب ؟
ابتسمت وهى تجيب "أيوه .. دا جهازى .. هو دا جسم الجريمة" وضحكت لأول مرة من بداية الحوار .
إسراء بعد الإفراج عنها ـ AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة